عشية انطلاق المرحلة الرابعة والأخيرة للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار في شمال لبنان اليوم الأحد، طغت جريمة مقتل الأخوين طوني ونايف صالح برصاص أحد عناصر القوات اللبنانية على الأجواء العامة.وتابع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان مع زواره الأوضاع الامنية القائمة في منطقة الكورة وأعطى توجيهاته إلى مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية بضرورة توقيف مرتكبي الجريمة واتخاذ كل التدابير الآيلة إلى إجراء الانتخابات البلدية في مرحلتها الأخيرة في محافظة الشمال ومنع أي أشكال يحصل وقمعه حفاظاً على سلامة المواطنين وأمن العملية الانتخابية. وفيما شيعت بلدة “بزعون” إحدى بلدات قضاء الكورة الأخوين صالح اللذين ينتميان إلى تيار “المردة” الذي يتزعمه النائب سليمان فرنجية وسط حداد عام وتوتر شديد، حيث دفعت القوى الأمنية بأعداد كبيرة من عناصرها إلى المنطقة معززة بوحدات من الجيش في مسعى لمنع التوتر واحتواء الوضع في يوم الانتخابات، كشف فرنجية في مؤتمر صحفي عن أن الضحيتين لم يكن بحوزتهما أي سلاح. وشن فرنجية هجوماً عنيفاً على حزب “القوات اللبنانية” ورئيس هيئته التنفيذية سمير جعجع، وقال: “إنه لم يعد باستطاعته أن يشد على عناصر (المردة) كي يضبطوا أنفسهم وأن يضبط الناس”. ولفت إلى أنه في كل الإشكالات المسيحية - المسيحية التي تحصل “القوات اللبنانية” تكون طرفاً فيها، مشدداً على أننا لم نتعود على أن نستغل الدم بالسياسة. وترأس وزير الداخلية والبلديات زياد بارود أمس جلسة طارئة لمجلس الأمن المركزي في بيروت، خصص لبحث آخر التطورات الأمنية على خلفية جريمة “بزعون” والإجراءات الامنية المتخذة للحيلولة دون تفاعلها، وتحدثت مصادر حكومية عن اتجاه لتأجيل الانتخابات في البلدات المتوترة منعاً للاحتكاك. غير أن هذه المعلومات نفتها مصادر الداخلية رداً على سؤال لـ”الاتحاد”، وقالت إن الانتخابات مستمرة وفق ما هو مقرر لها. وشهدت كل المناطق عملية توزيع صناديق الاقتراع على المراكز، واتخذت القوى الأمنية إجراءات استثنائية في ظل تأكيد اللائحة المدعومة من تيار “المستقبل” في مدينة طرابلس بأنها ستفوز بامتياز في البلدية نتيجة التوافق. وأكد مقرر اللجنة الخماسية التابعة لتيار “المستقبل” أحمد الحريري أن “طرابلس عزيزة علينا والتوافق هو حالة جدية وفريدة من نوعها”، مشدداً على ان لا “خوف من سقوط التوافق وبحاجة الناس إلى ذلك”.