الخيّالة·· رقصة الفرس والفارس
تتعدد الفنون الشعبية في الإمارات والمنطقة وتتنوع من حيث الأداء، كما يشترك بعضها في مناسبة رسمية أو اجتماعية، وقد تُؤدَّى كلها في المناسبة ذاتها، لكنها على تعدد أنواعها تختلف بين إمارة وأخرى أو منطقة وأخرى في الدولة· فثمة فنون تنتشر في البادية وأخرى تنتشر في الساحل·· وهكذا·
لعل ازدهار فنون قديمة مثل: العيالة واليولة والرزيف والحدوة والتغرودة والميدان والطارق، وغيرها من الفنون الشعبية المحلية المنتشرة بين الشباب دون غيرها، دفع إلى انحسار الضوء عن فنون أخرى قد تكون في الأصل أقل انتشاراً وأهمية لديهم، أو ربما تكون انتقلت إلى مناطق الدولة عبر الجوار الجغرافي، كفن الخيّالة الجميل، الذي وصل بوادي الدولة من شبه الجزيرة العربية·
وبحسب حميد المقبالي، عضو فرقة الفنون الشعبية ''صقور المقابيل''، فإن ''ثمة فنوناً شعبية ورقصات تُصنف ثانوية، ربما لكونها تمارس من جانب فئة محدودة من الناس أو تبعاً لمناطق صحراوية نائية قليلاً، من ضمنها فن ''الخيّالة''، الذي يعدّ فناً جديداً على المنطقة تمّ استقطابه لجمالياته الفنية من حيث الشكل والأداء، فهو يرمز إلى الفروسية والشجاعة العربية، وفضلاً عن الخليج العربي تعرفه مناطق عربية أخرى في مصر وبلاد الشام·
يعتمد هذا الفن على أداء عنصرين (الخيل والفارس)، ويمكن أن يؤديه رجل واحد فوق حصانه أو فرسه، أو مجموعة من الرجال، يتوسطون ساحة الاحتفالات، وتشترط فيهم معرفة ركوب الفرس وقيادته ولجمه عند الحاجة، فهو فن صعب يتطلب التحكم برسن الفرس بيد واحدة، لكون اليد الأخرى تحمل سيفاً أو بندقية أو رمحاً للرقص والتلويح''·
يضيف المقبالي:
''يتم أداء هذا الفن على إيقاع الطبول والمزامير، بينما يردد صف من الرجال، يقفون في جهة قصية من الساحة، بعض أبيات قصائد شعرية شهيرة تتناول أغراض المديح والفخر، وأثناء ذلك تراوح الخيول الواقفة مكانها، وتتحرك حركات موضعية بحسب إيماءات الفرسان وحركاتهم في شد اللجام بإحدى اليدين، بينما اليد الثانية ترفع البندقة أو السيف أو الرماح وتتمايل بها''·
المصدر: أبوظبي