رضا سليم (دبي)

يظل العمل الإنساني وجهة حضارية ومتصدراً للمشهد في الإمارات، ليس فقط في المجال الرياضي، بل في كل المجالات، وهو العمل الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ووضع لبنته ليعيش لسنوات طويلة، فقد كانت مقولة «زايد الإنسان»: «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل»، بمثابة المنهج الذي حافظ على الماضي والتراث وأسس للحاضر ورسم طريق المستقبل، فكانت كلمات، حكيم العرب وحكيم الأمة والأب المؤسس، نبراساً لكل الأجيال كي يسيروا على نفس النهج، ليكون النبض والرمز.
قدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الكثير والكثير للرياضة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، وكانت إسهاماته واضحة في العمل الإنساني على المستوى الرياضي، ورسم الكثير من الخطوط التي تحولت إلى منهاج لكل الرياضة العربية، فاستحق كل هذا التكريم العالمي والعربي والمحلي في أن تزدان البطولات باسمه ويتردد اسم زايد في عدد كبير من المحافل العربية والعالمية، تقديراً لما قدمه من أعمال إنسانية خالدة في ذاكرة الأمة.
وعندما يطلق اسم زايد على أكثر من 100 بطولة عربية ومحلية في عام واحد، ندرك مدى ما قدمه حكيم العرب للرياضة والرياضيين، ويتصدر العمل الإنساني المشهد الرياضي في البطولات والسباقات التي تحمل اسم «زايد»، في مقدمتها سباق زايد الخيري الذي يطوف العالم ويجمع الجنسيات ويقدم تبرعات وأعمال إنسانية، سواء السباق الخيري في نيويورك أو في مصر.
في الوقت الذي غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الأجيال حب الخير والعمل الإنساني، وهو ما توارثته الأجيال ونراه جلياً في الرياضيين الذين يتسابقون لأعمال الخير، وسيطرت فكرة المبادرات الإنسانية، على لاعبي كرة القدم؛ إذ تنوعت بين بناء المساجد وحفر الآبار، والمشاركة في المباريات المخصصة لدعم الأعمال الإنسانية، وزيارة المخيمات للاجئين، وغيرها من المبادرات التي تكشف ما قدمه زايد للأجيال.
حظيت الرياضة بنصيب كبير من اهتمام الأب المؤسس، وانتعشت الحركة الرياضية والشبابية، وانتشرت الأندية وتوسعت الحكومات المحلية في إقامة المنشآت الرياضية، وأصبح في كل إمارة عدة أندية ومنشآت رياضية تجذب الشباب لمزاولة الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها، واستفادت المنتخبات الوطنية من هذا التطور الكبير، فبدأت المشاركات الخارجية على المستويين الخليجي والعربي أولاً، ومن ثم على المستويين الآسيوي والعالمي.
ورسخ المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، العديد من القيم والمبادئ التي قامت وازدهرت على أساسها رياضة الوطن، حيث حافظ على رياضة تراث الأجداد، وهدفها الأساسي الحفاظ عليه، فقد كان دائم الحرص على تنمية رياضة سباقات الهجن وصيد الصقور وسباقات الخيول العربية الأصيلة التي اتخذت من أرض زايد نافذة تطل من خلالها على العالم أجمع، عندما استضافت العاصمة أبوظبي بطولة العالم للفروسية عام 1998 في واحد من أهم الأحداث المرتبطة برياضات الخيول.
وشهد عصر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان العديد من الإنجازات الرياضية التي تخطت حدود الوطن ووصلت العالمية، في العديد من الرياضات الأخرى، منها الإنجاز التاريخي الذي تحقق بصعود المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1990 التي استضافتها إيطاليا في سابقة تاريخية لم تتكرر، ومثل منتخبنا الوطني الكرة الآسيوية والعربية في هذا المحفل العالمي الكبير في ظهور للإمارات على الساحة العالمية الكروية، بجانب حصول المنتخب الوطني على وصافة كأس آسيا لكرة القدم التي استضافتها العاصمة أبوظبي عام 1996، بجانب تحقيق العديد من الإنجازات الرياضية المختلفة.

رؤية المؤسس وراء دورات الخليـــج
ترك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بصمات واضحة على الرياضة الخليجية ونادى بتماسك وحدة الخليج العربي في كل المجالات، وبعد تبني مشروع قيام مجلس التعاون الخليجي عام 1981 في العاصمة أبوظبي دعم إقامة البطولات الخليجية المشتركة في مختلف الألعاب الرياضية، وعمل على تقوية الأواصر بين الشباب الخليجيين في مختلف الجوانب الحياتية، وأسهم في تنمية البنية التحتية للرياضة الخليجية، لتصبح واحدة من أفضل الوجهات الرياضية في العالم. وحرصت الإمارات بتوجيهات الأب المؤسس «زايد الخير»، على احتضان البطولة الأقدم والأعرق والأغلى، كأس الخليج العربي في الإمارات في عامي 1982 و1994، إضافة إلى استضافة خليجي 18 في العام 2007.

حكيم العرب فــي قلـب العــرب
بات اسم «زايد» يلمع في البطولات العربية في الآونة الأخيرة، تسابقت الاتحادات العربية إما بتغيير مسمى بطولاتها إلى كأس زايد، أو استحداث بطولات تحمل اسم حكيم العرب، وهو تأكيد على مدى التقدير الذي يكنه العرب للمغفور له، وأن مكانته ما زالت في القلوب.
وتغير مسمى بطولة الأندية العربية لكرة القدم إلى «كأس زايد للأندية الأبطال»، وتحولت الملاعب والصالات في أرجاء الوطن العربي والخليجي والمحلي إلى بطولات تحمل اسم «كأس زايد»

كأس الخيول تطوف مضامير العالم
يتصدر كأس زايد للخيول قائمة البطولات التي تحمل اسم المؤسس والتي تطوف العالم في مختلف المضامير في أوروبا وأميركا، منها كأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للخيول العربية الأصيلة، في مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في مضمار كرون في فرنسا، بجانب كأس زايد في مضمار إيطاليا، ومنها إلى مختلف مضامير العالم ، ثم وصلت إلى المحلية حيث تقام كأس زايد في مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والمخصصة للخيول العربية الأصيلة.

15 عاماًً من التبرعات في الماراثون الخيري
يجمع ماراثون زايد الخيري السنوي في نيويورك بحديقة سنترال بارك الشهيرة، عدداً كبيراً من الجنسيات، ووصل الحدث العالمي إلى النسخة الخامسة عشرة، ويقدم ريعه لمصلحة مرضى الكلى للمستشفى التخصصي لأبحاث الكلى بالولايات المتحدة الأميركية، وجاءت انطلاقة ماراثون زايد في أميركا عام 2005 بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بهدف مد يد العون للمرضى من خلال تلك الفعالية الخيرية، ويشارك فيه سنوياً نخبة من أفضل العدائين والعداءات في مسافة السباق 10 كيلومترات، وأغلبهم من أبطال العالم المميزين في مسافة النصف ماراثون، وهو ما يؤكد أن الماراثون بكل لغات العالم.