أزهار البياتي (الاتحاد)

مع دار بوشرون العالمية للمجوهرات ليس هنالك حدود للإبداع والحلم والخيال، حيث صنعت أيادي صاغتها المهرة تشكيلات فنية غاية في الفخامة والترف على مدى عقود وسنوات، عاكسةً المفهوم الحقيقي للأناقة والثراء المطلق، عبر قطع وموديلات نموذجية من الجواهر الخالدة النفيسة، والتي صممت خصيصاً لتبقى وتعيش في ذاكرة الموضة واتجاهاتها على الدوام، متألقةً بصياغات الذهب المرصعّة بأنقى الماسات والأحجار الكريمة وبامتياز.
ولعل المتابع لخط سير هذه العلامة الآسرة من المجوهرات، سيكتشف بلا شك مدى أهميتها وتفوقها في هذا المجال، فلقد نشأت هذه الدار الفرنسية العريقة على يد المبدع فريدريك بوشرون عام 1858، لتنمو وتتطور على أيدي أربعة أجيال متتالية من الأبناء والأحفاد المباشرين، وتفّند أعمالها المصممة وفق رؤية فنيّة كواحدة من أعظم الصياغات العالمية في صناعة المجوهرات، متربعةً على عرش مجدها في ميدان فاندوم وسط باريس، لتكون بوشرون تجسيداً للامتياز في صناعة المجوهرات اليومية الراقية والساعات، معتمدةً على طرازها المتحرر والجريء في التصميم، لتبتكر، موسماً بعد آخر، أجمل كلاسيكيات المستقبل من العقود والأساور والخواتم والأقراط.
في تشكيلتها الأخيرة فإن مجموعة «جاك دو بوشرون» Jack de Boucheron الجديدة عكست أسلوباً معاصراً للمجوهرات، من تلك المفعمة بنفحات المرح واللعب وحبّ الحياة، مع شيء من التمرّد والجرأة، وكأنها تمثّل فصلاً جديداً من تاريخ الدار، معتمدةً في طرحها هذا على تصميم أيقونات عصرية الطابع، بحيث يمكن ارتداء قطع المجموعة بعدة أساليب وأشكال، مما يجعل من عام 2019 كانقلاب حقيقي لناحية مفهوم ارتداء المجوهرات، فاتحة أمام المرأة خيارات واسعة للانتقاء، خاصةً من فئة تصميمها الأخير لسلك الذهب المغلّف ببكلة مجوهرة ومطعمة بالألماس.
وعبر هذه الباقة الاستثنائية، بدأ التلاعب برموز بوشرون ما بين فن الكوتور والإتقان الحرفي، وبين ذلك الحس الشبابي الحيوي لشغف الحياة، محاطةً صياغاتها جميعاً بهالة كلاسيكية متكلفة وأنيقة بكل المقاييس، لتتمتع قطعها من «جاك دو بوشرون» بالمرونة والحداثة والرقي في ذات الأوان، آخذة إيحاءاتها من الأسلاك المستخدمة في سمّاعات الموسيقى التي توضع في الأذنين، بينما البكلات التي زودّت بها توحي بشكل قابس للسمّاعات، مانحة من ترتديها من النساء فرصة تنسيقها والتلاعب بها حسب المزاج، بحيث تحدّد من خلالها تفرّدها وشخصيّتها حسبما تشاء، فمجموعة «جاك» هذه يمكن دمجها أو وصلها معاً، كما يمكن تكبيرها أو تكديسها، أو حتى تحويلها وبمنتهى الحرية والمرح لقطعة جواهر مبتكرة وغير نمطية على الإطلاق.