(أبوظبي) - يعد عادل خالد البحار الإماراتي الوحيد على متن الطاقم البحري لليخت “عزام” أمل الإمارات في تكوين فريق وطني خالص ليقود فريق أبوظبي خلال سباق فولفو للمحيطات، في المستقبل القريب، وقد تم اختياره ليخوض التجربة عن قرب من قبل هيئة أبوظبي للسياحة، وحتى يشكل النواة الأساسية للوصول إلى الهدف الرئيسي. وخاض خالد العديد من التجارب في عالم سباقات البحر، والتي تحدث عنها خلال الحوار ورفض مقارنتها بـ”فولفو للمحيطات”، كما تحدث عن طموحاته المستقبلية وآماله الشخصية خلال الحوار التالي: بداية أكد عادل خالد أن قصة اختياره ليكون ضمن الطاقم البحري لليخت عزام، لم تكن وليدة الصدفة، فقد جاءت بعد خطوات عديدة، وتقدم لها العديد من الأشخاص تم تصفيتهم إلى خمسة فقط وفي النهاية وقع عليه الاختيار، مع بطي المهيري لكي يكونا ضمن الطاقم، وهو الشيء الذي أسعدني كثيرا، كوني حققت أمنية كانت تراودني. وأشار إلى انه سبق وأن خاض العديد من التجارب في سباقات الشراعية، وانه يحمل لقب العديد من البطولات، منها المحلية والخليجية والعربية، كما أنه شارك في دورة الألعاب الأولمبية في الصين عام 2008، ولكنه أكد أن تواجده في سباق فولفو للمحيطات، أمر يختلف شكلا وموضوعا عن الأحداث الأخرى، وتحمل المشاركة إثارة كبيرة، فيكيفي أن يعرف الجميع أن وزن الشراع الخاص باليخت يصل في أوقات كثيرة إلى عشرة أطنان، كما أن التعامل مع اليخت بشكل عام أمر غاية في الصعوبة، كون كل شيء يتميز بدقة متناهية، ولا يمكن التعامل معه إلا إذا كانت لديك القدرة والمعرفة على ذلك. طموحات كبيرة وتحدث بطلنا عادل خالد عن طموحاته المستقبلية فقال: “أعتقد أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدا من التركيز لتحقيق الحلم الذي أسعى إليه، وطموحاتي تنصب في تكوين فريق إماراتي خالص العناصر للمشاركة في سباق “فولفو للمحيطات”، مؤكدا أن قيادة اليخت عزام من الممكن جدا أن تكون إماراتية من خلال طاقم بحري كامل من أبناء الوطن، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تتطلب ثلاث سنوات فقط، بالإضافة إلى مزيد من العمل الشاق من قبل الراغبين في التواجد في هذا الحدث. وشرح عادل كيفية تكوين فريق إماراتي عندما قال: “سباق فولفو للمحيطات يقام كل ثلاث سنوات، وهناك فترة إعداد للفرق لمدة عامين كاملين، وفي هذه الفترة من الممكن جدا إيفاد طاقم إماراتي كامل للتدريب في الخارج، على أن يعود قبل انطلاق السباق الرئيسي بأشهر قليلة للتدريب على اليخت نفسه”، وأشار إلى أن الدعم من كافة الجوانب متوفر، حيث أن هيئة أبوظبي للسياحة لم ولن تبخل بأي دعم سواء لوجستي أو مادي من أجل تحقيق هذا الهدف. عزام يختلف ووجه عادل خالد الدعوة للإماراتيين العاشقين للبحر، للسعي نحو أخذ الخطوة الأولى للدخول في أجواء هذا السباق العالمي، منوها إلى أنه لا يمكن لأحد أن يتصور مدى المتعة الخاصة بهذا السباق، والاختلاف التام بينه وبين أي حدث بحري آخر. وأضاف: “إثارة تحدي فولفو للمحيطات مستمرة ليل نهار على متن يخت في محيط ليس له نهاية ترى بالعين، ولا يمكن على الإطلاق مقارنة قوة السباق بآخر، فالإبحار في محيط ليس له شبيه ولا يمكن أن يقارن بالخليج أو البحر، فالظروف مختلفة، والمخاطر أيضا مختلفة والأجواء لا يمكن وصفها”. مخاطر وصعوبات وروي خالد قصته مع اليخت عزام، خلال رحلة الوصول للعاصمة أبوظبي، فقال: “بذلنا جهدا غير عادي، حتى نصل إلى هذه المحطة، التي دوما ما حلمنا بالرسو على شاطئها”، وأشار إلى أنه والطاقم واجهوا العديد من الصعوبات، على مدار الأشهر التي قطعها عزام، في مياه المحيطات من إسبانيا إلى أبوظبي. وأضاف: “هناك بعض المواقف التي تعرضنا فيها لخطورة بالغة، ولولا الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها الطاقم الذي يقود اليخت برئاسة الإنجليزي إيان والكر ربان اليخت، صاحب الباع الطويل في هذا السباق تحديدا”. وزاد: “عشنا بعض اللحظات العصيبة، في ظل المرور ببلدان، أجوائها البحرية صعبة، وقوة الرياح فيها، لا تساعد على الإبحار تماما، فضلا عن الارتفاع الكبير للأمواج، الأمر الذي دعانا إلى أخذ كافة الاحتياطات عند المرور، بتلك البلدان، والانتظار لبعض الوقت، حتى تهدأ الأجواء”. وتابع قائلا: “لقد أجبرتنا الظروف أيضا وعامل الزمن، على عدم الانتظار والمضي قدما في الرحلة، وكان علينا آخذ المخاطرة، بمواصلة المشوار، من أجل ضمان مركز متقدم في السباق، وفي هذه اللحظات تعرضنا لاهتزازات، عدة في قلب المحيط، الأمر الذي كان يجعلنا دائما في حالة طوارئ، بهدف تخطي هذه المراحل الصعبة، ولولا الصبر والعزيمة التي تحلى بها الطاقم بشكل عام، لما استطعنا، الوصول إلى أبوظبي ولما تواجدنا في الاحتفالات التي تقام حاليا، ولما تحققت الأمنية التي دوما حلمت بها خلال الأشهر الماضية، بالعودة إلى أرض الوطن، ورؤية الأهل والأصدقاء بعد شوق طال كثيرا”. وأكد عضو الطاقم البحري لليخت عزام، أنه لم يكن يتخيل على الإطلاق ما شاهده خلال الرحلة من مصاعب ومواقف تعرضت خلالها حياة الطاقم للخطر، منوها إلى أن أصعب الأوقات كانت ساعات الليل التي تمر على اليخت في عرض المحيط، فالظلام دامس بشكل لا يتخيله أحد، وللدرجة التي لا يمكن لك أن ترى زميلك الذي يجلس بجوارك بسنتميترات معدودة، وهو الأمر الذي يجعلك دائم الحذر في التعامل”. وأضاف: “عن نفسي، لم أذق طعم النوم لثلاثة أيام متواصلة، خلال هذه الرحلة، فلم أستطع إغماض عيني في ظل هذا الظلام، وفي ظل هذه المخاطر التي كانت تحيط بنا من كل صوب وجهة، فلا تعرف من أين يأتيك الخطر هل من الماء ؟ أم من السماء؟ لقد كانت الأجواء الصعبة والرياح والعواصف تسببت في بداية المسيرة بكسر صاري الشراع، الأمر الذي أفقدنا القدرة على المنافسة منذ البداية”. وتطرق عادل خالد لطموحات فريق أبوظبي على متن اليخت عزام المقبلة في السباق الحالي عندما أوضح: “رغم الظروف التي تعرضنا لها منذ البداية، وتعرض الشراع للكسر الشيء الذي افقدنا المنافسة في البداية، فان طموحاتنا كبيرة، ولا أحد يعلم ماذا يخبئ القدر، وكل الاحتمالات واردة تماما في الرحلة المقبلة فالمشوار لا يزال طويلا، ومن الجائز جدا أن يتعرض الآخرون لمثل ما تعرضنا له، ووقتها تكون الفرصة متاحة للدخول في أجواء المنافسة”. وعن تصدر فريق “تليفونيكا” للسباق وإمكانية حفاظه على الصدارة حتى النهاية قال: “البحر ليس له كبير فما بالنا بالمحيط، صحيح أن “تليفونيكا” يؤدي بشكل رائع، لكن كما يعرف الجميع فمن الممكن جدا أن يتعرض لأي كبوة قد تعطله عن الاستمرار في الصدارة، وهذا الأمر حدث معنا ومع فرق بوما وجروباما، ومن الممكن جدا أن يحدث مع المتصدر الإسباني”. وأضاف: “من المؤكد أننا سنبذل قصارى جهدنا في المراحل المقبلة، وأمامنا فرصة لتعديل الأوضاع الراهنة، نظرا لطول المسافة وتبقي فترة زمنية طويلة على انتهاء الحدث، وقدرة عزام بقيادة الإنجليزي إيان والكر على العودة مجددا لأجواء المنافسة متوفرة بقوة، بشرط أن يعطينا القدر هذه الفرصة من خلال تعثر الآخرين”. معجبون بالأكل العربي من ناحية أخرى أكد عادل خالد أن أفراد الأطقم البحرية لليخوت المشاركة في سباق فولفو للمحيطات، أبدوا إعجابهم الشديد بالأكل العربي ومذاقه المتميز، وقال: لقد حرص الكثيرون على تناول وجبات عربية لدرجة أنه كان يطلب مني البعض اصطحابهم بشكل يومي لأحد المطاعم العربية الموجودة بأبوظبي، لتناول بعض الوجبات التي نالت إعجابهم بدرجة كبيرة، كما أنهم طلبوا مني معرفة الوصفة الخاصة بتلك الأكلات. منتجع الفرسان يبهر ضيوف أبوظبي أبوظبي (الاتحاد) - حرصت هيئة أبوظبي للسياحة على تعريف ضيوف سباق “فولفو للمحيطات” على معالم العاصمة، من خلال إقامة عدد من الرحلات الترفيهية لأطقم الفرق المشاركة، ومن بينها زيارة خاصة لمنتجع الفرسان، حيث شارك الجميع في سباقات عديدة من بينها الفروسية والتزلج على الماء والكارتينج. وكانت الرحلة متميزة، وأبدى الجميع إعجابهم الشديد بما يحتويه المنتجع من منشآت، وإمكانيات كبيرة لعدد كبير من الألعاب الرياضية، وتسابق “أمراء البحار” في البر والبحر، وحظيت حلبة سيارات الكارتينج بتنافس كبير بين المتسابقين، أما لعبة التزلج على الماء فكانت المفضلة للبحارة. استقبال رائع أبوظبي (الاتحاد) - أعرب عادل خالد عن سعادته البالغة بحفاوة الاستقبال، الذي وجده في قرية سباق فولفو للمحيطات، بكاسر الأمواج بكورنيش أبوظبي، مؤكدا أنه لم يتوقع أن يكون استقبال اليخوت بهذه الاحتفالية الرائعة، والفعاليات المثيرة، التي أدخلت الفرحة في قلوبنا، وجعلت الجميع يشعر بحلاوة الرحلة التي غيبتنا عن الوطن لفترة زمنية ليست قصيرة. وعن مشاعره، كونه المواطن الذي يمثل الدولة بطاقم اليخت قال عادل خالد: أنا عاشق للبحر، ولكني لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أجوب العالم، في سباق بحري بحجم فولفو للمحيطات، الذي يعبر قارات العالم في واحد من أبرز الفعاليات البحرية على مستوى الكرة الأرضية”. ووجه الشكر إلى هيئة أبوظبي للسياحة، على اختيارها له متمنيا أن يكون عند حسن الظن به دائما، وأشار إلى أنه سيبذل قصارى جهده للاستفادة من خبرات طاقم الفريق العالمي، بهدف أن يقدم صورة مشرفة للإمارات، في هذا المحفل الكبير. وأضاف: “من دون شك أن تكون على متن، يخت بحجم وإمكانيات “عزام” أمر يجعلك تشعر بالفخر كونك من أبناء هذا الوطن، فدائما نسعى للتفوق في شتى المجالات، ولا شك أننا في عالم البحر يجب أن يكون لنا دورا فعالا في السباقات العالمية، لاسيما وأن خبراتنا في هذا المجال طويلة منذ أيام الأجداد”.