جمعة النعيمي (أبوظبي)

قضت محكمة الأحوال الشخصية في أبوظبي، برفض تغيير حكم طلاق، وأقرت وقوع الطلقتين الأولى والثانية، وأوضحت في حكمها أن الزوجين لم يعترضا على حكم الطلاق إلا بعد سنتين من وقوعه، بالإضافة إلى أنه لا يوجد في الطلاق وفق المذهب المالكي مزاح أو لفظ تهديد، أو ما في معناه مما يدفع به الأزواج، فالطلاق جده جد وهزله جد.
وتشير تفاصيل القضية، إلى قيام الزوج بتطليق زوجته في بداية حياتهما الزوجية مرتين، بسبب استخدامه الدائم ليمين الطلاق وتهديده للزوجة، في حال لم تفعل ما يريده الزوج، وتمتنع عما لا يعجبه، كأن تكون طالقاً في حال استقبالها أحد من أفراد أسرتها. وأوضحت أوراق القضية، أن الطلقة الثالثة حدثت بعد مرور 10 سنوات من وقوع الطلقة الثانية، وذلك بعد أن زادت المشاكل لزوجية بينهما وتعذر حلها وتجرأ كل منهما على إهانة الآخر مما دفع الزوجة إلى التوجه لقسم التوجيه الأسري بدائرة القضاء أبوظبي، طالبة الطلاق من زوجها. وفي بادئ الأمر، رفض الموجه الأسري، تسجيل شكواها وطلب منها العودة إلى رشدها من أجل العشرة الطويلة والأبناء، الذين أصبحوا شابات وشباناً ولكن مع إصرارها تم طلب الزوج، حيث أكد وجود طلقتين سابقتين في إقراره أمام الموجه الأسري، ومع إصرار الزوجة على الطلاق تم الحكم لها به، وأصبحت مطلقة طلاقاً بائناً ووقع الفراق الذي لا يمكن العودة عنه إلا بزواجها من آخر وطلب الطلاق منه.
وتبين من تفاصيل القضية أنه بعد مرور عامين على الطلاق، شعر الزوجان بالندم والحسرة والخطأ الذي اقترفاه بسبب عنادهما، وما ترتب عليه من هدم بيت الأسرة وتشتت حياة ومستقبل الأبناء، حيث تقدم الزوج بدعوى تغيير حكم طلاق أمام محكمة الأحوال الشخصية، وأكد أن الطلاقين الأول والثاني كانا طلاقين معلقين أي مشروطين بفعل محدد هو استقبال أحد أفراد أسرتها، وأنه لم يكن يعني ما يقوله عندما تلفظ به أن يطلقها بالفعل، بل كان في حالة غضب عارمة، أما إقراره بالطلقتين أمام التوجيه الأسري، فأكد أنه كان في حالة من الإرهاق العصبي والذهني نتيجة اضطراب النوم الذي كان يعاني منه وأن تركيزه كان منخفضاً للغاية وأثر على فهمه للأسئلة التي وجهت له في ذلك الوقت، ولم يستطع الإجابة عليها بتركيز.