تخطى عدد المواطنين الذين اتجهوا إلى تايلاند حتى نهاية يوليو الحالي أربعين ألف مواطن 20% منهم قصدوها للعلاج، بحسب المسؤول عن التأشيرات في السفارة التايلاندية في أبوظبي ديتشاي نيومديتشا· ويستطيع المواطن الراغب في تلقي خدمات طبية في تايلاند لفترة تزيد عن شهر، الحصول على تأشيرة الدخول إلى تايلاند في 24 ساعة فقط من السفارة التايلاندية في أبوظبي أو من القنصلية في دبي· وفي حالات استثنائية تحكمها طوارئ طبية، فإن ساعات قليلة تكفي للحصول على تأشيرة والتوجه مباشرة إلى قلب آسيا الجنوبية التي ذاع صيتها مقصداً للعلاج خصوصاً في مجالات الكلى والقلب· وللسياحة العادية التي لا تتجاوز فيها الإقامة في البلد أكثر من شهر لن يحتاج المواطن إلى تأشيرة أساساً كما أكّد مساعد القنصل والمسؤول عن التأشيرات في السفارة التايلاندية في أبوظبي ديتشاي نيومديتشا· ويجد المواطنون ذوو الدخول المتوسطة في تايلاند ملاذاً لعلاجات الكلى والقلب، إضافة إلى إجراء العمليات التجميلية أو لمجرد الاستفادة من الاستجمام الصحي - أي النقاهة، لتدني كلفة العلاج فيها مقارنة مع بلدان أخرى رائدة في السياحة الصحية ولتوافر المستوى العالي من المهارة والدقة في الخدمات الطبية في تايلاند· فإلى المستشفى الأميركي تتجه الأنظار، والمستشفى الأميركي لا يعني إلا مستشفى بومرونجراد الكائن في بانكوك· غير أن المواطنين والمقيمين في الإمارات يسمونه ''المستشفى الأميركي''، وفق ما تقول شمّة، التي رافقت شقيقاتها إلى هذا المستشفى، لمعالجة والدتهن المصابة بجلطة· وتعود التسمية إلى أن عدداً كبيراً من الطاقم الطبي في المستشفى هم من خريجي الجامعات الأميركية، كما أن المستشفى نفسه هو فرع لأحد المستشفيات الأميركية، بحسب نيومديتشا· وعلى الرغم من أن شمّة أرسلت والدتها فيما بعد إلى الولايات المتحدة الأميركية للعلاج على حساب وزارة الصحة، لكن رحلة تايلاند جاءت بمبادرة شخصية وعلى الحساب الشخصي بانتظار موافقة وزارة الصحة· وأكد وزير الصحة حميد القطامي في حديث هاتفي مع ''الاتحاد'' أن الوزارة تؤمن تكاليف العلاج خارج الإمارات للأمراض المستعصية والأمراض المزمنة، هذا إذا لم يكن علاجها متوفراً في الدولة· وقال القطامي: إن الإمارات تسعى ''إلى تشجيع السياحة الصحية داخل الدولة''، متوقعاً أن تكون هناك نتائج إيجابية في هذا المجال''· ولفت إلى أن المؤتمرات الطبية التي تعقد في الإمارات بدأت بجذب المعاهد الطبية، كما الأطباء للمجيء إلى الإمارات، غير أن هذه النجاحات ليست سوى خطوة ضمن المخطط العام للدولة في هذا الشأن، ''فالسياحة الصحية لم تتقدّم كما نحن نبتغي لها· فقد بدأت بعض المعاهد تفتتح فروعاً لها في الإمارات، كما خصصت الدولة تأشيرة سياحية للعلاج''· بدوره، قال عمر: إن صديقاً له توجه إلى تايلاند لمجرد إجراء فحص طبي شامل، إضافة إلى استفادته من السياحة العادية· فالمستشفيات في الإمارات تلبي سريعاً الحالات الطارئة، غير أنه على المرء انتظار تحديد موعد للفحص الشامل الدوري· إلا أن شمّة تقول إنه ثمة حالة طارئة بالنسبة إليها، جعلتها تنتظر لساعات في أحد المستشفيات لتلبيتها· وأفاد نيومديتشا المسؤول عن التأشيرات في السفارة التايلاندية في أبوظبي بأن نسبة الشباب المتقدمين للسياحة العلاجية تعادل نسبة الطاعنين في السن من الرجال· كما أن نسبة الرجال تفوق نسبة النساء· ويشكل الرجال 15% ممن يقصدون للسياحة العلاجية، فيما تشكل النساء 5% فقط· وتتلقى السفارة التيلاندية في أبوظبي يومياً نحو 80 طلب تأشيرة من المواطنين، وتتلقى القنصلية في دبي أكثر من 100 طلب يومياً· ويزور تايلاند ما يقارب 35 إلى 40 ألف مواطن في العام· وتصل نسبة الزائرين من السياح إلى 70%، فيما تبلغ نسبة رجال الأعمال 10% ونسبة قاصدي العلاج 20% تتزايد في أشهر يونيو، يوليو، أغسطس· ولا تتخطى تكلفة تأشيرة الدخول الـ130 درهماً· وتمنح السفارة المقيمين فقط تأشيرة دخول، ولا تمنح الزائرين هذه التأشيرة إذ عليهم الإتيان بها من الدولة الأم، إلا في الحالات الاستثنائية جداً، وهذه الحالات اختصرها نيومديتشا بالحالات التي تستدعي المجاملة الإنسانيـــة مثــــل الاضــطرار لدخـــول تايلاند للعلاج الطبـــي والصحي· ولم يشرح نيومديتشا سبب زيادة نسبة الشباب والرجال عن نسبة النساء في التوجه للسياحة العلاجية أو الصحية، اكتفى بالابتسام ممازحاً: ''أنتن لا تمرضن مثل الرجال''· معالي وزير الصحة حميد القطامي، ربما لمّح لنا عن السبب بشكلٍ عام، بقوله: ''إن السياحة الصحية أصبحت جزءاً من النمط العام للتقدم في طلب تأشيرة دخول''· وكشف القطامي عن سعي وزارة الصحة ''لتوفير الاعتمادات الدولية ولاستقدام المستشفيات العالمية المشهورة بمهارتها الطبية والعلاجية، ولتحقيق توأمة بين عدد من مستشفيات الإمارات مع تلك المستشفيات العالمية ذائعة الصيت''· وتحدثت شمّه عن أن صديقات لها زرن تايلاند لإجراء عمليات تجميليـــة تكـــون أقل كلفة عليهنّ في العادة· ومع تزايد الغلاء المعيشي وارتفاع سعر النفط في العالم، تزايدت أسعار هذه العمليات في تايلاند، غير أنها تبقى أقل كلفة في هذا البلد· ونتيجة لتراجع لبنان كدولة سياحية في المجال الصحي والطبي نتيجة التوترات الأمنية في السنوات الأخيرة وغلاء كلفة الطبابة فيها، كمقصد لمواطني الشرق الأوسط والخليج، تسعى تونس الأفريقية ومصر إلى الترويج أيضاً للمنتجعات الصحية لديها لجذب السياح· وتقوم الإمارات بخطوات جدية لتتصدر بدورها هذا المجال من السياحة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، إنشاء مؤسسات طبية مثل مدينة خليفة للرعاية الصحية في أبوظبي، ومدينة دبي للرعاية الصحية· وتايلاند ليست المقصد الوحيد في العالم للسياحة الصحية، غير أنها حالياً مقصد للإماراتيين من خلال الدعاية التي تقوم بها سفاراتها في أنحاء العالم والنشرات الترويجية والأقراص المدمجة التي تنتجها من أجل تعزيز هذه الصناعة لديها· ففي السفارة في أبوظبي نفدت كتيبات ''الدليل'' للعلاج الصحي والطبي في تايلاند· وعلى الطاولة في غرفة الانتظار، حيث تتم تعبئة الطلبات، تناثرت أوراق منسوخة لأبرز المستشفيات في بانكوك ومنها ''المستشفى الأميركي'' الذي حاز بخط اليد على نجمتين مقابل نجمة لمستشفى آخر· وفي مقابل الترويج للسياحة الصحية من خلال تأكيد جودة ومهارة الأطباء كما المستشفيات خصوصاً تلك التي هي فروع لمستـشـفيــات أميركيــة ذائعة الصيت، ثمة سعي للترويج للعلاج الطبيعـــي الذي هو من اختصاص أهل البلد·