لم يعد مقبولاً السكوت عن مشهد الإرهاب الحوثي اليومي المتمثل بـ «طائرات الموت» من دون طيار الموجهة لضرب المدنيين، سواء داخل اليمن أو خارجه، لاسيما بلاد الحرمين الشريفين.
طائرة «درون» أخرى دمرها «التحالف» كانت تستهدف أحد المرافق الحيوية في نجران، بعد يوم من اعتراض صواريخ باليستية فوق الطائف وجدة كانت متجهة إلى مكة المكرمة، لتضاف إلى قائمة طويلة من الانتهاكات، يرافقها سؤال واحد: «من يحرك المرتزقة الحوثيين؟». والإجابة واضحة جلية، لم تعد خافية على أحد، لأن هؤلاء إنما يشكلون انعكاساً لنظام مستفز، لا يعرف سوى العدوان، لغة ونهجاً وسلوكاً، ولم يقدم على مدار 40 عاماً سوى نماذج القتل وفرق الموت والدمار.
معظم الخبراء يجمعون على تحميل إيران مسؤولية التصعيد، بل وربطها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بالتوتر المتنامي في المنطقة، خصوصاً بعد العمليات التخريبية التي استهدفت سفن شحن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات، وما تبعها من هجمات بطائرات «درون» على خط أنابيب الضخ البترولي قرب الرياض.
بالأمس، وبدلاً من التجاوب مع الموقف السعودي الرافض لأي حرب في المنطقة، جاء التهديد الحوثي بضرب 300 هدف، إنما ليتحدث صراحة بصوت النظام الإيراني وراء الستار، دافعاً المنطقة إلى مزيد من التأهب والتصعيد، الذي لن يدفع ثمنه سوى هذا النظام وأتباعه.

"الاتحاد"