عجمان (وام)

أكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان أن إرساء النموذج الحضاري هو حجر الزاوية في إثبات وسطية الإسلام واعتدال نهجه، وأن الممارسة اليومية التي نقدم فيها أنفسنا للآخرين هي المثال الحي الذي تصل رسالته أكثر من الكتب والمحاضرات، مذكراً بانتشار الإسلام في أنحاء كثيرة من العالم عبر حسن التعامل والخلق الذي ميز التجار الذين بلغوا أصقاع الأرض. وقال: إن التقاليد والتعاليم الإسلامية متأصلة في المواطن الإماراتي، مشيراً إلى أن قيم التسامح التي تنتهجها الدولة ومواطنوها مستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، حيث إن رؤية الإمارات 2020 تنص على ارتكاز ثقافتنا المتميزة على قيمنا الإسلامية الأصيلة، التي هي قيم التقدم والاعتدال، وارتباطها بلغتنا العربية الغنية، وعاداتنا وتراثنا الإماراتي، وهي أمور تسهم مجتمعة في تعزيز هويتنا الوطنية.
جاء ذلك على هامش ثالث جلسات «مجلس راشد بن حميد» الرمضاني، بحضور عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين في إمارة عجمان، وتضمنت الجلسة محاضرة بعنوان «الحضارات الإسلامية ونشأة الحضارة الغربية الحديثة» قدمها الباحث إد حسين، مؤلف كتاب «بيت الإسلام: تاريخ عالمي»، وزميل دراسات الشرق الأوسط في مركز «وودرو ويلسون الدولي» للباحثين في العاصمة الأميركية واشنطن، ويجري أبحاث الدكتوراه في الفلسفة مع السير روجر سكروتون من جامعة باكنجهام.
وأدار الجلسة الكاتب الإماراتي ياسر حارب عضو اللجنة الوطنية العليا لعام التسامح، الذي تحدث فيها عن دور المسلمين ليس فقط في نقل العلوم، ولكن في تطويرها ووضعها بقوالب تسهل على من أتى بعدهم استخدامها، وهو ما قام به ابن سينا والفارابي وغيرهما من الأسماء الذين تعلمت أوروبا من كتبهم. وتطرق الباحث إد حسين -في محاضرته- إلى تأثير الحضارات الإسلامية وفلاسفتها على الحضارة الغربية، وردود العرب المسلمين على الحداثة وتطرق لنمو أعداد المسلمين، حيث تشير التقديرات إلى أن عددهم سيصل سنة 2060 إلى أكثر من ثلاثة مليارات نسمة.