نيويورك (وكالات)

أعلنت «جوجل» أن خدماتها ستواصل العمل على هواتف «هواوي»، بعد قيود فرضتها الإدارة الأميركية على شركات التكنولوجيا الأميركية التي تعمل مع شركة الاتصالات الصينية العملاقة.
وقال متحدث باسم نظام التشغيل «آندرويد»، التابع لـ «جوجل»، أمس: «نطمئنكم أنه بين ما نلتزم بمتطلبات الإدارة الأميركية، فإن خدمات مثل جوجل بلاي والأمن من جوجل بلاي بروتكت، ستظل تعمل على أجهزة هواوي الموجودة لديكم».
وعلقت «جوجل» التعامل مع «هواوي» في البرامج والخدمات الفنية، باستثناء المتاحة خلال ترخيص «مفتوح المصدر»، ما يمثل ضربة لعملاق التكنولوجيا الصيني، الذي سعت الحكومة الأميركية لحظر التعامل معه في كل أنحاء العالم.
وفي أوج الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، أمراً تنفيذياً يعطي وزارة التجارة حق منع الشركات الأميركية من التعامل مع موردين أجانب بعينهم. وشمل الحظر تحديداً تقاسم التكنولوجيا، في إجراء يأتي ضمن مساعٍ أكبر تستهدف إبقاء «هواوي» خارج السوق الأميركي.
وبالفعل أدرجت وزارة التجارة الأميركية «هواوي» على اللائحة السوداء للشركات التي لا يمكن البدء في علاقات معها قبل الحصول على ضوء أخضر من السلطات.
وقال متحدث باسم «جوجل» إننا نلتزم بهذا الأمر التنفيذي ونراجع التداعيات، مضيفاً أنه سيكون باستطاعة أصحاب هواتف هواوي الحاليين استخدام وتنزيل تحديثات للتطبيقات التي تقدمها شركة «جوجل».
وتقول «جوجل» إنه يوجد نحو 2.5 مليار مستخدم نشط للأجهزة العاملة بنظام «آندرويد» في أنحاء العالم، وستستمر «هواوي» في الوصول إلى نسخة نظام تشغيل «آندرويد» المتاحة مجاناً من خلال ترخيص «مفتوح المصدر» لأي شخص يرغب في استخدامها.
وقالت «هواوي» إنها قضت السنوات القليلة الماضية تجهز لخطة طارئة من خلال تطوير التكنولوجيا الخاصة بها، في حالة تم منعها من استخدام «آندرويد». وأضافت الشركة أن بعض هذه التكنولوجيا مستخدم بالفعل في منتجات تباع في الصين. وكانت المجموعة الصينية دانت خلال الأسبوع الجاري «القيود غير المنطقية التي ستشكل انتهاكاً لحقوقها».
وقالت في بيان إن «منع هواوي من العمل في الولايات المتحدة لن يجعل الولايات المتحدة أكثر أمناً أو أقوى. بدلاً من ذلك، فإنّ هذا لن يؤدّي إلاّ إلى اقتصار خيارات الولايات المتحدة على بدائل أدنى مستوى وأكثر كلفة». وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أمس، إن الصين تدعم شركاتها، وأنها «ستتسلح بسلاح القانون وستدافع عن حقوقها المشروعة». وكانت مبيعات هواوي بلغت في الربع الأول من العام 59.1 مليون هاتف ذكي؛ أي 19% من حصة السوق، أكثر من تلك التي سجلتها الأميركية آبل، لكنها جاءت في المرتبة الثانية بعد الكورية الجنوبية سامسونج. و«هواوي» من الشركات الرائدة في شبكات الجيل الخامس (5جي) الجديد للهواتف النقالة.
على الصعيد نفسه، قالت وكالة «بلومبرج» للأنباء، إن مصنّعي الرقائق الإلكترونية في أميركا، بينهم «إنتل» و«كوالكوم» و«برودكوم»، جمدوا توريد البرمجيات والمكونات الأساسية لشركة «هواوي». كما أفادت صحيفة «نيكي آسيان ريفيو» أمس، أن إنفنيون الألمانية لصناعة الرقائق علقت الشحنات إلى «هواوي» في مؤشر على أن حملة واشنطن على شركة التكنولوجيا الصينية بدأت تعرقل الإمدادات خارج الولايات المتحدة. ولم يصدر تعليق من «إنفنيون» حتى الآن.
وقالت نيكي، مستندةً إلى مصدرين مطلعين، إن قرار «إنفنيون» وقف تسليم الشحنات جاء بعد أن أدرجت إدارة ترامب شركة هواوي على القائمة السوداء للتجارة رسمياً، لتفرض قيوداً فورية تزيد بدرجة كبيرة صعوبة تعامل شركة معدات الاتصالات مع الشركات الأميركية. وتابعت نيكي أن «إنفنيون» ستعقد اجتماعات هذا الأسبوع لمناقشة الوضع وإجراء تقييم، مضيفة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الشركة الألمانية ستستأنف العمل مع «هواوي» بعد استيضاح الجوانب القانونية. وقالت الصحيفة إن مبيعات «إنفنيون» السنوية لـ«هواوي» تصل إلى 100مليون دولار أو أقل.
من جانبها، نفت شركة «لينوفو» الصينية للتكنولوجيا ما تردد أنها أوقفت بيع منتجاتها لشركة «هواوي» الصينية للاتصالات.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن «لينوفو» قولها على مدونة ويبو الصينية، إن التعامل بين الشركتين مستمر كما هو معتاد.
وأضافت الشركة: «نحن مستمرون في بيع منتجاتنا وخدماتنا لهواوي بناء على القواعد الإقليمية للمناطق التي تعمل بها لينوفو».
وأوضحت الشركة أن «هواوي زبون مهم لقطاع الحواسب الآلية والخدمات، ومن ينشرون الشائعات الخاطئة سيتعرضون للمساءلة القانونية».

مؤسس الشركة: مستعدون لمواجهة الضغوط
أبدت شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات استعدادها لمواجهة ضغوط واشنطن، مع تقليص ارتهانها للشركات الأميركية، كما أكد مؤسسها في تصريح للصحافة اليابانية.
وفي خضم التوترات التجارية مع بكين، أدرجت وزارة التجارة الأميركية شركة هواوي في لائحة المؤسسات التي لا تستطيع المجموعات الأميركية تزويدها بالتجهيزات إلا بعد الحصول على موافقة السلطات.
وأكد رين تشنغفاي للصحافة اليابانية في مقر هواوي بشينزن «نحن مستعدون لذلك». وهو تعليقه الرسمي الأول منذ القرار الأميركي.
وقال رين إن مجموعته ستواصل تطوير مكوناتها الخاصة لتقليص ارتهانها لمجموعة الموردين الأجانب.
ولا تزال شركة هواوي، الرائدة عالمياً على صعيد تكنولوجيا الجيل الخامس، تعتمد على تقنيات الموردين الأجانب. وتشتري مكونات بنحو 67 مليار دولار كل عام، منها 11 ملياراً من موردين أميركيين، كما ذكرت صحيفة نيكاي الاقتصادية اليومية.
واضطر تشنغفاي (74 عاماً) المعروف بتحفظه، إلى الخروج من الظل في الأشهر الأخيرة، لمواجهة ضغوط متزايدة على شركته.
وتتعرض «هواوي» أيضاً لحملة من واشنطن لإقناع حلفائها بالتخلي عن استخدام معداتها.
وقال تشنغفاي: «لم نفعل أي شيء ينتهك القانون»، وتوقع أن يتباطأ نمو هواوي «إنما بصورة طفيفة فقط». وأكد تشنغفاي أن شركته لن تخضع لضغوط واشنطن.
وقال في تصريح لنيكاي: «لن نغير التوجه بناء على طلب الولايات المتحدة، ولن نقبل المراقبة مثلما فعلت شركة زد.تي.آي»، في إشارة إلى شركة صينية عملاقة أخرى للاتصالات استهدفتها العقوبات الأميركية العام الماضي.