سامي عبدالرؤوف (دبي)

لكل مجال نجومه وأبطاله، وكذلك الحال أيضاً في التنافس المقدس من أجل حفظ القرآن الكريم وترتيله، ولاسيما عندما يتوج هذا التميز في مسابقة دولية، بحجم ومكانة مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، التي تعد أهم وأكبر مسابقة على مستوى العالم في المجال القرآني.
وتتميز المسابقة بأنها الأكبر من حيث المكافآت المقدمة للمتسابقين، فهي الأعلى عالمياً، كما أنه يشارك فيها أكبر عدد من المتسابقين بالعالم، مقارنة بنظيرتها من المسابقات الدولية، فضلاً عن أنها تستقطب أفضل الحفاظ، حيث ترشح لها الدول والجاليات المقيمة في الغرب، أفضل حفاظ كتاب الله.
وقد اختتمت مساء أمس الأول، الدورة الثالثة والعشرون لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، بعرس قرآني شهد، تكريم خاص للعشرة الأوائل، بالإضافة إلى تكريم باقي المتسابقين، البالغ العدد الإجمالي لهم 80 متسابقاً يمثلون دولاً عربية وإسلامية وجاليات مقيمة في الغرب.
وتعتبر هذه الدورة التي أطلق عليها (دورة التسامح)، إحدى أهم وأقوى الدورات القرآنية في تاريخ المسابقة، حيث شهدت الكثير من المفاجآت والمستويات المتقاربة حتى آخر يوم في عمر المنافسات التي استمرت 12 يوما.
وأسفرت النتائج التي أعلن عنها مساء أمس الأول، عن فوز المتسابق الليبي، معاذ بن حامد، بالمركز الأول، ليحصل على مكافأة مالية قدرها 250 ألف درهم، بينما حل في المركز الثاني المتسابق المغربي، احمد العشيري، والثاني مكرر إبراهيم معاذ من النيجر، وسيتم جمع المكافأتين وقسمتهما على المتسابقين، وهما 200 ألف درهم و150 ألف درهم.
وجاء في المرتبة الرابعة احمد بشير من الولايات المتحدة، وحصل على 65 ألف درهم، تلاه التونسي ايمن بن احمد، الذي نال 60 ألف درهم، ثم السوري عمر أحمد، في المركز السادس، وبذلك حصل على 55 ألف درهم.
اللافت ان المراكز من السابع وحتى العاشر، جاء فيه أربعة متسابقين بنفس النسبة والدرجة تقريبا، لأول مرة في تاريخ مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، وهو ما يدل على قوة المنافسة خلال الدورة الحالية، التي تعد واحدة من أقوى الدورات في التنافس بين المشاركين، على مدار تاريخ المسابقة.
وحسب قائمة الأوائل، جاء في المركز السابع عبد العزيز شوكري من الجزائر، وفي المركز السابع مكرر على التوالي، كل من احمد محمد من كينيا، وعبد الله خليفة من البحرين، وعبدالله السعوي من السعودية.
وحسب لائحة مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، يتم في هذه الحالة جمع المكافآت من المركز السابع وحتى العاشر وقسمتها على المتسابقين الأربعة.
والمكافآت، التي ستوزع بالتساوي على المتسابقين الأربعة بعد جمعها، هي 50 ألفاً و45 ألفاً و40 ألفاً و35 ألف درهم.
وقال المتسابق الليبي، معاذ بن حامد، البالغ من العمر 24 عاما، إنه يدرس اقتصاد وإدارة أعمال في جامعة طرابلس، وبدأ الحفظ منذ صغره في عمر 3 أو 4 سنوات وأتمه في عمر 11 وكان يحفظ في حلقات المسجد مع إخوته الستة بتشجيع الوالد، وهذه أول مشاركة دولية له في دبي وشارك في 6 مسابقات محلية وكان ترتيبه الأول في كل منها والرابع في إحداها.
فيما أشار المتسابق أحمد عشيري 20 عاما من المغرب، صاحب المركز الثاني، إلى أنه بدأ الحفظ في عمر 9 سنوات وأتمه في عمر 11 وله 3 إخوة وشجعه والداه على الحفظ ويدرس الشريعة الإسلامية بجامعة محمد السادس ويحب أن يكون عالما في القراءات وعلوم القرآن.
وشارك المغربي، بمسابقة السودان وحقق المركز الأول ورشحته وزارة الشؤون الإسلامية لمسابقة دبي.
أما صاحب المركز الثاني مكرر، متسابق النيجر، إبراهيم معاذ، ابن الثلاثة والعشرين ربيعا، بدأ الحفظ في عمر 7 وأتمه في عمر 13 وكان يحفظ في المدرسة وختم الحفظ بها وساعده والده بالحفظ والمراجعة في البيت وله 17 أخا وأختا منهم 10 إخوة وأخوات يحفظون القرآن وهو يدرس في كلية الشريعة بجامعة الساي في النيجر.
وقد شارك في مسابقات رواتندا وتنزانيا وشارك في مسابقات محلية ورشحته لجنة وزارة الشؤون الدينية في النيجر لمسابقة دبي.
أما المتسابق الأميركي أحمد بشير عدين، من الولايات المتحدة، البالغ من العمر 17 عاماً، فقد تميز خلال الاختبارات، باهتمام كبير بأحكام التجويد وإتيان الحروف من مخارجها، كما اظهر تمكنا غير عادي في الحفظ، وكأنه يقرأ من مصحف وليس عن غيب، بالإضافة إلى تميزه بصوت خاشع.
وأدت كل هذه المميزات إلى جعل المتسابق عدين، امتداداً للأداء المبهر، الذي يقدمه ممثلو بلاده في المسابقة في السنوات القليلة الماضية، حيث أصبح المتسابق الأميركي، مرشحا للمركز الأول أو الثاني، أو على أقل تقدير ينال أحد المراكز الخمسة الأولى.
بينما قال المتسابق أيمن بن أحمد شكري إبراهيم 23 عاماً من تونس، صاحب المركز الخامس، إنه « بدأ الحفظ من عمر عامين بتدريب وتشجيع والديه بشكل تدريجي وحفظ في الكتاب وأتمه في عمر 12 وله أخ أكبر يحفظ القرآن ويصلي إماما جماعة في التراويح بالمسجد ووالده يحفظ قدرا كبيرا من القرآن».
وقد رشحته وزارة الشؤون الدينية لمسابقة دبي ويدرس في جامعة الزيتونة في مرحلة الماجستير للفقه وأصوله وشارك في مسابقات الجزائر والمغرب وإيران.
في حين قال، صاحب المركز السادس، المتسابق عمر أحمد حسن أغا 24 عاما من سوريا، إنه بدأ الحفظ في عمر 9 سنوات وأتمه في عمر 16 وقد درس الحفظ في مسجد عمر بن الخطاب في اللاذقية، وهو حاليا إمام بنفس المسجد كما يدرس الطب بالصف الخامس بجامعة اللاذقية».
ورشحته وزارة الأوقاف في سوريا إلى مسابقة دبي وشارك في مسابقات الخرطوم والجزائر ومسابقات محلية عديدة بسوريا وله أخان وأخت يحفظون القرآن.
أما « الكروان الباكي» المتسابق الجزائري عبد العزيز شوكري، فقد حصل على المركز السابع، وتميز ابن الجزائر، البالغ من العمر 22 عاما، بمعايشة القرآن بصورة ملفتة، حتى انه ملأ قاعة مسرح غرفة تجارة وصناعة دبي عند اختباره، صمتا وخشوعا بسبب قرأته المتميزة، وثقته منقطعة النظير رغم أن الرواية التي يقرأ بها من الروايات الصعبة جدا، وهي رواية ورش عن نافع.
ويعتبر هذا المتسابق، أجمل صوت بين المتسابقين الذين اختبروا حتى الآن، كما انه يجيد الانتقال بين المقامات (نغمات القراءة)، مما أكسبه مزيد من حسن الأداء وجمال الصوت، وهو ما جعله ينال استحسانا كبيرا من جمهور الحضور، كما انه نال استحسان منافسيه، في لافتة تدل على الأداء المتميز له.
ويعد المتسابق عبدالعزيز شوكري، ثاني متسابق من نفس العائلة، يمثل بلاده الجزائر في مسابقة دبي الدولية للقرآن، بعد ان سبقه شقيقه عبدالرحمن، للمشاركة في المسابقة عام 2008/‏‏‏2009.
بينما نال المتسابق أحمد محمد إبراهيم (24عاما) من كينيا، المركز السابع مكرر، وأفاد أنه أنهى ماجستير أصول الفقه ويسعى للتسجيل في الدكتوراه بنفس التخصص، وقد بدأ حفظه للقرآن منذ صغره وأتمه في عمر 9 سنوات ولديهم مركز لتحفيظ القرآن في نيروبي يقوم بالتحفيظ فيه وله 9 إخوة وأخوات وشجعته والدته على الحفظ.
وقد شارك في مسابقة الملك عبد العزيز عام 2015 في مجالي الحفظ والتفسير وحقق المركز السادس وفي مسابقة الخرطوم الدولية للقرآن بالسودان عام 2016 وفي مسابقة جيبوتي عام 2016 أيضا وحقق المركز الأول كما شارك في مسابقات عديدة في كينيا.
ونفس المركز ( السابع مكرر) حصل عليه أيضا المتسابق عبدالله خليفة إبراهيم حمدان 21 عاما من البحرين، وله شقيقان يحفظان منهما شقيقه جاسم الذي شارك في مسابقة دبي عام 2016 وكان ترتيبه الأول في مسابقة أحسن الأصوات، أما شقيقه إبراهيم فقد شارك عام 2013.
ويعتبر المتسابق السعودي عبد الله بن احمد السعوي، البالغ من العمر 17 عاماً، رابع متسابق يحصل على المركز السابع مكرر، وتميز بصوت جميل دون تكلف وحفظ ممتاز وثقة في النفس وهدوء في الأداء وتمكن في القراءة.
وبدأ السعودي، الحفظ في عمر 13 عاما وأتمه في عمر 15 عاما وكان يحفظ في الحلقة بالمسجد وشجعه والداه وله أخت حافظة وهذه أول مشاركة دولية له ورشحته وزارة الأوقاف بالمملكة لمسابقة دبي في حين شارك في مسابقات محلية عديدة في السعودية ومسابقة وزارة التعليم.