يسألُني فِنجان الزنجبيل عن جناحَيّ
اختناق
تحْدثُ أشياءُ كثيرة
كبيرة وموجِعة
تتلاحق
تتراكمُ
تَخنق
لا أحد يلتفتُ
منشغلون بالذهاب والإياب
عرفتُ الآن لماذا تنهمِر دموعي
ظمأ يمتد
هجير لا حدَّ له!
أوردة تجف
الظمأ يمتد فينا
يمتد
ها نحن نتعثَّر من جديد
كم هي صفراء هذه الأيام!
فضاء
حين تهجع الأرض
أصحو
أصعدُ إلى ما فوق الكون
حيث لا شيء يسقط
أيُّ فضاء هذا الذي تنْجذبُ له روحي!
كائن مختلف
أرى في اللَّيل بيوتا مُضيئةً
شَبابيك مفتوحة
أبوابا مشْرعة
أرى المدَّ والجزْر
أرى كلَّ البِلاد
إنني إذاً كائنٌ مِن وحدة
ارتداد
لست سِوى قلق
لا أنتظر غيرَ الذي لا يأتي
كلُّ ليلة أقفزُ على الذات لترتدَ رغباتي
وأمْضي بلا رغبة مع العابرين
بيت
حين أرى الغمامَ يتلاشى
أتمنى لو أنَّ بوسعي الاختفاء معه
أمنيةٌ كهذه أنسَتني الطريقَ إلى البيت
لا ينبغي إذاً أنْ أواصلَ التمنَّي
خريف
للمطر أُصَلي
للحياة،
لكن الأوراق المتساقطةَ تُباغتني
شتاء يتيم
يسألُني فِنجان الزنجبيل كلَّ مساء عن جناحَيّ
لمْ يعدْ بإمكاني أن أحَلَّق أبداً
أزهارُ البنفسج هي الأخرى انطفَأت
كم من الأيام مَرَّت منذ افترقنا؟
سيعود الشتاءُ يتيمًا هذه السَّنة
بهجة
حين يصير السكونُ بلا رحمة
أفتَحُ أزرار الذاكرة
يتراءى لي في جُلّ وحدتي
أنك هنا تُبللني بعشقك المقطر
هكذا أبتهجُّ
سقوط عذب
سأندسُّ في غيمة
وبعذوبة أسقطُ رذاذاً
في قلبِ حبيبي
سرُّ فوضاي
صرتُ أحدِّث المرآة طويلاً
أعَدِّدُ تفاصيلي بإلحاح
أبتدعُ طقوسا أكثر
جسدي لم يعُدْ لي
القصيدةُ تنسدلُ فوقي مفتونةً
أنام مسكونةً بفوضى التَّشظي
آه كم أنا مشتاقة!
محبَّة لا يخذلها الياسمين
كلُّ شيء يتصلُ بالقلب له رائحة
ورائحتُك أنا
ما أبيضَ هوى الياسمين
حين نمسي معا
لروحي التي
أكاد أصِل!
لمَن أخشعُ في هذه الرَّجفة من الحب؟
لقلبك الذي أودَعتَني
أم لروحي التي ترفرف في الخفاء
سأكُف الآن عن البحَث
أنا أسكنُك.
مراياي
في النهار تشع مراياي بالعتمة
وما أن يحِلَّ المساء
تزخر مراياي ذاتها بالطيوف
لهذا، أتزين كلَّ ليلة