أبوظبي (الاتحاد)

أكد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن السعادة الأسرية هي نتاج تبادل الحب والقيام بالواجبات واحترام الحقوق بين أفراد الأسرة. واستشهدوا في محاضراتهم وندواتهم بالمجالس والمساجد والمؤسسات أمس بقول الله تعالى "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً... " [النحل: 72]. والحديث الشريف (أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ ومنها: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ... ) وحديث (إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ) [مسند أحمد]. وأكد العلماء أن الأسرة هي السياج الحصين للأجيال فيها يتربى الأبناء على السنع الإماراتي من العادات والتقاليد الأصيلة الموروثة والتربية الأخلاقية وحب الوطن وقيادته.
ووضعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف موضوع صناعة السعادة الأسرية في المحتوى الأهم لبرنامج العلماء الضيوف للاسترشاد بخبراتهم وعلومهم وثقافاتهم في تثقيف المجتمع وأجياله بهذا المحور الاجتماعي الكبير.
وساق العلماء نماذج من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك، منها نموذج وفاء النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة رضي الله عنها حتى كان يُكثِرُ ذِكْرَها بعد وفاتها وفاء لمكانتها في قلبه وفي الدين أيضاً، ونموذج حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيناس أهله -عائشة رضي الله عنها-، فحين خرج مستغفراً لأهل البقيع لم يوقظها، وقال: (... وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي...) [صحيح مسلم]. ونموذج السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما مع زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه: (تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ، وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي المَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ...) [صحيح البخاري].
وحدد أصحاب الفضيلة العلماء عدة سبل لمواجهة الآثار السلبية لعصر العولمة والتواصل الاجتماعي على الأسرة، وبناء الحضارة الفكرية والأخلاقية، وضرورة الحضور الفعلي للوالدين في القدوة الصالحة أمام الأبناء وملء ساحات العقل والقلب بالتربية الأخلاقية، وإبراز جهود الدولة في الحفاظ على كيان الأسرة وبناء مجتمع متلاحم محافظ على الهوية.