عمرو عبيد (القاهرة)

وصفت صحيفة ديلي ميل البريطانية كتيبة السيتي بـ «صنّاع التاريخ»، بعدما نجح الفريق في حصد ثلاثية محلية تاريخية غير مسبوقة في الكرة الإنجليزية، والواقع يؤكد أنها «رُباعية» بإضافة لقب بطولة الدرع الخيرية، الذي اقتنصه «البلو مون» في بداية الموسم، وسيدافع عنه أمام ليفربول في مطلع أغسطس المقبل، بعدما فرض البطل الإنجليزي الأوحد هذا الموسم سيطرته على جميع بطولات إنجلترا المحلية، ومن ثم بات على وصيف «البريميرليج»، مواجهة عملاق مانشستر في تلك البطولة التي تشبه كأس السوبر المعروفة في باقي دول العالم.
وقالت ديلي ميل: إن فريق «القمر السماوي» استمتع داخل الملعب، وأمتع جماهيره وعشاق كرة القدم في العالم، بمهرجان احتفالي باهر أمام واتفورد، الذي وصفته بالمسكين، بعدما وقع ضحية سداسية تاريخية أيضاً للفريق العملاق، الذي لا يتوقف عن تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات العريضة، في المباريات النهائية وغيرها.
وأشادت الصحيفة بما قدمه جوارديولا في هذا الموسم الاستثنائي، حيث جمع كل جوائز المسابقات المحلية، وأحرز 169 هدفاً، وواصل طريقه نحو تحطيم المزيد من الأرقام القياسية، التي تبدو غير قادرة على الصمود أمام هذا «الطوفان السماوي».
وأفرد الموقع الرسمي لصحيفة «ديلي ميل» المساحة لتقرير رقمي، نقل أبرز إحصائيات السيتي في هذا الموسم الكبير، وبدأت بالحديث عن معدل انتصارات بيب جوارديولا مع السيتي، التي جعلته الأفضل في التاريخ القريب مقارنةً بكبار الكرة الإنجليزية، حيث قالت: إن جوارديولا حصد نسبة 84.2%، مقابل 76.3% لجوزيه مورينيو مع تشيلسي خلال موسمي 2004 - 2005 و2005 - 2006، ثم 68.4% لأرسين فينجر في موسمه التاريخي 2003 - 2004 مع أرسنال، وبعدهم أتى المخضرم، السير أليكس فيرجسون، بنسبة 57.9% في موسم ثلاثية الشياطين، 1998 - 1999.
وبالطبع كان تحقيق الانتصار رقم 50 في مسيرة الموسم الحالي، هو العنوان الأبرز لتقرير ديلي ميل، وأكدت أن السيتي هو الفريق الوحيد الذي تمكن من حصد هذا العدد من مباريات الفوز في موسم واحد، بين عمالقة الفئة الأولى في الكرة الإنجليزية، إذ حقق 32 انتصاراً في الدوري، 6 في كأس الاتحاد، 4 في كأس الرابطة، 7 في دوري أبطال أوروبا، وفوز واحد في نهائي الدرع الخيرية.
كما حقق «البلو مون» رقماً مميزاً خلال مبارياته في «البريميرليج»، حيث تقدم على منافسيه في نتائج المباريات خلال 2088 دقيقة، بينما سجل المعدل الأدنى في التأخر أمام المنافسين، عبر 132 دقيقة فقط، كما تفوق السيتي على غريمه يونايتد، بفارق 32 نقطة، وهو الفارق الأكبر في تاريخ المنافسة بين الفريقين، وختمت ديلي ميل تقريرها الرقمي بالحديث عن تأثير بيب على الكرة الإنجليزية، إذ قالت: إن معدلات دقة التمرير في «البريميرليج» ارتفعت بسبب جوارديولا، حيث بلغت نسبة 78.4% في موسم 2015 - 2016، مقابل 79.6% في الموسم الحالي، وهو ما تكرر مع المعدل التهديفي، الذي حقق النسبة القياسية في موسم 2011 - 2012، عندما بلغ 2.81 مباراة، ليرتفع حالياً إلى 2.82.
أما صحيفة «إندبندنت»، فنشرت صور احتفال لاعبي السيتي بالكأس، تحت عنوان، «ملوك إنجلترا»، وقالت في تقرير لها: إن هذا الكيان لا يريد التوقف عن مواصلة تحقيق الإنجازات، وبرغم كل المجد الذي حصده في الموسم الحالي، لا يزال مدربه العبقري يتحدث عن المزيد من التطور وتصحيح الأخطاء، لفريق فاز بستة أهداف في مباراة نهائية، وجمع كل الألقاب المحلية، وترى الصحيفة أن منطق كرة القدم يشير إلى إمكانية تراجع أي فريق كبير يحصد هذا الكم من البطولات في القادم من المواسم، لكنها تثق بأن السيتي سيخالف المنطق ويحطم القواعد، لأن البعض توقع هذا الأمر في الموسم الحالي، بعد النجاح الباهر في العام الماضي، لكن كتيبة السماوي لم تكتفِ بتكرار نجاح الموسم السابق، بل زادت عليه بجمع الرباعية المحلية، ووسط الشغف والرغبة وما وصفته أيضاً، بالجوع ونهم البحث عن البطولات. وترى «إندبندنت» أن السيتي قادر على تحقيق المزيد في الموسم القادم، كما نقلت تصريحات بيب التي قال فيها إن الفوز بجميع البطولات الإنجليزية يفوق مجد تحقيق لقب دوري الأبطال، لأنه أمر صعب وشاق جداً، وهو ما اتفقت عليه «إندبندنت» أيضاً في تقرير آخر، حيث قالت إن حصد الرباعية المحلية يفوق أي إنجاز آخر، لأنه يعبر عن احترافية الكيان السماوي الحالي، تحت القيادة الإماراتية الحكيمة، ويثمن المشروع العملاق الذي بدأ قبل 10 سنوات، ويؤكد أن العمل المحترف الجماعي المنظم، هو سبيل أي كيان عملاق نحو النجاح والتفوق، وما قدمته إدارة السيتي في السنوات الماضية، ولا تزال تحصد ثماره حتى الآن، بهذا الكم الكبير من البطولات، يجب أن يكون نموذجاً يحتذى به دائماً.