مراد المصري (دبي)

تحول مانشستر سيتي إلى ظاهرة عالمية تأسر القلوب في السنوات الماضية، وتحديداً في عهد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مالك النادي، وذلك بفضل التنوع في الجنسيات التي يضمها الفريق، بعدما أكد أن سياسته قائمة على تحقيق الأحلام الكروية، وأن أبوابه مفتوحة للجميع، وهو ما تجسد في هذا الموسم التاريخي الذي ضمت فيه قائمة الفريق 26 لاعباً من 13 جنسية مختلفة اندمجوا معاً ليقدموا أداءً كروياً رفيع المستوى، إضافة إلي 4 لاعبين من فريق الشباب، وهم إيان بوفيدا وفليكس نميشا وأدريان بيرنابي وإريك جارسيا.
ونجح الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني بيب جوارديولا، في الوصول إلى مرحلة عالية من الاندماج الكروي، وتطبيق نهجه المعروف بأسم «التيكي تاكا»، من خلال التمريرات المتواصلة للكرة والاحتفاظ بها لحرمان المنافس منها، إلى جانب السرعة في استرجاع الكرة عند فقدانها، وهو الأسلوب الذي بدا تطبيقه أصعب مقارنة بما فعله مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ، لكنه برهن أن السيتي يمتلك القاعدة اللازمة ليكون بين كبار القارة الأوروبية، ليرد لاعبوه ويتكلموا معاً على اختلاف جنسياتهم بلغة كرة القدم و«التيكي تاكا» بحصاد وفير من النقاط في الدوري الإنجليزي الممتاز بلغ 98 نقطة، ثم أكلموا الموسم بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي بعد التتويج بلقب كأس الرابطة الإنجليزي أيضاً، فلم يترك الفريق أي لقب أساسي متاح على الساحة الإنجليزية.
وسارت الشكوك في بداية رحلة الفريق حول قدرته على تعزيز القاعدة الجماهيرية، في ظل وجوده في مدينة تضم مانشستر يونايتد صاحب العدد الأكبر من ألقاب الدوري الإنجليزي والإنجازات الأوروبية، إلى جانب وجود العديد من الفرق الإنجليزية الأخرى التي تستثمر وتضم مواهب مميزة، لكن الفريق بعد مرور أكثر من عقد من الزمان، نجح في زيادة شعبيته داخل إنجلترا وعلى مستوى العالم، من خلال تبني نهج التواصل بمختلف اللغات وعبر جميع منصات التواصل المتاحة، إلى جانب إطلاق مبادرات مميزة، منها الفيلم الوثائقي خلف الكواليس الذي بثته «أمازون» قبل نحو عامين، لكن بقي دائماً عامل التنوع في جنسيات اللاعبين مهماً في كسب المزيد من الشعبية بالمقام الأول، إلى جانب الأسلوب الكروي الممتع الذي حول مباريات السيتي إلى ذات طلب أكبر للمشاهدة سواء في الملعب أو عبر شاشات التلفاز.
ويتصدر قائمة مانشستر سيتي لاعبو إنجلترا، بوجود 6 لاعبين، وهو أمر طبيعي بحكم أن النادي إنجليزي بالمقام الأول، لكن عند مقارنة تشكيلة الفريق قبل انتقال الملكية إلى أبوظبي، فقد وجد في آخر موسم في قائمة الفريق 14 لاعباً من إنجلترا، إلى جانب 3 لاعبين من جمهورية إيرلندا واسكتلندا ليكون المجموع الكلي من الجزر البريطانية 17 لاعباً، حيث سادت وقتها الصبغة المحلية على الفريق والابتعاد عن التنوع في الجنسيات، فيما اتخذ النادي محوراً مختلفاً كلياً في الوقت الحالي، بتنوعه، الذي أضفى عليه المزيد من القوة والعصرية ومواكبة «العولمة»، ويصبح هدفاً وطموحاً لجميع الراغبين بالتفوق في عالم كرة القدم بفضل التركيبة الموجود داخل النادي في الوقت الحالي وعنوانها النجاح والتألق فقط.
وتضم قائمة لاعبي إنجلترا في الفريق السداسي: كايل والكر، جون ستونز، رحيم ستيرلينج، فابيان ديلف، دانيل جريمشو، وفيل فودين، وهم الذين شاركوا بصورة شبه مستمرة على مدار الموسم باستثناء جريمشو وفودين الصاعدان من الأكاديمية، لكنهما أثبتا قدرتيهما في المستقبل الذي يبدو باهراً لهما.
وتأتي قائمة لاعبي البرازيل في المرتبة الثانية بمجموع 4 لاعبين، بداية من الحارس إيدرسون المتألق هذا الموسم، والمهاجم جابريل جيسوس صاحب الأهداف الحاسمة، مروراً بمحور خط الوسط فيرناندينو الذي يعتبر حجر أساس في الفريق، ثم المدافع دانيلو الذي وجد نفسه مع السيتي بعد سنوات العذاب في ريال مدريد.
وتأتي بعد ذلك القائمة الثلاثية من فرنسا، حيث يوجد من الدولة الحاملة للقب كأس العالم الكتيبة الدفاعية: لابورت ومانجالا وبنيجامين ميندي.
وبواقع لاعبين يوجد من بلجيكا فينسينت كومباني قائد الفريق وصاحب الهدف الحاسم في مرمى ليستر سيتي في الجولة قبل الأخيرة من مسابقة الدوري، وكيفن دي بروينه صانع الألعاب المميز.
كما يوجد لاعبان من الأرجنتين يتقدمهم سيرجيو أجويرو الهداف التاريخي للفريق، والمدافع نيكولا أوتاميندي، ولاعبان من ألمانيا هما جوندوجان وليروي سانيه.
ولعل البارز وجود 7 لاعبين من 7 جنسيات مختلفة، وهم: البرتغالي برناردو سيلفا، الإسباني دافيد سيلفا، الجزائري رياض محرز، التشيلي كلاودو برافو، الهولندي فيليب ساندلر، الأوكراني أليكساندر زيشنكو، وموريتش من كوسوفو.