أكد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان أمس في موسكو أن السوريين هم الذين عليهم أن يقرروا ما إذا كان على الرئيس بشار الأسد ترك الحكم. وقال عنان اثر زيارة إلى روسيا “القرار يرجع إلى السوريين في استقالة الأسد” في الوقت الذي يطالب فيه الغرب بإلحاح برحيل الرئيس السوري. وأضاف عنان “من المهم في هذا الوقت العمل على أن يجلس جميع السوريين إلى طاولة المفاوضات” كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية. ورفض عنان تحديد جدول زمني لعملية التسوية في سوريا. وقال “في رأيي ليس من المنطقي السعي إلى تحديد مهل تتفق خلالها أطراف النزاع”. وقال عنان إن “موسكو أبدت استعدادها للعمل معي. وأعول في الحصول على نفس الدعم من بكين. وقال عنان إن الأزمة في سوريا “لا يمكن أن تستمر لأجل غير مسمى”، وأضاف “لا يمكن السماح باستمرار هذا لأجل غير مسمى ومثلما قلت للأطراف على الأرض، لا يمكنهم مقاومة رياح التغيير”. وتلقى عنان أمس رداً جديداً من السلطات السورية على خطته السداسية النقاط لحل الأزمة السورية، كما لقي دعماً قوياً لخطته من الولايات المتحدة وروسيا. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان إن “الحكومة السورية ردت رسمياً على الخطة المؤلفة من ست نقاط التي وضعها عنان وكما وافق عليها مجلس الأمن”. وأضاف المتحدث أن “عنان يدرس الرد وسيجيب عليه قريباً جداً”. وكان عنان أعلن في الرابع عشر من مارس أنه تلقى رداً أولياً من السلطات السورية على خطته التي تدعو إلى وقف كل أشكال العنف من قبل كل الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة وتقديم مساعدات إنسانية إلى السكان وإطلاق سراح المحتجزين. وفي سيؤول اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي ديميتري مدفيديف أمس على دعم خطة عنان وانبثاق حكومة “مشروعة” في البلاد. واستغرق اللقاء بين الرئيسين 90 دقيقة على هامش قمة حول الأمن النووي في العاصمة الكورية الجنوبية. وهذا اللقاء شكل الاتصال الأخير المباشر بين أوباما ومدفيديف قبل عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين. وفي ختام اللقاء الثنائي تطرق أوباما بشكل مقتضب أمام الصحفيين إلى الخلافات المستمرة بين البلدين حول سوريا. لكن البلدين أصبحا متفقين على “دعم جهود عنان بهدف وقف حمام الدم في سوريا” كما قال أوباما موضحاً أن الهدف النهائي هو قيام سلطة “مشروعة” في دمشق. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستزور الرياض الجمعة والسبت لإجراء مباحثات تتناول خاصة الجهود الرامية إلى «وضع حد لحمام الدم في سوريا». وقالت فيكتوريا نولاند أن كلينتون ستتوجه على الأثر السبت الى تركيا للمشاركة في المؤتمر الثاني لـ»أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول أول أبريل المقبل. ?من جانبها أعلنت الصين أمس أنها تدعم جهود عنان للمساعدة على حل الأزمة السورية وذلك عشية زيارته إلى بكين والتي تهدف للحصول على دعمها لخطته لإنهاء العنف في سوريا. وقال هونج لي المتحدث باسم الخارجية الصينية إن “الصين تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها عنان وتأمل في أن تسمح زيارته بإجراء مناقشات معمقة حول التوصل إلى حل سياسي للمسألة السورية”. وصرح هونج في مؤتمر صحفي أن الصين تأمل في “حل عادل وسلمي وملائم” للأزمة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وصرح جوشوا ايسنمان من مجلس السياسة الخارجية الأميركي والمختص بشؤون الصين، لوكالة فرانس برس “من المرجح أن يحصل أنان على فهم أفضل لمدى دعم الصين لخطته. وسيعرف ما يمكن أن يقبله أو يرفضه الصينيون”. وقال محللون انه بعد تأييد روسيا لخطة عنان، ووصف مدفيديف لها بأنها “الفرصة الأخيرة” لتجنب حرب أهلية في سوريا، فإنه من المرجح أن تواجه الصين مزيدا من الضغط للمساهمة بحل. وقال ايسنمان انه “بعد ان قال الروس نعم أولا، فإن مهمة عنان في الصين أصبحت أسهل”. غير انه اكد انه لا يزال يتعين إقناع الصين بأنه لن يحدث أي تدخل عسكري خارجي أو أي محاولة لتغيير النظام، كما حدث في ليبيا عندما ساعد الغرب في الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي. وصرح جيا كينجوا أستاذ العلاقات الخارجية في جامعة بكين “تأمل الصين بالتأكيد في أن تتمكن الحكومة السورية وأطراف المعارضة من التوصل إلى اتفاق مع خلال التفاوض”. وفي تلخيص لموقف الصين قال “ليس لأي بلد أو طرف بما فيه الأمم المتحدة الحق في تغيير حكومة بلد آخر. ويمكن أن يكون لذلك عواقب وخيمة”. وعليه فإن المحللين يرون أن بكين ستدرس خطة عنان بشان الانتقال الديمقراطي في سوريا بدقة شديدة. وأوضح ايسنمان “المسألة هنا مسألة سيادة. الصين لا تريد دعم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين”. وأضاف “الصين كذلك هي دولة تسلطية. وتخشى من الضغوط الغربية على نظامها السياسي ومن الانتقادات حول ردها على الانشقاقات”.