أحمد عاطف (القاهرة)

ثمّن حقوقيون ومراقبون الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية باستثناء المعتمرين القطريين من التسجيل الإلكتروني المسبق، بهدف تمكينهم من أداء مناسكهم، مشيرين في تصريحات لـ«الاتحاد» أن هذه الإجراءات تعبير راقٍ ويدل على فصل القيادة السياسية الحكيمة للمملكة ما بين دعم النظام القطري للإرهاب وحق القطريين في ممارسة الشعائر الدينية المقدسة باعتبارهم ليسوا طرفاً في الخلاف السياسي.
وقال الدكتور حافظ أبو سعدة، الناشط الحقوقي البارز عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان المصري، إن موقف السعودية الحالي والدول العربية من قطر واضح، مشيراً إلى أن النظام القطري الداعم للإرهاب هو فقط المغضوب عليه، وليس المواطن القطري.
وأكد أبوسعدة أن ما أثبتته السعودية بالسماح للمواطنين القطريين بممارسة حقوقهم في الحج والعمرة، يأتي رغم عدم وجود خطوط نقل جوية قطرية، ولكن سمحت لهم بالانتقال من خلال المعبر البري، لافتاً إلى المعاملة الإنسانية للشعب القطري، والسماح لهم بدخول الأراضي المقدسة كحق أصيل كمسلمين أشقاء.
وبلغ عدد أفراد الدفعة الأولى من المعتمرين القطريين 70 شخصاً، حيث سهلت لجنة الحالات الإنسانية، إجراءات الوصول فور هبوطهم في مطار الملك عبدالعزيز، فيما رحبت حكومة المملكة بالأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة.
وبينت اللجنة في وقت سابق أنه يمكنهم حجز باقات خدمات العمرة بشكل مباشر عند وصولهم إلى مطار جدة، من دون الحاجة إلى التسجيل الإلكتروني قبل وصولهم، وذلك عقب قيام السلطات القطرية بحجب الروابط الإلكترونية، التي خصصتها وزارة الحج والعمرة لاستقبال طلباتهم، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، باستثناء القطريين من التسجيل الإلكتروني الذي تم حجبه، وتمكينهم من القدوم إلى المملكة لأداء مناسك العمرة.
واعتبر أيمن نصري، رئيس المنتدى الأوروبي العربي لحقوق الإنسان في جنيف، أن تصرف السعودية يدل على رغبة الجانب السعودي في فصل الخلاف السياسي عن القيام بالشعائر الدينية المقدسة لأنه حق للمواطنين القطريين أن يؤدوا فريضة العمرة والحج، باعتبارهم ليسوا طرفاً في الخلاف السياسي بين الدولتين.
وأضاف أن قطر ما زالت تتعامل بشكل صبياني مع الخلاف مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ولا تسطيع أن ترتقي وتتعامل كدولة، محاولة بذلك زج الشعب القطري في هذا الخلاف وهو ما يعتبر تصرفاً غير مسؤول الهدف منه مزيد من المشاعر العدائية ضد الشعب السعودي.
ووصف نصري ما فعله النظام القطري بالتعنت، وأنه يعطي رسالة سلبية جداً للداخل والخارج مفادها أن قطر تستخدم كل الطرق المشروعة وغير المشروعة في خلافها مع الرباعي العربي بهدف تعميق الجراح والوصول إلى طريق مسدود من شأنه أن يزيد من حدة الخلاف ويجعل وجود حل في المستقبل القريب لهذه الأزمة شبه مستحيل.
وروجت قطر عبر منابرها الإعلامية كذباً وتضليلاً منع المعتمرين القطريين من أداء مناسك عمرة رمضان، للمرة الثالثة منذ إعلان دول الرباعي العربي «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وطالبت تلك الوسائل بالتعامل بالريال القطري مرة أخرى في موسم الحج، والسماح للحجاج القطريين بالسفر مباشرة وليس عبر المسارات التي حددتها السلطات السعودية عبر سلطنة عمان، أو الكويت، أو شركة طيران أخرى ما عدا الخطوط القطرية، في محاولة للالتفاف على المطالب التي أعلنتها الدول المكافحة للإرهاب ولم تقبلها قطر.