سعيد ياسين (القاهرة)

صلاح قابيل.. من الفنانين القلائل الذين تركوا بصمة كبيرة مع الجمهور العربي خلال شهر رمضان الكريم لأكثر من نصف قرن، ورغم أنه لم يحسب على البطولة المطلقة، إلا أن أداءه في غالبية أدواره طغى على أداء زملائه الأبطال، وتقمص ببراعة عشرات الشخصيات، ومنها: المعلم، والضابط، والفلاح، والمجرم، والرجل الطيب، والسياسي، والفلاح، والفتوة، ورجل الأعمال، والنصاب، والشرير، وغيرها.
وجاءت بدايته مع جمهور رمضان من خلال العديد من المسلسلات الإذاعية الشهيرة قبل بداية إرسال التلفزيون عام 1960، ومن أشهر مسلسلاته الإذاعية «عبير الذكريات»، و«جريمة في الاكسبريس»، و«جراح عميقة»، و«الأبيض والأسود»، و«الصفقة»، و«الزفاف»، و«دندش»، و«القاهرة كامل العدد»، ومع بداية التلفزيون استعان به كبار المخرجين والمؤلفين للمشاركة في بطولة مسلسلاتهم التلفزيونية، وجاءت بدايتها عام 1961 من خلال مسلسل «عذراء مكة»، وفي العام التالي شارك في «الحب الكبير»، ثم في «بنت الحتة» أمام زوزو نبيل، وعزت العلايلي، وعبدالوارث عسر، وزهرة العلا، وتوفيق الدقن، وإخراج يوسف مرزوق، ثم قدم مع نور الدمرداش «الكنز» أمام إبراهيم الشامي، وصلاح منصور، وناهد سمير، وسعيد صالح، وفي 1970 قدم واحداً من أدواره المهمة في مسلسل «ناعسة» أمام مها صبري، ومحمد الدفراوي، وزوز نبيل، وإخراج يوسف مرزوق، ثم شارك في مسلسلات «أنا القاتل»، و«حب وكبرياء»، و«حمزة البهلوان»، و«القاهرة والناس»، و«المدينة الهادئة»، و«غصن الزيتون»، و«الهاربان»، و«الحصار»، و«ليالي الحصاد»، و«الفجر الأخير»، ومع بداية الثمانينيات من القرن الماضي قام بتغيير جلده من خلال شخصيات متنوعة، فجسد شخصية «مفتش المباحث» في مسلسل «من الجاني»، و«حسن زيدان» في «زينب والعرش»، و«العقيد مدحت/‏ الريس زكريا» في «دموع في عيون وقحة»، و«زين أبو الروس» في «أبواب المدينة»، و«يوسف راضي» في «عصر الحب»، و«شهبندر التجار» في «علي الزيبق».
وفي منتصف الثمانينيات بدأ مرحلة أكثر نضجاً، وهو ما تجلى في تجسيده لشخصية «فرج» في «الحب وأشياء أخرى» أمام ممدوح عبدالعليم، وآثار الحكيم، وتأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إنعام محمد علي، وفي العام التالي شارك في «بكيزة وزغلول» أمام سهير البابلي وإسعاد يونس، ثم في «سجن الملكة»، و«الضابط والمجرم»، و«البيت الكبير»، و«طارق من السماء»، و«الزائرة»، و«الكهف والوهم والحب»، و«حدث في بيت القاضي»، و«ضمير أبلة حكمت» أمام فاتن حمامة وأحمد مظهر، ثم «مختار الكاشف» في «بوابة الحلواني»، و«المعلم علام السماحي» في الجزء الرابع من «ليالي الحلمية» 1992، وشارك في نفس العام في «عصر الفرسان» وتوفي أثناء تصوير دوره فيه، بعد إصابته بأزمة قلبية.