محمد حامد (أبوظبي)

أثبت رحيم سترلينج نجم مان سيتي والمنتخب الإنجليزي أنه كان الأحق بالحصول على لقب أفضل لاعب في «البريميرليج»، وفقاً لما يراه رفاق دربه، وكثير من الأصوات في الصحافة الإنجليزية، فقد حصل النجم الهولندي فيرجل فان دايك مدافع ليفربول على اللقب بعد صراع قوي مع سترلينج، وعاد النجم الإنجليزي ليسجل بصمته القوية في ختام موسم السيتي، وموسم الكرة الإنجليزية حينما أحرز «هاتريك» تاريخياً في شباك واتفورد ليقود فريقه للفوز بكأس إنجلترا بسداسية تاريخية.
«هاتريك» سترلينج هو الأول في البطولة الأعرق على المستوى العالمي منذ 66 عاماً، فقد كان ستان مورتنسن لاعب بلاكبول وهال سيتي في خمسينيات القرن الماضي هو آخر من سجل «هاتريك» في نهائي كأس إنجلترا، وجاء سترلينج ليكرر هذا الإنجاز بعد 66 عاماً، وهو رابع لاعب في تاريخ البطولة يسجل ثلاثية في المباراة النهائية.
سترلينج المتألق طوال الموسم رفع رصيده من الأهداف إلى 26 هدفاً في 51 مباراة، وصنع 15 هدفاً، أي أنه شارك في تسجيل وصنع 41 هدفاً للسيتي، ما يؤشر إلى أنه أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في انتصارات وبطولات السيتي الموسم الحالي، ولم يسبق للنجم الإنجليزي تسجيل هذا العدد من الأهداف في موسم واحد، الأمر الذي يؤكد أن رهان بيب جوارديولا كان صحيحاً، فقد توهج سترلينج مع الفيلسوف الإسباني، وبلغ مستويات لم يصل إليها من قبل.
ويضع بيب بصمته ليس على الفريق الذي يتولى تدريبه، أو الدوري الذي يعمل به فحسب، بل إن له بصمة على لاعب بعينه في كل فريق يتولى تدريبه، يتحول بموجبها اللاعب إلى سوبر ستار، صحيح أنه يبحث دائماً عن الأداء الجماعي المتناغم، إلا أنه يفعل كل ما يستطيع لمساندة لاعب بعينه لكي يصبح أيقونة الفريق وصانع الفارق، فقد كان ميسي هو الساحر الذي استخدمه لصنع أفضل بارسا في التاريخ، وعلى الرغم من تأثير بيب على ميسي، إلا أنه أقر وبكل تواضع أنه أتى للبارسا لكي يجعل ميسي أفضل لاعب في العالم، فإذا به يودع النادي وقد جعله ميسي من بين أفضل المدربين في العالم.
كما بصم بيب على أداء فيليب لام في البايرن، ونجح في تغيير طريقة أداء اللاعب الألماني ليتألق مع البايرن ومنتخب ألمانيا، فقد كان لام هو مفتاح خطط بيب، وفي تجربته مع السيتي توقع البعض أن يستأثر كيفين دي بروين بهذا الدور، إلا أن الإصابات عرقلته كثيراً، ثم ظهر الموهوب ليروي ساني، ولكنه لم يتمكن من التألق في كل دقيقة كما يريد جوارديولا له، ما مهد الطريق للنجم الإنجليزي رحيم سترلينج ليصبح اللاعب الأول في السيتي، ثم أثبت تألقه مع منتخب الأسود الثلاثة الإنجليزي، وبدأ يتحول من لاعب يطلقون عليه صافرات الاستهجان والغضب، إلى نجم يرسم مستقبل السيتي والمنتخب الإنجليزي بطريقته الخاصة، وهو ليس هدية بيب للكرة الإنجليزية فحسب، بل هديته للكرة العالمية، حيث يرى خبراء الكرة الأوروبية أن سترلينج اخترق دائرة أفضل 10 نجوم في العالم بكل جدارة.