تتم التجهيزات لعيد الفطر بأيام قبله، كما تم التجهيز لشهر رمضان الكريم قبل حلوله بأكثر من 15 يوماً، والتجهيز لعيد الفطر يستنفر لها الجميع في المغرب، بحيث يتم تجهيز الملابس التقليدية للنساء والرجال والأطفال، ويتم تجهيز ما لذ وطاب من الحلويات التقليدية والعصرية، وأغلب النساء المغربيات يحضرن حلويات العيد بأياديهن في بيوتهن، بعدما يتم اقتناء كل لوازمها من المحال المخصصة لذلك، ومن لوازم حلويات العيد المغربية الفواكه الجافة خاصة اللوز الذي يعتبر قاعدة أساسية في هذه الحلويات خاصة التقليدية منها، هذه الفواكه الجافة تعتبر كلها محلية يتم جلبها من مختلف المناطق المغربية. ارتفاع الطلب يزداد الطلب على الفواكه الجافة في المغرب خاصة في مثل هذه المناسبات، وفي هذا الإطار يقول سعيد لعرج الشيظمي صاحب محل بيع الفواكه الجافة والبهارات عن الإقبال على هذه الفواكه خلال أيام عيد الفطر: «يزداد الإقبال على اللوز والجلجلان (السمسم) خلال هذه الأيام المباركة، كما يزيد الإقبال على الكاوكاو (الفول السوداني) والنافع (اليانسون)، والجوز، ويتصاعد الإقبال عليها قبل الشهر الكريم لتجهيز ما يسمى بسلو أو السفوف، وهو خلطة من اللوز والسمسم والطحين المحمر، ويتم خلطه بزيت الزيتون أو الزبدة المذابة مع العسل بالإضافة لبعض المنكهات كاليانسون وحبة حلاوة والمسكة الحرة والقرفة. وهذا الطبق يعتبر ضرورياً وأساسياً خلال شهر رمضان، ويستمر إلى ما بعد ذلك، ويتم تناوله مع كأس من الشاي أو الحليب ويعتبر مقوياً لما يحتويه من مواد غذائية ذات جودة عالية». وترتفع وتيرة الإقبال على الفواكه الجافة خلال الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، حيث يبدأ التجهيز للحلويات المغربية للعيد، مثل كعب الغزال والغريبة بكل أنواعها، والبريوات باللوز، والكثير من الحلويات الأخرى، وعادة كل النساء المغربيات يصنعنها في بيوتهن ويتنافسن في ذلك، بحيث يوم العيد يتم تبادل أطباق الحلويات التي يتم تجهيزها، كما يتم تحضيرها لاستقبال ضيوف العيد والأهل ولأصدقاء. فواكه مجففة عن الفواكه الجافة يقول الشيظمي إنها محلية ويتم إنتاجها في الحقول الممتدة على امتداد جغرافية المغرب، ويضيف: «نجلب كل الفواكه المجففة من جميع أنحاء المغرب، فمثلاً الفول السوداني (الكاوكاو) من مدينة القنيطرة ونواحيها، بحيث البيئة الطبيعية لهذه المنطقة تصلح لزراعته وبكميات كبيرة جداً، حيث تحقق اكتفاءً ذاتياً لجميع أنحاء المغرب ويفيض عن حاجياتها، وكذلك تتم زراعته في سهول مدينة العرائش على حوض اللكوس، أما اللوز والسمسم (الجلجلان) فيتم جلبهما من مدينة بني ملال المدينة المغربية الفلاحية بامتياز، كما يتم جلب اللوز البلدي خاصة من مدينة تارودانت (مدينة بجنوب المغرب)، بالإضافة إلى ذلك فإن هناك بعض أنواع التي يتم استيرادها من الخارج كإسبانيا، لكن يبقى الإقبال كبيراً على اللوز البلدي المحلي لجودته ولذته المميزة». وبالإضافة لإقبال ربات البيوت على هذه الفواكه الجافة خلال أيام العيد لتحضير الحلويات التقليدية والعصرية المغربية، فهناك إقبال كبير من طرف أصحاب المخابز ومحال بيع الحلويات، حيث يجهزون حلويات بكميات وافرة لعيد الفطر، إذ لا يخلو منها بيت أبداً، ويجهزون منها مختلف الأشكال والأنواع حتى ترضي جميع الأذواق وترضي طموح بعض النساء العاملات اللواتي يحول ضيق وقتهن دون تجهيز حلويات العيد فيقبلن على شرائها جاهزة.