عابد فهد فنان يرفض ابتذال موهبته في أدوار تخصم من احترامه لإنسانيته، ويرفض الخضوع لقوانين سوق فني معاييره لا تتفق مع مبادئه، لعب عشرات الشخصيات، وكل شخصية كانت تضيف إليه حضوراً فنياً مميزاً يترك أثره العميق لدى المشاهدين. منذ أيام انسحب عابد فهد من مسلسل “الضاحك الباكي” ويصور حالياً مسلسل “أنا القدس”. وسيشارك ليلى علوي بطولة مسلسلها الرمضاني الجيد “كابتن عفت” تأليف محمد رفعت وإخراج سميح النقاش. ونفى عابد استبعاده من “الضاحك الباكي”. وقال انه آثر الانسحاب بعد أن طلب تعديلات في النص ولم يستجب أحد لطلبه. ويتناول مسلسل “الضاحك الباكي” السيرة الذاتية للفنان الراحل نجيب الريحاني. وقال: من المفروض أن يكون هذا العمل قائماً على أناس جديرين بالنهوض بمثل هذا المشروع الكبير، خاصة أنه يتحدث عن فترة ذهبية في تاريخ الفن العربي عموماً، وفيه شخصيات فنية أخرى، وليس شخصية نجيب وحده، وقد وجدت أن هناك مشكلة في بناء النص، وكانت لدي وجهة نظر حول صياغة شخصية نجيب الريحاني في العمل، وعلاقاتها بالشخصيات الأخرى، وتمنيت أن يبنى العمل بحرفية أكبر تعتمد على أبعاد الممثل وعوالمه الخاصة، وأن يبحث في الجوانب المظلمة للشخصية، كي لا نقع في مطب التقليد وأنا لا أريد أن أقلد نجيب الريحاني لكني أريد تقديم عمل يحمل السيرة الذاتية لهذا الرجل، وعلى هذا الأساس طلبت مجموعة من التعديلات في البناء الدرامي للعمل، وتبنى المخرج محمد أبو سيف وجهة نظري، وتمت إعادة كتابة النص بناء على هذه الأفكار، الأمر الذي سبب خلافاً بين كاتب السيناريو محمد الغيطي والمخرج، وسمعت أن هذا الخلاف أدى إلى استبعاد المخرج من جانب الجهة المنتجة التي تبنت وجهة نظر الغيطي، وتم التعاقد مع مخرج آخر للمسلسل، وأعادوا صناعته على أساس النص القديم. وأعرب عابد فهد عن سعادته البالغة بالعمل في مسلسل “أنا القدس” الذي يتحدث عن مدينة القدس وما جرى فيها من أحداث، على مدى خمسين عاماً ابتداء من 1917، تاريخ دخول الجيش البريطاني إليها وانتهاء بنكسة يونيو 1967، وسقوط القدس بيد الصهاينة، مستعرضاً أحداثاً مهمة كثورة البراق وثورة الريف الفلسطيني وقرار التقسيم وحرب 1948، وتتجسد هذه الأحداث التاريخية من خلال ثلاثة أجيال لعائلة فلسطينية تسكن القدس يموت فيها رب الأسرة إثر سقوط المدينة في يد الجيش البريطاني لتنتقل الأحداث إلى أبنائه وأحفاده مبرزاً التغيرات التي عايشتها القدس على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها. وأضاف فهد: أجسد في المسلسل شخصية “عبدالله” أحد الفلسطينيين الذين ينتمون بقوة لوطنهم وأرضهم ويموت والده على يد البريطانيين، كما يفقد معمله الذي يصنع فيه التحف الفلسطينية التي تمثل العادات والتقاليد والبيئة والذاكرة، وأثناء ذلك يرتبط بقصة حب مع فتاة فلسطينية أسمها “إيمان” تربت في مصر مع والدتها، قبل أن تعود للاستقرار ببلدها فلسطين، وتتزوج “عبدالله”، ويثمر هذا الزواج عن ولدين، إلا أن الأحداث الكبرى التي تتصل بمصير المدينة المقدسة تقف في وجه سعادة هذه العائلة، فتلفظ “إيمان” أنفاسها الأخيرة موتاً من القهر، ويتعرض “عبدالله” للاضطهاد والتشريد، وعلى صعيد آخر من المسلسل الذي تمتد أحداثه على مدى جيلين تقريباً، ينتقل الصراع على القيم إلى عائلة “عبدالله”، فيذهب أحد ولديه للدراسة الجامعية خارج فلسطين، ويعود بعد أربع سنوات حاملاً أفكاراً وقيماً جديدة، الأمر الذي يخلق هوّة بينه وبين أخيه المتمسك بالقيم التي نشأ عليها. وأكد عابد فهد أن المسلسل يوثق لفترة زمنية حاسمة في تاريخ مدينة القدس المعاصرة من خلال مجموعة من الشخصيات منها ما هو معروف، من أعلام القدس على المستوى السياسي والثقافي والديني ومنها شخصيات درامية أوجدناها في العمل لتكون الحامل للأفكار التي أحببنا أن نوصلها للمشاهد. وقال: حاولنا المزج بين المادة التاريخية والأحداث السياسية والخيوط الدرامية التي لا غنى عنها في أي مسلسل مما جعلنا نواجه صعوبات تتمثل في التوفيق بين السياق التاريخي للأحداث التي يمر بها كبار القادة البارزين في تاريخ القدس، ورسم مصائر لأشخاص بسطاء يؤدون الوظيفة الدرامية في هذا العمل. وأشار الى أن المسلسل ملحمة إنسانية بالدرجة الأولى، في حين تأتي الوقائع السياسية في الدرجة الثانية كخلفية للأحداث. وأكد عابد أن مخرج المسلسل باسل الخطيب استعان بالمشاهد الوثائقية لدعم الأحداث في العمل، ومن بينها مشهد تظهر فيه المطربة فيروز أثناء زيارتها للقدس في العام 1965. وقال: أنا سعيد بتجربتي في هذا المسلسل الذي تفرغت له تماماً، ورفضت بسببه العديد من الأعمال الفنية، لأن القيام بمثل هذا العمل اعتبره واجباً، فهناك قضية كبيرة عمرها ثمانون عاماً ولم تحل، لذلك أشعر بأنني مطالب بالمشاركة وهذا العمل لا أستطيع أن أرفضه.‏ يشارك في مسلسل “أنا القدس” نخبة من نجوم الدراما السورية منهم أسعد فضة وغسان مسعود ونضال نجم وكاريس بشار وصباح جزائري ومن مصر فاروق الفيشاوي وعمرو محمود ياسين وعبير صبري.