أعضاء جمعية التراث العمراني في رحلة لمنبع الشمس
انطلاقاً من حرص جمعية التراث العمراني على إكساب أعضائها المزيد من المعرفة والاطلاع على تاريخ البناء العمراني التي تتمتع بها الكثير من الدول العريقة. وضعت الجمعية ضمن أهدافها الزيارات الميدانية للعديد من الدول التي ظهرت على ترابها بعض الحضارات القديمة. حيث قام أعضاء الجمعية مؤخرا برحلة الى اليابان للتعرف على آثارها والوقوف على محطات من تاريخها، وعادوا بجعبة مليئة بالذكريات والمعلومات المفيدة التي يطلعنا عليها أحمد العناب مدير جمعية التراث العمراني قائلاً: كانت أول مدينة زارها وفد الجمعية عند وصوله إلى اليابان مدينة أوساكا، وهي أكبر مدينة في غرب اليابان يمتد تاريخها إلى أكثر من 1400 عام، ويبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، وفي فترة النهار يصل إلى 4 ملايين منهم من يقصدها للسياحة أو للعمل. وتقع المدينة جنوب جزيرة هونشو (أكبر الجزر اليابانية)، وتطل على “خليج أوساكا” ويصب نهر يودوغاوا بقربها. وتكوَن المدينة مع ضواحيها ثاني أكبر تجمع حضري في اليابان، من حيث المساحة وتعداد السكان.
ويضيف العناب قائلاً : ومن الأماكن التراثية والسياحية التي زارها وفد الجمعية قلعة أوساكا التي تعد من أهم المعالم السياحية في أوساكا، وتحيطها غابة من الأشجار الخضراء وحديقة تضم أكثر من 1250 شجرة برقوق و 4500 شجرة كرز. وتقام في متنزه القلعة عدد من المهرجانات خصوصا مهرجان الخريف. وتتميز هذه القلعة بطوابقها الخمسة المبنية من الخشب الصلب دون أن يستخدم في عملية بنائها ولو حفنة من الأسمنت أو الأحجار، مما جعلها بالفعل تحفة معمارية نظرا لقدرتها على الصمود في وقت الحرب، وأمام الهزات الأرضية التي قامت هي الأخرى بدورها في تدمير بعض القلاع القديمة في اليابان، كانت القلعة تستخدم في السابق مقرا لحكام المدينة حتى تم تحويلها من قبل الحكومة اليابانية إلى متحف يحكي قصة العائلة الحاكمة في تلك الحقبة.
ومن المعالم السياحية الأخرى التي شدت انتباه وفد الجمعية في مدينة أوساكا يشير العناب إلى الاكواريوم وهو معرض ضخم للأحياء المائية، حيث تتم مشاهدة مختلف أنواع الأحياء المائية تحت سطح البحر عبر حاجز زجاجي، ويضم عددا من الأقسام منها الغابة اليابانية، وخليج بنما والأعماق اليابانية حيث تمكن رؤية اسماك القرش. وتشتهر اوساكا أيضا بالعديد من معالم السياحة خصوصا الحديثة منها حيث الأبراج العالية والممرات المائية، إضافة إلى أكثر من 800 جسر ترتفع فوق شوارع المدينة لتسهل حركة المرور . ومن المدن التي استحقت زيارة وفد الجمعية مدينة نارا .
ويضيف العناب قائلا: من المدن الخلابة التي استوقفت وفد الجمعية لسبر أغوار هذا البلد العجيب والفريد في حضارته مدينة طوكيو، هذه المدينة التي تقبع باسترخاء على الناحية الشرقية لجزيرة “هونشو” الأكبر في اليابان كلها، هنا تنبض بالبشر أكبر بقعة في القارة الآسيوية وفي العالم برمته، إذ تتربع فوق جزر بركانية نارية تجلس تحت رحمة الزلزال الذي قد ينال منها في أي لحظة، وفيها تتشكل مدينة عملاقة تمزج بين الجمال التلقائي والتكنولوجيا بالغة التعقيد. وهي عاصمة بلاد أُطلق عليها منبع الشمس، كونها النقطة الأقصى في شرق العالم، وتتربع فوق المحيط الهادي وبحر اليابان وتجاور شبه الجزيرة الكورية. كل شيء في قلب اليابان تدخل فيه لمسات التكنولوجيا الحديثة والغريبة على حد سواء. يوجد العديد من متاحف العاصمة طوكيو، فهناك متحفها الوطني الأكبر، الذي يحوي خبايا من شتى عصور اليابان التاريخية، إذ يقدر القائمون عليه مقتنياته بنحو ثمانية آلاف قطعة أثرية. أما رواق “هوريوجي” فيخفي في أعماقه كنوزًا دفينة ونادرة، وترجع إلى القرنين السابع والثامن للميلاد، في حين يقدم المتحف الوطني للفنون الغربية أعمالاً لعمالقة الفن.
المصدر: دبي