تصميم الحدائق المنزلية يبدأ بتحديد المساحة وينتهي بنظام ري مناسب
تعتبر الحدائق عنوان المنزل وأول معلم يشير إلى صاحبه، ولتصميمها خطوات وركائز تبدأ باختيار نمط الحديقة واكسسواراتها وطبيعة النباتات الموجودة فيها، فضلاً عن اتباع بعض شروط الأمان لأصحاب المنزل لاسيما الأطفال في حالة وجود مسابح. وتعد المساحة والزاوية العاملين الأساسيين في تصميم الحديقة المنزلية، ومن ثم تكون كل الأفكار مرتبطة بهما، ورأي الزبون يجب أن يتوافق مع المساحة المتاحة.
تبدأ خطوات القيام بتصميم الحديقة، وفق محمد الهاشمي، خبير تصميم حدائق، “باتصال العميل بنا نقوم بزيارة ميدانية إلى منزله، ومن ثم نأخذ صوراً للمنزل ومساحة الحديقة من كل الاتجاهات ونسأل العميل عمّا يريده أو يتخيله في حديقة منزله، وبعضهم يترك لنا الخيار في أن نضع التصميم وفق تصورنا دونما الرجوع إليه، البعض الآخر يطلب أشياء معينة، مثل وضع أشجار مثمرة في أحد أركان الحديقة، أو أشجار زينة، وبعضهم قد يرفض وضع زهور موسمية”.
الحدائق المنزلية والعامة
بعد الاستماع لرأي العميل، يقول الهاشمي “نقوم بوضع التصميم بما يتناسب مع رؤيته، وأيضاً بما يجعل من الحديقة مكاناً مريحاً له ولأفراد عائلته، وإذا كان أحد طلباته قد يعطي في النهاية منظراً غير جمالي، نقنعه بالأفضل. وعند الانتهاء من التصميم نعرضه على العميل قبل البدء في العمل، وإذا ما أراد عمل أي تعديل نقوم به قبل البدء في تنفيذ الحديقة”.
وحول الفرق بين الحدائق المنزلية والعامة، يشير إلى أن الحديقة المنزلية تكون بسيطة ومساحتها أقل والتمديدات وحجم المضخات يكون أصغر، وأيضاً تكلفتها أقل، أما الحدائق الكبرى فيدخلها غالباً ما يعرف بـ “HARD SKIP” أي الأعمال الصخرية وتشمل الشلالات والنوافير، ممرات حجرية، جلسات، مسابح، مع ملاحظة أنه في بعض الأحيان نستخدم الـ “HARD SKIP”في الحدائق المنزلية.
ويوضح الهاشمي أن الفارق بين الحديقة المنزلية والعامة يتمثل في أن الحديقة المنزلية مرتبطة في الأساس بذوق صاحب البيت، بينما الحديقة العامة أراعي كافة أذواق الناس، والفارق أيضاً يكون في طبيعة الزراعة، “من حيث الأشجار الموجودة في الحديقة، صاحب البيت هو صاحب القرار، بينما الحديقة العامة أنا الذي أختار الأشجار بما يتناسب مع التصميم الذي أضعه”. ويتابع الهاشمي “المساحة والزاوية هُما العاملان الأساسيان في تصميم الحديقة المنزلية، ومن ثم تكون كل الأفكار مرتبطة بهما، ورأي الزبون يجب أن يتوافق مع المساحة المتاحة”.
الشلالات الصخرية
يلفت الهاشمي إلى أن أكثر تصميمات اكسسوارات الحدائق شيوعاً ما يعتمد على الشلالات الصخرية، بحيث تكون أقرب إلى الطبيعة، ويتم تنفيذه بنوعين من الخامات الأسمنت والفيبر، ولكن في أغلب الأحوال يتم استخدام الأسمنت لتمتعه بمزايا عديدة مثل:
1- تحمل درجة الحرارة.
2- تحمل الرطوبة والأملاح.
3- تحمل الأوزان المختلفة.
4- طول عمره الافتراضي، ولا يبدأ التأثر بعوامل التعرية إلا بعد مرور سنوات عديدة.
وفيما يتعلق بتنسيق النباتات داخل الحديقة، يقول “في الأساس نستخدم الأشجار والنباتات التي تتفق مع مناخ الإمارات، وأيضاً ألجأ للنباتات ذات الأعمار الصغيرة عند نقلها وغرسها في الحديقة، لأنه كلما كانت النبتة الصغيرة تستطيع التأقلم مع الجو المحيط بها، والتربة، بعكس الكبيرة التي تجد صعوبة في التأقلم مما يؤدي إلى موت النبتة، كما يجب اختيار الألوان والأطوال التي تتناسب مع بعضها، وأيضاً الإكثار من استخدام النباتات العطرية، ما يعطي رائحة مميزة للحديقة”.
وبالنسبة لشكل الأشجار وطريقة تقليمها، يبين الهاشمي “يكون في الغالب مرتبطاً بما يريده العميل، والأشكال الأكثر شيوعاً الهرمي، الدائري، المكعب وهذا في بعض أنواع الأشجار، وهُناك أنواع من الأشجار تستخدم كسياج وهو ما يستلزم قص قمتها بالارتفاع المطلوب للسياج، وهو يما يعطي كثافة لجوانب الشجرة، وكذا يبدأ الجذع في الاتساع بشكل تلقائي”.
وحول الاختلاف بين حديقة الفيلا والشرفة، يقول الهاشمي إن ذلك يكون في نوعية النباتات، في حديقة البلكونة تكون النباتات أغلبها نباتات ظل، ولا تكون معرضة مباشرة للشـمس، بعكس النباتات الموجودة في حديقة المنزل التي تتحمل الشـــمس، وأيضاً طبيعة النمو عنصر مهم، بحيث لا يتم اختيار نباتات سريعة النمو، بما يجعل من المستحيل إيجاد مكان لها في الشرفة بعد فترة زمنية قصيرة.
وعن طبيعة التربة وكيفية الاهتمام بها، يقول الهاشمي “بالنسبة لتربة أبوظبي أغلبها ملحية، وهنا يجب إزالة طبقة من التربة، واستبدالها برمل زراعي مخلوط بالسماد، والحفاظ على التربة بعد ذلك يكون بالتسميد والتهوية الجيدة للتربة أما عن حفظ النباتات ذاتها، فيكون بالري المنتظم ومراقبتها من حين إلى آخر خشية الإصابة بأي أمراض”.
وعن خطوط الموضة المتبعة حالياً في تصميم الحدائق، يبين أن الناس تتباين أذواقهم، فهناك من يلجأ إلى الطراز الروماني، وهُناك من يفضل استخدام ما يعرف بالحديقة المتماثلة (تعني وجود صفين من الأشجار أو النباتات المتشابهة على جانبي ممرات الحديقة)، وهُناك الحديقة المتناظرة (التي تشتمل على أكثر من طراز في الحديقة الواحدة).
اكسسوارات
ويؤكد على أن اختيار أي من التصميمات السابقة يكون راجعاً للعميل نفسه. وفيما يتعلق بالديكورات المستخدمة في الحدائق، فهي عديدة ومنها المظلات، والشلالات بأنواعها، والأزهار، والجسور، بالإضافة إلي حمامات السباحة.
أما اكسسورات الحدائق فهي الإضاءة، أشكال معينة من النافورات، التماثيل الجبسية، الممرات الصخرية، المسبح.
صندوق خليفة يدعم مشروع الهاشمي
صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة واحد من أهم الأنشطة في دولة الإمارات، الداعمة لجهود شباب وحفزهم على الإبداع والابتكار والانخراط في مجال المال والأعمال، من أجل الاستفادة بمجهوداتهم ومهاراتهم في تفعيل حركة التنمية الشاملة في الدولة، ومن هؤلاء الشباب محمد الهاشمي صاحب الأفكار الخلاقة والتصميمات الفريدة للحدائق والمسابح.
يقول الهاشمي “عرفت من أحد الأصدقاء عن صندوق خليفة منذ عامين تقريباً، حين قدّم فكرة أحد المشروعات للمسؤولين في الصندوق، وحدثت استجابة سريعة، وبدأ بالفعل تنفيذ مشروعه وحقق نجاحاً كبيراً، وهو ما شجعني على الذهاب إلى الصندوق وتقديم فكرة المشروع الخاص بتصميم وتنفيذ الحدائق بنوعيها المنزلية والعامة من خلال استخدام النوافير والشلالات وشبكات الري، خاصة أني بدأت خطوات فعلية في المشروع من خلال شركة “عش الصقر” التي أسستها بغرض توصيل أفكاري الخاصة بتصميم الحدائق إلى السوق الإماراتي، وكنت محتاجاً إلى دعم الصندوق لتطويره، وبالفعل لاقت الفكرة قبولاً من جانب المسؤولين عن الصندوق، وطلبوا مني صوراً لبعض الأعمال التي سبق وأن نفذتها، ثم قاموا بزيارة ميدانية إلى عدة حدائق قمت بإنجازها”.
ويتابع “بعد ذلك قاموا بإرسالي إلى دورة في كلية التقنية عن كيفية تأسيس وإدارة المشاريع الناجحة لمدة ثلاث أسابيع، وعلى الرغم من قصر فترة الدورة، إلا أنها أفادتني إلى حد كبير، وعلمتني كيفية تسويق المنتج، والقيام بالدعاية، وأسس المنافسة في السوق، وأيضاً أهمية الجودة في المشاريع. بعد الدورة عدت مرة أخرى إلى صندوق خليفة، وبدأ تمويل المشروع، وكان مقسماً إلى عناصر العمل المختلفة للمشروع من رواتب، ومعدات، إيجار، دعاية وإعلان، ومن ثم انطلقت بفكرة بدأت بإيجاد مكانة لها داخل السوق الإماراتي”.
ضمان سلامة الأطفال
عن النصائح التي يوجهها لأصحاب المنازل قبل الشروع في اختيار تصميم الحديقة، يقول محمد الهاشمي إن أهم تلك النصائح يتمثل في:
1- بالنسبة للتصميم، اختياره بما يتناسب مع الشكل العام للبيت.
2- اختيار نوعية النباتات بما يتماشى مع مساحة الحديقة.
3- اختيار شبكة الري، هُناك نوعان (يدوي - أتوماتيكي) ويفضل استخدام الأتوماتيكي لكونه يضمن وصول الماء في الوقت المناسب للنباتات، بعكس اليدوي الذي قد يصحبه نسيان أو إهمال الري في المواعيد المحددة ما يؤثر على النباتات سلبياً.
4- حسن توزيع الإضاءة بما يعطي جمالاً ورونقاً للحديقة،.
5- ممرات الحديقة، يجب أن يتم تحديدها بحسب أماكن الجلسات في الحديقة، وتكون مؤدية إليها.
نصائح لتصاميم أفضل ضمان سلامة الأطفال
عن التدابير التي يتبعها المصمم حال وجود أطفال لضمان سلامتهم في الحديقة، يحددها محمد الهاشمي، خبير تصميم الحدائق، في:
1- التدقيق في اختيار نوعية النباتات، وتحاشي استخدام نباتات شوكية.
2- تجنب استخدام الأحجار الصغيرة، التي قد يمسك بها الأطفال أو يلعبون بها.
3- تجنب التسميد الكيماوي في أوقات تواجد الأطفال في الحديقة.
4- عدم تشغيل مضخات الري في أوقات لعب الأطفال في الحديقة.
5- العمل على إخفاء مكان الكهرباء بقدر الإمكان، بحيث تنعدم فرصة وصول الأطفال إليه أو حتى اللعب بجواره.
6- جميع الخامات الكهربائية المستخدمة يجب أن تكون مقاومة للمياه (WATER PROOF).
شروط الأمان
عن شروط الأمان المتبعة عند استخدام المسابح المنزلية فيحددها محمد الهاشمي فيما يلي:
-1 تحديد عمق المسبح بحسب رغبة العميل ويتراوح غالباً ما بين 50 سم إلى 180 سم، وبالنسبة إلى 50 سم، فهي أماكن مخصصة للأطفال، وفيها نقوم ببناء جدار يفصل منطقة الأطفال وباقي المسبح، وهذا الفصل يكون باستخدام خامات مصنعة من مادة البروبلين، كي تحافظ على سلامة مستخدمي المسبح.
-2 بالنســبة للأرضيات المحيطة بالمسبح، والمصنوعة من الخرسانة المطبوعة والملونة، ينبغي ألا تكون ملساء حتى نتجنب أي نوع من الانزلاقات.
-3 غرف مضخات المياه يجب أن تكون بعيدة عن المسبح، بحيث لا يكون هُناك خطورة من أي اقتراب للكهرباء من المسبح.
المصدر: أبوظبي