ماجدة محيي الدين (القاهرة)

اعتاد المسلمون على بعض العادات الغذائية في شهر رمضان، ومنها تناول الفواكه المجففة وأطباق الخشاف، وأهمها التمر والتين والقراصيا والمشمش والزبيب، وكذلك العصائر الطبيعية، مثل: قمر الدين والكركديه والتمر الهندي، ويعتبر المشمش له الأولوية بعد التمر مباشرة، وذلك لأنه فاكهة لذيذة الطعم وسعرها زهيد نسبياً، ويتميز أهل الشام بتطوير طرق حفظه وتجفيفه وتصنيعه بكفاءة عالية، حيث يعتبر المشمش المجفف وقمر الدين السوري الأفضل على مستوى العالم، وهو الأكثر شعبية في معظم الدول الإسلامية، حيث يدخل في صنع العديد من أصناف الحلوى الرمضانية المتنوعة.
وعن أهمية تناول المشمش طازجاً أو مجففاً للصائمين، تقول الدكتورة مي فوزي، أستاذ الباطنة بالقصر العيني: المشمش من أهم الفواكه الصيفية التي يمكن تناولها طازجة أو مجففة، وله قيمة غذائية عالية وفوائد صحية عديدة، ومنتشر في العديد من دول العالم.
وتضيف: المشمش يحافظ على صحة القلب والعين، ويزيل السموم من الجسم، ويقاوم فقر الدم ويمنع الجلطات والإمساك، ويساعد على الهضم ويقوي العظام ويعزز تجديد الخلايا، ويؤخر أعراض الشيخوخة.
وتوضح د. مي أن العديد من الدراسات أكدت أن المشمش مفيد لصحة العيون إذا تم تناول كمية في حدود 100 جرام مرتين أو ثلاث مرات يومياً، ويساعد على تحسين قوة الإبصار، خاصة عند كبار السن، وهو علاج لتخفيف أعراض جفاف العين الذي يُعاني منه الشباب والكبار بسب تعرضهم لشاشات الموبايل والكومبيوتر لفترات طويلة.
وتشير إلى أن المشمش الطازج الناضج مصدر غني بالمواد المضادة للأكسدة، والتي تعمل على إزالة السموم من الجسم والتخلص من الجذور الحرة، التي قد تسبب السرطان ويعزز المناعة الطبيعية، فيعين الصائم على الوقاية من الأمراض المعدية.
وتؤكد أستاذ الباطنة أن المشمش المجفف يحتفظ بالكثير من فوائده، وهو مصدر رائع للألياف، ورغم أهمية الألياف بشكل عام لجسم الإنسان إلا أن المشمش يحتوي على نوع خاص من الألياف، هي القابلة للذوبان التي تساعد في امتصاص الحديد والفيتامينات الأساسية، وأثبتت الدراسات أن تلك الألياف تساعد على إذابة الدهون وتعزز إفراز العصارة الهاضمة في المعدة، وتنظم حركة الأمعاء مما يمنح الصائم شعوراً بالارتياح بعد الإفطار.
وتضيف: أن النسب العالية من الألياف غير القابلة للذوبان تجعل المشمش مفيداً جداً لصحة القلب، حيث تساعد الجسم على التخلص من الكوليسترول السيئ، الذي يسبب أمراض القلب وضيق الشرايين وترفع الألياف مستويات الكوليسترول المفيد.
وعن تأثيره المباشر على صحة الصائم ونشاطه اليومي، توضح قائلةً: يحتوي المشمش على نسب عالية من البوتاسيوم الذي ينشط عضلات القلب، ويساعد الجسم على التخلص من السوائل الزائدة عند تناول نسب عالية من الملح، حيث يسرف البعض في تناول المخللات على مائدة الإفطار بهدف فتح الشهية أو التخلص من الشعور بانخفاض الضغط، ويلعب البوتاسيوم دوراً مهماً في الحفاظ على مستويات الضغط مستقرة، ويحافظ على حركة الأعصاب.
وتنصح بأن يتناول الصائم المشمش الطازج أو المجفف أو المنقوع وعصير قمر الدين، دون إضافة السكر ودون تعريضه للنار للحصول على نسب عالية من الحديد، الذي يحارب فقر الدم «الأنيميا»، وللحصول على نسب عالية من الكالسيوم الضروري لنمو العظام والحماية من الشاشة العظام، موضحةً أن نسب البوتاسيوم العالية في المشمش تساعد على امتصاص الكالسيوم.
والمشمش الطازج أو المجفف يساعد الأشخاص الذين يريدون، فقد الوزن لأن سعراته الحرارية منخفضة ونسب الألياف المشبعة عالية وتأثيره على تجديد الخلايا وطرد السموم من الجسم يجعل الصائم يستمتع بحيوية ونشاط في نهار رمضان.