«قلادة» مستوحاة من بيئتنا الصحراوية
لفتت المصممة الإماراتية عزة القبيسي أنظار العالم إليها عبر اعتزازها بتراثها الإماراتي الأصيل، ومحاولة إحيائه بطريقة عصرية شبابية تتناسب مع مختلف الأذواق والجنسيات؛ فتارة تستوحي أفكارها منه عبر استخدام رموزه في التصاميم، وتارة أخرى تقحم أدوات ومواد من البيئة المحلية كانت وما زالت تستخدم وأدخلتها في قلب تلك التصاميم.
(العين) - تسعى مصممة الحلي عزة القبيسي إلى إدخال عناصر التراث الإماراتي في تصاميمها مثل العود ذي الرائحة الذكية الذي جعلت منه تحفة فنية على شكل قلادة تزين به عنق المرأة ويعطرها في آنٍ واحدٍ. كما حاولت أن تترجم تفاعلها مع القضايا الاجتماعية والإنسانية عبر تصميمات مميزة، حيث نفذت مجموعة “الاستدامة” التي استوحتها من البيئة أثناء رحلة قامت بها إلى الصين لحضور “المؤتمر العالمي للطاقة الشمسية 2007”.
وتوضح أعمال هذه المجموعة الحاجة الملحة لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة لمكافحة التلوث والتغيرات المناخية.
مجموعة “آية لك”
عن آخر تصاميمها، تقول القبيسي لـ”الاتحاد”: “أصمم مجوهرات وأعمال فنية مختلفة كالتحف والدروع، ولا أعتبر تصميمي للمجوهرات موضة بقدر ما هو عمل فني أعبر فيه عن ذاتي وعشقي لوطني والطبيعة من حولي، فلا أرتبط بفصول كما يرتبط بها المصممون، وكلما شعرت بأنني أمتلك الفكرة الجديدة والمزاج الحسن انطلقت إلى معملي الخاص أصمم وأنفذ بيدي لتغدو تلك القطع جزءاً من روحي وكياني”.
وتضيف: “لا تهمني درجة جمال المجموعة بقدر ما يهمني أن ترتبط بفكرة بناءة ذات معنى وقيمة مثل مجموعتي التي عبرت فيها عن التلوث البيئي واستخدمت فيها الذهب والبلاستيك”، مشيرة إلى أنها صممت منذ بداية مشوارها عام 2002 لغاية 2010 ثماني مجموعات فنية كان آخرها مجموعة “آية لك”، والتي تتفرع إلى 5 مجموعات فرعية أخرى، سميت كل واحدة منها باسم، وهي مجموعة “الشخصية، والحياة، والحب، والجمال، والثقة”. إلى ذلك، تقول “استوحيت من كل اسم من هذه الأسماء أشكالاً وخطوطاً ترتبط به، وقد لا تعني لمن تشتريها شيء لكنها مرتبطة عندي بمعانٍ؛ فمثلاً لمجموعة الشخصية أخذت عدة صفات فتصميم الشخصية الخجولة يختلف عن الشخصية الجريئة وهكذا”.
الثقة بالنفس
تقول القبيسي: “ترجمت فهمي للثقة بالنفس عبر تلك الخطوط وطريقة وضع الألماس في طقم الخاتم والعقد والأساور والقرطين، حيث جاءت فصوص الألماس مخفية جانبية على عكس ما هو متعارف أن يوضع الألماس على السطح، ويكون ظاهراً للعيان، وإنما فعلت ذلك لأعبر أن الثقة بالنفس موجودة داخل كل منا، ومهما حاولنا أن نظهرها بلباس خارجي ومظهر فخم، فلن يظهرها سوى كلامنا وتصرفاتنا”.
وتتابع: “استوحيت من أشكال الكثبان الرملية في الصحراء في مجموعتي الجمال، وذلك لأنني أرى الجمال في صحراء الإمارات والطبيعة، وصممت مجوهرات مختلفة مستوحاة من خطوط الوردة دون أن أضطر لرسم الوردة بكل تفاصيلها، واستولى شكل القلب على كيان مجموعة الحب وغيره من الأشكال التي تعبر عن المشاعر الإنسانية، ولعل مجموعة الحياة كانت أنجح مجموعاتي؛ لأنني صممتها بطريقة أكثر تجارية فتصاميمها مستوحاة من الماء، وفيها تعبير عن الحياة عبر تلك الأشكال الدائرية التي تعكس التغييرات الدائمة في حياتنا اليومية”.
أذواق وأعمار
مجموعة القبيسي الأخيرة تنطوي على الكثير من الفلسفة التي يصعب التعبير عنها، كما هي موجودة في عمقها، لكن يكفي القول إنها تنطوي على قدر عميق من التميز. وتفيد القبيسي بأنها استخدمت في تلك المجموعات كلا من الذهب الأبيض والأصفر والألماس والأحجار الكريمة واللؤلؤ وأجود أنواع العود الذي استخدم تعليقة لف حوله الذهب في بعض التصاميم. وتؤكد أنها حاولت أن تحقق فيها مجموعة مميزات في تصاميمها بأن تكون سهولة اللبس، وصالحة للارتداء في أكثر من مناسبة، ويمكن لبسها بأكثر من طريقة إلى جانب تميزها بالشبابية والفخامة والعصرية الممزوجة بروح التراث والأناقة والعملية والبساطة.
ولا تحدد القبيسي عمراً لمجوهراتها وتعتبرها مفتوحة لمختلف الأعمار والمناسبات أيضاً، وإنما تميزها بالحجم والتصميم وكمية الألماس المستخدمة فيها، فهي التي تحدد سعرها في نهاية الأمر.
وتشير إلى أنها صممت مجموعة من الحلي الفضية للأطفال والكبار، حيث لفت انتباهها أنه لا توجد حلي فضية للصغار بتصاميم مميزة في الأسواق ما دفعها لإطلاق هذه المجموعة التي استخدمت فيها رموزاً تراثية مثل الجمل والدلة، ولاقت إقبالاً كبيراً.
ألماسة الصحراء
تلقب الفنانة التشكيلية ومصممة المجوهرات عزة القبيسي بـ”ألماسة الصحراء”؛ لأنها تستوحي الكثير من تصاميمها من الطبيعة الصحراوية الإماراتية الأخاذة ومن تقاليدها المتأصلة. وولدت القبيسي في أبوظبي وتلقت تعليمها في لندن، حيث درست الفن والتصميم في كلية “تشلسي”، حيث نالت درجة الدبلوم في الدراسات الحرفية. وحازت أيضاً من “جامعة لندن جيلدهول” المرموقة درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في تصميم المجوهرات والفنون الحرفية، كما التحقت للدراسة في معهد “إتش آر دي” للألماس والأحجار الكريمة في أنتويرب ببلجيكا. وعقب إتمام دراساتها، أطلقت القبيسي علامة “أرجمست” التجارية.