علي عبد الرحمن (القاهرة)

ازدهرت ثقافة الغناء بالأسماء في حقبة الستينيات، وتغنى بها عمالقة الغناء الشعبي مثل الفنان الراحل شفيق جلال، الذي قدم أغنيته الشهيرة «أمونة بعتلها جواب»، والتي نالت شهرة واسعة. ومنذ ذلك الوقت لم تختفي الأسماء من كلمات الأغاني.
وعن الظاهرة، قال الشاعر الغنائي، خالد تاج الدين، لـ«الاتحاد»: إن هذه الأغنيات من الفلكور الثقافي الشائع في العالم، وليس مقتصراً على المنطقة العربية، وقدمتها السينما المصرية من خلال أفلامها، وحققت رواجاً كبيراً.
وأوضح الشاعر الغنائي أحمد حسن راؤول، لـ«الاتحاد»، أن الأغنيات التي تعتمد على الأسماء موروث لدى الشعوب، والأغنية العربية حافظت على وجودها في الأفلام القديمة، وكانت الأغاني تقدم لأبطال العمل بأسمائهم، ولم تقتصر الأغنيات على العاطفة فقط، بل حمل بعضها طابعا وطنيا ودينيا وحتى أغاني الأطفال.
وقال الملحن المصري محمد رحيم: إن الأسماء حاضرة في الأغنية العربية منذ زمن بعيد، وتعتمد على مدى انتشار الاسم، وتعلقه في أذهان المستمعين.
ومن خلال فيلم «عدوية»، الذي طرح في العام 1968، قدم الفنان محمد رشدي أغنيته الشهيرة «عدوية»، وحقق الفيلم بفضل الأغنية نجاحاً جماهيرياً كبيراً، واستثمر رشدي نجاحه وطرح في بداية السبعينيات أغنية «تحت الشجر يا وهيبة»، في ثاني تعاون له مع الأبنودي، وحققت الأغنية نجاحاً كبيراً.
أما الفنان محمد العزبي، فقد قدم أغنيتين من أهم الأغاني التراثية، وهما «بهية»، وأغنية «حتشبسوت» التي قدمها ضمن أحداث فيلم «غرام في الكرنك» في العام 1967، وهو أول فيلم ملون في السينما المصرية.
وقدم الفنان أحمد عدوية، أغنيته الشهيرة «سلامتها أم حسن»، من كلمات حسن أبوعتمان وألحان فاروق سلامة.
ومن أكثر الأسماء شيوعا في الأغاني اسم «علي»، وقد شهد العام 1952 أول أغنية في السينما المصرية تحمل اسم «علي»، عندما قدمت الفنانة درية أحمد أغنية «علي يا بتاع الزيت»، في فيلم «الدم يحن» بطولة محمود الميلجي وإسماعيل ياسين.
ثم قدمت الفنانة صباح أغنيتها الشهيرة «علي يا علي»، في فيلم «لحن حبي» في العام 1953، وشاركها البطولة فريد الأطرش.
وفي الخمسينيات، قدمت الفنانة ثريا حلمي المونولوج الشهير «كنت فين يا علي»، وذاعت شهرة الأغنية، عندما طرحت في الفيلم الكوميدي «الزوجة 13» لرشدي أباظة وشادية في العام 1962.
وفي الثمانينيات، قدم الشاعر أحمد فؤاد نجم أغنيته الشهيرة «علي عليوة ضرب الزميرة»، وقدمتها فرقة الأطفال التابعة للتلفزيون المصري، وأعاد تقديمها الفنان محمد منير في مسرحية «الملك هو الملك» في العام 2006، وقدم محمد ثروت أغنيته الشهيرة «جدو علي»، ويرجع اللحن الأصلي للأغنية إلى العام 1917، ولها عدد من النسخ القديمة منها الأميركية والإنجليزية، وفي العام 1955، قدم الفنان حسن فؤاد أغنية «علي يا علي يا عترة يا فللي» تتراً لمسلسل «علي بابا والأربعين حرامي»، الذي لعب بطولته يحيى الفخراني ودلال عبد العزيز.
وفي العام 2004، تساءل الفنان أحمد حلمي «هو مين علي ده؟» خلال أداء أغنية «يا علي» للمطرب ريكو في فيلم «صايع بحر»، وأعادت الفنانة اللبنانية رولا سعد أغنية «علي يا علي»، من خلال دويتو جمعها بالفنانة الراحلة صباح في العام 2010، وقدمت الفنانة كارول سماحة أغنية «علي» العام 2015.
وتعد «مصطفى يا مصطفى» من أشهر الأغاني التي تنضم إلى قائمة الأسماء، لما تميزت به من إيقاع سريع، ودمج لعدة لغات في الأغنية التي قدمت للمرة الأولى بداية الستينيات، وقد أعاد تلحينها محمد فوزي وغناها بوب عزام، وقدمتها السينما المصرية مرتين، ضمن أحداث فيلمي «الفانوس السحري» لإسماعيل ياسين في العام 1960، و«الحب كده» في العام 1961 لصلاح ذو الفقار، وترجمت لعدة لغات، وتصدرت قائمة أفضل 20 أغنية في فرنسا وإنجلترا.
وطرح الفنان مصطفى حجاج، أغنية تحمل الاسم نفسه في العام 2019، وقد تخطت المليون مشاهدة على «اليوتيوب».
وكان لاسم «ليلى» حظ وافر في الأغاني العربية، وتغنى به المطرب الحلبي الراحل أديب الدايخ، حين غنى قصيدة قيس بن الملوح الشهيرة، التي تغزل بها بمحبوبته ليلى، كما تغنى به علي الحجار في مسلسل «أبو العلا البشري» في العام 1985، وفي العام 1991 طرح الفنان الجزائري الشاب خالد أغنيته «ليلى»، ضمن ألبومه الغنائي «خالد»، وطرح حميد الشاعري أيضا أغنية باسم «ليلى آه يا ليلى».
وطرح الفنان كاظم الساهر أغنية «أنا وليلى» في العام 1998، ضمن ألبوم حمل الاسم نفسه، وقدمت فرقة «أندرو جروند» الشهيرة كايروكي أغنية «ليلى»، ضمن ألبومها «نقطة بيضا» في العام 2017، وغنى الفنان محمد حماقي «ليلى» ضمن ألبومه «كل يوم من ده» العام الماضي، وضم ألبوم «حالة خاصة جداً» للفنانة أنغام أغنية باسم «ليلى»، من كلمات كاترين معوض وألحان هشام بولس.
وتغنى الفنان اللبناني ملحم زين، باسم مريم، من خلال أغنية خاصة ضمن ألبومه «علواه» العام 2008، وقدم كاظم الساهر قصيدته «مريم» العام 2016، ضمن ألبومه «كتاب الحب».