دريد لحام يخون «غوار الطوشة»!!
دريد لحام.. أشهر كوميديان سوري على الإطلاق، مسيرته الفنية حافلة بالأعمال الدرامية والمسرحية التي وضعته في مصاف أشهر النجوم العرب، اشتهر بتجسيد شخصيات فكاهية ساخرة، وناقمة أيضا على الأوضاع الخاطئة، بل وفاضحة لممارسات السلطة الظالمة ضد الشعوب.
أعمال دريد لحام كثيراً ما حملت رسائل تؤكد أن هذا النجم في صف الجماهير، وكثيراً ما انتقدت البيروقراطية التي التصقت بالمواطن العربي، وباتت تمثل عائقاً أمام طموحه وآماله، حتى أن فيلمه السينمائي «التقرير» غاص في أعماق الروتين وحاول مقاومته بالابتسامة والألم أيضاً، ومع ذلك لم يفلح!
كما تفوق لحام على نفسه، عندما اختار شخصيته «غوار الطوشة» التي نجحت درامياً في تعرية المسؤولين أمام الشعب، ورمزت إلى الشخص العادي الذي يكافح من أجل لقمة العيش، ويحاول الخروج من تحت خط الفقر، ليعيش حتى على هامشه!.
ولا ننسى له مسرحية «كاسك يا وطن» التي دعت لإيقاظ المواطن العربي من سباته، وبالفعل استيقظ المواطن، ولكن بقى دريد نائماً! ورغم كل ذلك، رأينا دريد لحام يلتزم الصمت إزاء الأحداث الأخيرة التي تجري في الشارع السوري، ولم نجده يحرك ساكناً تجاهها، وكأنه تبرأ من انحيازه للجماهير وخان العهد مع رجل الشارع البسيط، الذي اعتبره فارساً يمتطي جواده ويقاتل بسلاح الفن من أجل قضاياه وحقوقه المشروعة.
ليس وحده دريد لحام الذي أصاب جمهوره بالصدمة.. ليس وحده دريد لحام الذي يرتدي قناع النظام، ويكسب الشعب بعدة أقنعة زائفة أخرى، ليس وحده دريد لحام الذي يحلم بالحرية ومقاومة الفساد مع الشعب، ثم نراه ينسحب في وقت الأزمات ويبيع مبادئه التي طالما تاجر بها على الشاشة.. نعم ليس وحده، فقد فعلها الزعيم عادل إمام وصدم جمهوره المصري والعربي أيضاً، بموقفه المتخاذل من ثورة 25 يناير.
وبالأخير.. تأكد لي أن الجمهور العربي «وحده» هو الذي لا يستفيد من دروس الماضي، ويمنح حبه واحترامه لنجوم «قد» لا تستحق!!
soltan.mohamed@admedia.ae