علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله)

أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، أمس، الذكرى الحادية والسبعين للنكبة، التي طرد فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، أو أجبروا على الرحيل منها عام 1948.
وتوجهت مسيرة، شارك فيها المئات وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ومجسمات لمفاتيح منازل من ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله إلى وسط المدينة، بمشاركة أعضاء من القيادة الفلسطينية.
وجدد رئيس الوزراء محمد اشتية، وهو أيضاً عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، الموقف الفلسطيني الرافض لخطة السلام الأميركية المنتظرة.
وقال في تصريحات للصحفيين، خلال مشاركته في المسيرة في رام الله: «أي حل سياسي تطرحه الإدارة الأميركية أو أي جهة كانت ينتقص من حقوق شعبنا المبنية على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين سيكون حلاً مرفوضاً من قبل الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية ومن الفصائل الفلسطينية ومن كل أبناء شعبنا». ولم يوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة كما جرت العادة في السنوات السابقة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: إن عباس استقبل، أمس، في مكتبه في رام الله سفير سلطنة عمان لدى الأردن خميس بن محمد الفارس، الذي سلمه رسالة خطية من وزير الشؤون الخارجية، يوسف بن علوي، دون الإشارة إلى مضمون هذه الرسالة. وفي قطاع غزة، شارك آلاف من الفلسطينيين في مسيرات قرب الحدود مع إسرائيل. وقالت وزارة الصحة: إن 50 فلسطينيا أصيبوا بجراح، إضافة إلى العديد من حالات الاختناق، خلال المسيرة التي أطلق عليها «مليونية الأرض والعودة».
ووصف جهاز الإحصاء الفلسطيني، في بيان له، الذكرى 71 للنكبة بأنها «مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت تمثله من تطهير عرقي حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه».
وأضاف الجهاز في بيانه أنه تم «تشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية».
وتابع الجهاز: «حيث انتهى التهجير بغالبيتهم إلى دول عربية إضافةً إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال عام النكبة، وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم».
وأوضح بيان جهاز الإحصاء الفلسطيني أنه «على الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2018 حوالي 13.1 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948».
ويأتي إحياء ذكرى النكبة لهذا العام، في وقت يواجه الفلسطينيون فيه ضغوطاً كبيرة من الإدارة الأميركية، تمثلت بوقف الدعم المالي الأميركي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكذلك وقف مساعداتها للسلطة الفلسطينية، ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، إن الوزير رياض المالكي سلم محكمة العدل الدولية في لاهاي دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة لنقلها سفارتها إلى مدينة القدس.
وأضافت الخارجية في بيان: «تقديم لائحة الادعاء هذه تأتي استمراراً لإجراءات التقاضي، التي شرعت بها دولة فلسطين منذ 29 سبتمبر 2018، عندما تقدمت بطلب تحريك الدعوى ضد الولايات المتحدة».
وأوضحت الخارجية في بيانها: «أن دولة فلسطين قد استندت في دعواها أمام الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، إلى البروتوكول الاختياري لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بشأن تسوية النزاعات واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية».
ونقل البيان عن المالكي قوله: «إن الدبلوماسية الفلسطينية ستقوم بما عليها من واجبات، من أجل حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتنفيذ رؤية القيادة الفلسطينية في ترسيخ وتجسيد الاستقلال الوطني لدولة فلسطين وعاصمتها القدس».

عدد الفلسطينيين تضاعف منذ النكبة 9 مرات
أعلنت رئيسة جهاز الإحصاء المركزي، علا عوض، أن الواقع الديموجرافي الفلسطيني بعد 71 عاماً من النكبة تضاعف أكثر من 9 مرات، ليصل عددهم إلى 13.1 مليون في الداخل والشتات حتى نهاية العام 2018. وقالت عوض بمناسبة الذكرى 71 لنكبة 1948 التي صادفت أمس، إن «أكثر من نصف الفلسطينيين أو 6.48 ملايين يعيشون في فلسطين التاريخية بينهم 1.57 مليون داخل الخط الأخضر (إسرائيل)». وأوضحت عوض أنه «وفقاً لأرقام الجهاز، فإنه على الرغم من تشريد وتهجير الفلسطينيين وحرمانهم من حق العودة، مقابل سياسة إسرائيلية تعمل على جذب ملايين اليهود من العالم، وإعطائهم امتيازات، إلا أن أعداد الفلسطينيين تتساوى مع الإسرائيليين».
وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان نهاية 2018 في الضفة بما فيها القدس الشرقية المحتلة، بلغ 2.95 مليون نسمة، وفي قطاع غزة نحو 1.96 مليون.