هناء الحمادي (أبوظبي)
بين شوق إلى شهر المحبة والخير والرحمة والبركة وبين خوف وحزن لخوض تجربة قضاء شهر رمضان في الغربة لأول مرة بعيدا عن الأهل والأحباب، يعيش الطلبة المبتعثون في شهر الجد والمثابرة والعمل الشاق والخوف من الساعات الطويلة التي تصل إلى ستة عشر ساعة في اليوم، وبين الغربة والبعد عن الأهل في الشهر الفضيل تعيش الطالبة وربة البيت زينب أحمد البلوشي شهر رمضان بأجوائه الروحانية خلال دراستها لماجستير الأدب «قسم الطفولة المبكرة» في إحدى الجامعات البريطانية.
وتقول: باعتباري طالبة وربة منزل في الوقت ذاته، يترتب علي مسؤوليات عدة لهذا الشهر حيث إن هذه المسؤوليات تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لي في كل عام، وأحاول قدر المستطاع أن أبذل قصارى جهدي في تنظيم وقتي بين الدراسة ومسؤولياتي الأخرى تجاه منزلي وأبنائي وأمارس تذكير نفسي دائما بأن الصوم لا يندرج تحت مفهوم الامتناع عن الأكل والشراب والجلوس والخمول بل هو شهر المداومة على أداء العبادات، وصيامنا لن يؤثر على تحصيلنا الدراسي أبدا بل على العكس تماما فعلينا نحن الطلبة أن نجاهد ونثابر في تحصيلنا أعلى الدرجات. وأضافت: يقع على عاتقنا في الغربة مسؤولية توفير أجواء رمضانية وروحانية تتمكن من جعل أبنائنا يحافظون ويتمسكون بعاداتنا وتقاليدنا ويتمسكون بالدين الحنيف، حيث أشغل أوقات الفراغ لأبنائي في قيامهم لعمل خير يربطهم ويقويهم في شهر الخير، ومن هذه الأعمال، سرد الحكايات وتطبيق الأنشطة الرمضانية ومشاركتهم في إعداد طعام الإفطار، ومسابقات المدارس للتعريف بالشهر الكريم، وكذلك الاحتفاء بـ «حق الليلة» قبل رمضان، وكان الاحتفال مختلفا مع أبنائي، حيث تم توزيع الحلويات وسط المدينة مما كان له أثر كبير على أنفسهم وربطهم بالعادات والتقاليد.
وعن الأجواء الإيمانية في الشهر الفضيل أشارت إلى أنها تقوم هي وعائلتها في يوم الجمعة من شهر رمضان، بإطعام الآخرين في مدينة ليدز، وتشاركهم الحديث والطعام، وتذهب بعد ذلك لأداء صلاة التراويح في مسجد ليدز الكبير لاستشعار الأجواء الروحانية مع الأصدقاء في الغربة، غير ذلك تتطوع في نهاية الأسبوع في أنشطة المسجد المختلفة مثل تنظيم المصلين وتوزيع وجبة الإفطار وتنظيف المسجد.
وبسبب الأهل واللمة العائلية التي تفتقدها على أرض الوطن، ينقصها دائما طعم قضاء هذا الشهر الفضيل في دولة الإمارات مع أحب الناس إليها، ولكن الجميل هذا العام أنه تم تشكيل النادي الإماراتي في ليدز.