خولة علي (دبي)

تألقت سهام مسعود الرشيدي في بطولات ألعاب القوي العالمية، ونالت المراكز المتقدمة التي أهلتها لتحصد الذهب، منطلقةً بإصرار وتحدٍ وإرادة قوية في مواصلة تحقيق طموحاتها وأهدافها، حيث حولت إعاقتها إلى جرعة قوية دفعتها قدماً لتخطي العراقيل، ولتثبت أنها قادرة على العطاء والتميز في المحافل العالمية.
سهام واحدة من اللاعبات اللاتي كرسن جهدهن ووقتهن في بناء كيانهن الرياضي، والذي لم يكن سوى حلم طفولي كان يداعب مخيلتها، إلا أنها استطاعت أن ترسم تفاصيل ذلك الحلم لتجده وقد تحقق على أرض الواقع لتصبح لاعبة «رمي القرص» على الرغم من إعاقتها.
وأكدت أن الطاقة التي تدفعها قدماً لحصد النجاح هي نظرة ابنها عبدالله المليئة بالأمل والرغبة بأن تحصد الميدالية الذهبية، فهي لا تخيب أمله، إلى جانب المساندة والتشجيع المستمر الذي تتلاقاه من الأهل.

منصة الناجحين
تقول: لا يمكن أن يتخلى المرء عن أحلامه، ورغبة التحليق في سماء النجاح وإثبات ما عجز عنه آخرون، فالمشوار لم يكن مرصوفاً بالزهور، إنما فيه الكثير من الإحباط، الذي يهز ثقة الفرد، سواء بكلمة أو حتى نظرة، ولكن دائماً الإصرار يجعل الفرد حريصاً على اعتلاء منصة الناجحين.
وتوضح: أصبت بشلل الأطفال وخضعت للكثير من العمليات الجراحية، حتى استطعت أن أقف على رجلي، وأمشي بصورة تجعلني قادرة على ممارسة حياتي، وكان لدي العزيمة والإصرار والقوة على مواجهة الظروف المحيطة، بالنجاحات المتواصلة، وجعلت كل من يراني ينظر بعين الانبهار والترقب بما سوف يقدمه أصحاب الهمم من إنجازات، مشيرةً إلى أن تغيير مسمى هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة لأصحاب الهمم كفيلٌ أن يثبت مدى تغير النظرة حيال هذه الفئة وبصورة تجعلنا أكثر إقبالاً على الحياة.

التصنيف الدولي
سهام تخطو واثقةً ثابتةً نحو عالم ألعاب القوي، الذي كان بمثابة حلم الطفولة بالنسبة لها، أراه وقد بدا يكبر شيئاً فشئياً، خاصةً عندما انتسبت لنادي دبي لأصحاب الهمم، الذي رسم لها طريق النجاح، وكيف يمكن أن تستثمر طاقتها وتحقق حلمها في لعبة رمي القرص، الذي كانت تتابع منافساتها على شاشات الأولمبياد، وكان يتملكها شعور بأن تكون يوماً من بطلات هذه اللعبة، وقد تحقق ذلك بعد أن علمت أن أصحاب الهمم يمكنهم ممارستها، و لكن هناك طبعاً قوانين خاصة على حسب الإعاقة والتصنيف الدولي المعتمد لدي IPC.
ومن المواقف التي أكسبتها مزيداً من القوة والإصرار، حلم المشاركة في أولمبياد لندن 2012، ففي قواعد ال IPC الخاصة باللعبة يجب أن يحقق اللاعب الرقم التأهيلي الخاص بفئته لكي يتأهل للأولمبياد، وبالجهد والتمرينات المستمرة حققت الرقم التأهيلي الذي قادها لدخول في منافسة أولمبياد لندن، وكانت هذه أول مشاركة لها ثم توالت الميداليات الذهبية مع كل مشاركة دولية.