لا أحد يريد اتهام دولة أو ميليشيات إرهابية محسوبة على دولة ما في قضية العمليات التخريبية التي طالت 4 سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية للإمارات في بحر عمان، ذلك أن التحقيقات مستمرة والنتائج لم تحسم بعد. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن غض الطرف وتجاهل بعض الأحداث التي رافقت الاعتداءات، سواء عشية وقوعها أو يوم حدوثها واليوم التالي، والتي لا بد من طرحها ولو من باب التساؤل لا الاتهام.
التخريب جاء على وقع توتر متصاعد من تهديدات «الحرس الثوري»، (المصنف إرهابياً من الولايات المتحدة) بإغلاق مضيق هرمز، ومنع أي دولة من تصدير النفط بعد سريان العقوبات الأميركية بـ«تصفير» عمليات شراء النفط الإيراني. وبدلاً من خروج إيران بإدانة واضحة للإرهاب والتخريب، اكتفت بإبداء «القلق» و«الأسف» وتحميل الاعتداءات لمن وصفتهم بـ«مخربين من دولة ثالثة»، رغم أن أحداً لم يتهم أساساً أي دولة بعد، بينما ضجت الوكالات والصحف التابعة لـ«الحرس الثوري»، مثل «تسنيم» و«فارس» و«خراسان»، بالترويج لمن وصفتهم بـ«أبناء المقاومة» (الأذرع والميليشيات التابعة لإيران في المنطقة) بالوقوف وراء العمليات.
التساؤلات كثيرة والتحقيق ماض في طريقه إلى النهاية لإظهار الحقيقة وكشف الفاعلين ومن يقف وراءهم. وما يبدو صاعقاً وغير مستغرب، ذلك التصفيق القطري البغيض لما حدث في تغريدات بعض الإعلاميين، والذي جاء ليضيف شبهة أخرى إلى دور الدوحة في صناعة الإرهاب، ورأسها المتمثل بتميم بن حمد الذي كان ليلة الاعتداءات ضيفاً سرياً على طهران لمدة 7 ساعات.
وبانتظار انتهاء التحقيق لا بد من إظهار المجتمع الدولي الحزم الكامل لتأمين سلامة الممرات المائية ووقف أي تصرفات رعناء عدائية تهدد حركة التجارة البحرية العالمية.

"الاتحاد"