عماد فراجين يدعو الفنانين العرب للخروج عن نمط «راجل و6 ستات»
حقق الممثل الفلسطيني عماد فراجين حضورا فنيا وشعبيا واسعا، خلال فترة زمنية قصيرة، تمكن من تصديره إلى خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، لينتقل إلى باقي الدول العربية، وذلك من خلال انتقاداته الكوميدية الساخرة والهادفة التي تأتي في إطار برنامجه الشهير «وطن عَ وتر» الذي يعرض على التلفزيون الفلسطيني.
هذه الشعبية وضعته في مصاف الفنانين الفلسطينيين الأكثر طلبا لإحياء الاحتفالات والمناسبات الوطنية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، كان آخرها حفل «مواسم» الذي نظمته اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي «البيارة» بمناسبة يوم الأرض خلال الأسبوع الماضي. وتحدث الفنان عماد فراجين خلال هذه المناسبة «للاتحاد» مشيرا إلى أنه سعيد بتلبية الدعوة التي وجهتها له «البيارة» لا سيما وأنها انطلقت من أرض عربية عرفت بواقفها المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني في جميع المحن والمصائب التي ألمت به.
تجسيد المعاناة
حول أعماله الفنية التي قدمها بالإضافة إلى برنامج «وطن ع وتر»، أوضح فراجين، وهو كاتب سيناريو وحوار بمجال المسرح والعمل التلفزيوني أيضا، أنه قدم العديد من الأعمال المسرحية، لا سيما وأن بداياته كانت في هذا المجال، مثل مسرحية «الجدار»، ومسرحية «قصص تحت الاحتلال»، ومسرحية «هنري الخامس» لشكسبير، ومسرحية «الأرامل» التي أداها باللغة الانجليزية على مسرح ليفربول في بريطانيا، ومسرحية «زنزانة 76 «الى مسرحية «سندريلا» إلى آخر أعماله في الساحة الفنية الفلسطينية وهي مسرحية «عرس الدم» التي أعدت من قبل الكاتب جورج ابراهيم.
ولفت فراجين أنه لا يطمح إلى تحقيق مجد أو شهرة من خلال عمله في التمثيل، كما أنه لا يسعى إلى أن يكون في القمة، بقدر ما يطمح لتجسيد ونقل معاناة الشعب الفلسطيني وقضاياه الحقيقية بهدف مناقشتها وحلّها للوصول إلى أوضاع أفضل في كافة المجالات سواء في المجال الاجتماعي أو السياسي.
وأضاف فراجين أن برنامج «وطن عَ وتر»، على وجه التحديد، قد حقق له العديد من الإيجابيات وعلى رأسها إيمان الناس بموهبته وبمصداقيته، وهو أمر مهم للفنان، متمنيا أن يستمر هذا البرنامج وأن يصبح مؤثرا أكثر في الشارع الفلسطيني.
حول بداياته في العمل المسرحي بفلسطين، يقول عماد مستذكرا: « لقد توجهت إلى المسارح الموجودة في فلسطين عدة مرات، ولم يحالفني، وسألني أحدهم هل عملت في المسرح قبل الآن؟ فقلت: «لا» ثم أجابني:»نحن لا نشتري سمك في بحر»، يضيف قائلا: «وبعد جهد متواصل عملت في مسرح «القصبة» بالقدس وكانت الانطلاقة المحلية.
المسرح الفلسطيني
يتحدث فراجين عن العمل المسرحي بفلسطين، مشيرا إلى أنه ما زال يعاني مشاكل عدة منها الكادر الفني والمسرحي، والافتقار إلى وجود كتاب فلسطينيين متخصصين في الكتابة المسرحية، فضلا عن قلّة أعداد المخرجين. منوها أنه رفض العديد من الأدوار التي عرضت عليه وهو في الخارج، وذلك أن فكرتها الأولية عرض الفلسطينيين كإرهابين، وهو ما دفعه إلى عدم قبولها، وتفضيل العمل في المسرح الفلسطيني رغم افتقاره للعديد من المقومات.
أما بالنسبة للعمل التلفزيوني، من خلال برنامج «وطن عَ وتر»، فقال فراجين أن النقاش على التلفزيون الرسمي صعب، كما أن فكرة عمل ساخر سياسي على التلفزيون أمر أصعب، مستدركا: «لكن التلفزيون الفلسطيني كان سباقا في قبول مناقشة هذه الفكرة من خلاله وعلى شاشاته، وهو أمر يحسب له»، مضيفا أنه لم يتعرض لقيود من حيث مناقشة المواضيع في البرنامج، بل حظي بمساحة حرية واسعة يتمنى أن يحظى بها آخرون، ليقدموا مثل هذه البرامج سواء في فلسطين أو خارجها.
تغيير النمط
إلى ذلك، أوضح فراجين، أن هنالك عوامل تحد من شيوع مثل هذه البرامج، التلفزيونية، قد يكون من بينها خوف الفنانين، كون هذا العمل لا يعتمد على التمويل بقدر ما يعتمد على وجود جمهور وانتشار، وهذا بحد ذاته مغامرة تتطلب الكثير من الجرأة والشجاعة، ربما لا تتوفر لدى الجميع.
وقال فراجين أن مساحة حرية الرأي التي يحظى بها البرنامج ليست محصورة في أرض فلسطين، مضيفا أن الثورات التي حصلت في بعض الدول العربية تدل على أننا نحتاج إلى مزيد من الرأي الحر، داعيا الفنانين العرب، لا سيما في مصر وسوريا، إلى الخروج عن نمط «راجل و6 ستات» و»زهرة وأزواجها الخمسة»، والحديث بصراحة عن قضايا الشعوب، فقد انتهينا من الكلام غير المباشر والتلميح وحان وقت الحديث المباشر والمواجهة.
المصدر: أبوظبي