عادت أغنيات عبدالحليم حافظ إلى الصدارة مجدداً في ذكرى وفاته الرابعة والثلاثين التي تحل «الاربعاء» 30 مارس، وكانت أغنياته الوطنية بمثابة وقود للثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير الماضي، وبدأ من خلالها كما لو كان معاصراً لها وواحداً من الثوار يعبر عنهم باحاسيسه الجياشة من خلال أغنيات سهر معها الثوار طوال 18 ليلة، وكان بمثابة نجم الثورة الحقيقي في الوقت الذي اختفى فيه مطربون معاصرون بأصواتهم وأجسادهم. وأعادت شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات» بمناسبة ذكرى وفاته هذا العام طرح 4 ألبومات تضم أغنياته الوطنية والتي كان ضمنها صديقه الراحل مجدي العمروسي كتابا عنوانه «أغنيات العندليب الوطنية» ومنعت غالبيتها رغم أنه تم غناء بعضها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وبعضها الآخر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ومن هذه الأغنيات «ابنك يقولك يا بطل» و«احلف بسماها وبترابها» و«احنا الشعب» و«اضرب» و«البندقية اتكلمت» و«الفجر لاح» و«الحرية» و«المركبة عدت» و«النجمة مالت ع القمر» و«بركان الغضب» و«جيل الصاعد» و«بالدم» و»مطالب شعب» و«صورة» و«يا بلدنا لا تنامي» وغيرها، كما طرحت أسطوانات تحتوي على قصة حياته، وأهم الأحداث التي مر بها موثقة من شخصيات مهمة ممن عاصروه. وأكد الإعلامي وجدي الحكيم أننا لا نزال نعيش على رومانسية عبدالحليم وأن كل الهراء الذي جاء من بعده والذي تمثل في موجات غنائية زاد من مساحة حب الناس له سواء في أغنياته العاطفية أو الوطنية أو الشعبية. وقال إنه كان مثالاً للرقي في الغناء والاختيار الجيد، وكان حريصا على الرومانسية من خلال فرسان الكلمة من الشعراء من أمثال كامل ومأمون الشناوي ومرسي جميل عزيز وحسين السيد ومحمد حمزة ومحمد علي أحمد ونزار قباني، وكل العباقرة كانوا يكتبون له. وأشار إلى أن حليم كان متمرداً، وحين كان يقدم أغنية رومانسية سرعان ما يتمرد عليها ليقدم أخرى شعبية في نفس المستوى، ثم يواصل تمرده فيقدم موشحاً، ويخرج منه ليقدم قصيدة شعرية، وتمرده كان من أجل الارتفاع بمستوى الأغنية. وقال إن حليم كان يغني للأجيال القادمة ولم يكن يغني لزمانه أو لجيل معين وكان يعتبر نفسه مطرب الأسرة التي كانت بداخله دائماً لأنه حرم منها في حياته الشخصية لذلك كان حريصاً على الرقي في اختياراته ومواضيع أغنياته ولا غرابة في أن نجد الأطفال أكثر تمسكا بأغنياته وكبروا على أغنياته. أما المؤلف محفوظ عبدالرحمن الذي كتب قصة حياة حليم في فيلم سينمائي لعب بطولته قبل رحيله أحمد زكي وسلاف فواخرجي ومنى زكي وجمال سليمان وسميرة عبدالعزيز وأخرجه شريف عرفة، فقال إن حليم كان يمثل عصراً رومانسياً كان الحب فيه شيئاً مهماً وزمن حليم كانت فيه بطولة وكان الحلم أن يصبح بلدك كبيراً ومهماً وكانت حالة عامة في كل المجالات ولو كان حليم يمثل رومانسية الحب فقط لم نكن لنسمع أغنياته الوطنية بنفس الكثافة التي نسمع بها أغنياته العاطفية. وقال: كنت شاهدا وقت أن كانت أغنياته الوطنية ممنوعة وطرحت هذه الأغنيات على البوم لشركة «صوت الفن» وكنت أسير في الشارع، وكانت هذه الأغنيات تخرج من كل السيارات التي بجواري، فواحدة تخرج منها أغنية «صورة» وثانية «بالأحضان» وثالثة «قلنا هنبني وادي إحنا بنينا السد العالي» وكل شخص بدأ يخرج نفسه من سيارته ويحيى الآخرين، ولم يكن غناؤه قضية تجارة أو تواجد أو أي من الأشياء التي يسعى إليها أي مطرب حالي.