دبي (الاتحاد)

«إدارة مان سيتي توفر لي بيئة عمل مثالية، فلماذا أفكر في التغيير أو الرحيل؟»، هذا ما رد به بيب جوارديولا على «سكاي سبورتس» حينما تناول البعض مستقبله التدريبي، فقد تولى تدريب البارسا، ثم البايرن، ومان سيتي، ومع الثلاثي المذكور كانت له بصمته التاريخية، ليس على مستوى السيطرة على دوريات إسبانيا وألمانيا وإنجلترا فحسب، بل إن فكره التدريبي انتشرت عدواه تلقائياً لبقية الأندية، وظهرت بصمته على منتخبات الدول التي تمثلها هذه الدوريات.
وفي ظل تصنيفه على عرش العقول التدريبية في العالم، تتسع دائرة اختيارات بيب جوارديولا للنادي الذي يتولى تدريبه لتشمل الغالبية الكاسحة من الكيانات الكروية الأكبر والأشهر على الساحة الكروية العالمية، فالأندية الكبيرة تهرول خلف «بيب» ليصنع لهم فريقاً يجمع بين تقديم المتعة وتحقيق البطولات والانتصارات، إلا أنه لبى نداء السيتي قبل نهاية تجربته مع العملاق البارفاري بايرن ميونيخ، ثقة منه في أن مشروع الحاضر والمستقبل، والجهات المالكة للنادي، تضمن له ولمنظومة السيتي تحقيق نجاحات غير مسبوقة على صعيد البريميرليج، وهو ما تحقق فعلياً، ودوري الأبطال هو طموح المستقبل. ورغم الواقعية الشديدة التي تحدث بها المدرب الإسباني الملقب بالفيلسوف في البداية، وتأكيده أنه ليس من الجيد مقارنة النادي مع الريال والبارسا وغيرهما من الكيانات العملاقة، إلا أنه وبعد أن عاش تفاصيل التجربة مع «البلو مون»، ومع إدارة النادي، وحظي بشرف اللقاء مع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في معسكرات الفريق في أبوظبي، أطلق تصريحاً يحمل مؤشرات لا تقبل الشك عن أنه يعمل مع كيان كروي كبير، لديه طموحات سقفها السماء.
حيث قال جوارديولا: «اكتشفت أن مان سيتي أكبر بكثير مما كنت أتوقع، بل إنه أكبر كثيراً مما يعتقد الناس، لديهم الرغبة والطموح في أن يصبحوا أبطالاً بشكل دائم، مما يجعلني أكثر استمتاعاً بالعمل، ولا أستبعد أن أستمر هنا 10 سنوات أو أكثر، كل هذا يتوقف على ما أشعر به، وما أريده وما تريده عائلتي، كما أن استمراري في العمل لفترات طويلة مع السيتي يرتبط بما نحققه من إنجازات، وبمستوى الرضا عن العمل الذي نقوم به». وكان التعاقد مع المدرب الإسباني في فبراير 2016 نقطة التحول التاريخية الجديدة، التي تضاف إلى غيرها من اللحظات المهمة في تاريخ ومسيرة السيتي، وخاصة في العهد الظبياني، فقد بدأ العمل في موسم 2016 - 2017، بطموح الحصول على جميع البطولات، مع تقديم الكرة الجذابة التي تجعل القاعدة الجماهيرية للنادي حول العالم تتسع، وفقاً لما صرح به معالي خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة النادي، وحقق الفيلسوف 5 بطولات مع السيتي أهمها لقب البريميرليج لموسمين متتاليين، ضارباً الأرقام القياسية التاريخية، على مستوى النقاط والأهداف.