قبل فطام الهوى أدرني.. أدرني.. أدر القلب حتى نكتب سورة الحب من دمنا ونمحي خطى الغيب عن ظلنا ونعرف كيف نغني الصبابة ونجلو جميع أحزاننا نخبئ ما دوّنته أرواحنا في الغمام ونعطي صحائفنا للعاشقين حتى يهمي المطر ونكسو الصحارى بروح الندى ورائحة القهوة البكر ونغذ الخطى نحو أرواحنا نتلون نصرخ حيناً وحيناً نغني نرقص ثم ندوزن أنفاسنا خفافاً نمر على البيد حتى تبوح بما أثقلها من الوطء نرتل سورة الحب لتسفر كل وجوه الهوى والهيام وينطق العاشقون بوحهم خاشعين.. وتسيل قلوب لهم بعد طرق النوى وتشعل نار التلاقي قبلاً كالنجوم العوالي وتورق أسرار أحلامهم ورد الخزاما وتكتب فوق وتحت الثرى أمطار أرواحها لينبت النخل والاقحوان وتعرف كل التضاريس أخبارهم.. وينام عاشق تلك البنية بين أهدابها والرضاب ليشبع قبل فطام الهوى والغرام.. أكتبي أول الحرف سيدتي.. حتى أتمم فيك العباره. الغريب أتوسل.. أني أحبك والأمان أحلام رمضاء الفصول.. اذا استبد بها الرجاء فضاقت في المسافة حتى استبان لك البيان.. وهامت في تيهها الأنواء لا ريحٌ تهب ولا نسائم تشرئب لها الرؤى ولا عطر يطيب له الفؤاد كيف.. يا كيف الغريبُ إذا استبد به الوطن والشوق تذكار المسافةِ مقلتيه.. لا تستبق صبري وتزفر الآهات.. في كل الورود.. علها.. عل البكاء يكون صبرك ها هناك.. يا أيها الباقي كأن الرجعة الأولى فطام من هوى التحنان وحتى تعُودُ راحتيك على الفراق.. على النشيج يورق في ذلك المخبوء هيا أستفق.. ثم أستفق وأرجع إلى ما كانت من بوحٍ وأشواقٍ أغنيك الصبابة والهوى وأمنحك العناق. كلنا بشر كلنا بشر لنا عينان وأنف وشفتان كلنا بشر لنا يدان ورجلان كلنا بشر عرب وهنود صينيون وأفارقة أوروبيون وأمريكان كلنا بشر بيض أو سود كلنا بشر مسلمون أم مسيحيون أو يهود كلنا بشر مؤمنون أو كافرون كلنا بشر لنا أرض واحدة وسماء واحدة وهواء واحد كلنا بشر مهما تعددت اللهجات جئنا من أب واحد وأم واحدة خلقنا من صلصال واحد ونفخة واحدة كلنا بشر في الصحراء أو الجبال أو المدن كلنا بشر وفي الأرض متسع لنا كلنا فقراء وأغنياء مجانين وأسوياء السماء تظللنا والأرض تجمعنا فلماذا قلوبنا شتى نقتل بعضنا ونسرق أقواتنا والأرض لنا كلنا شمسنا واحدة قمرنا واحد ليلنا ونهارنا واحد فلماذا نحقد أو نسرق أو نقتل وكلنا بشر وفي الأرض متسع لنا كلنا * شاعر إماراتي