الشارقة (الاتحاد)
نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين خلال فعاليات الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض تورينو الدولي للكتاب، ثلاث جلسات حوارية حول الكتب الموجهة للأطفال، والمحتوى والتقنيات التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة، واللاجئين، حملت الأولى عنوان «الكتب والأطفال والجانب المظلم» وجاءت الثانية تحت عنوان « الصمت المعبِّر» أما الجلسة الثالثة فحملت عنوان «اقرأ بحواسك».
وشارك في الجلسة الأولى التي أدارتها إيمان محمد، كلٌ من الكاتبة الإماراتية عليا الشامسي، والدكتورة مارتشيلا تيروسي، حيث تناولتا دور الأدباء في إعادة كتابة الحكايات الشعبية بأساليب جديدة تتجاوز واقعها الصعب والقاسي لتتناسب مع الأطفال، وتوقفتا عند نماذج من الأدب الإنساني التي تحولت نهاياتها وتغيرت حبكاتها ليقدم للصغار، مثل حكاية ذات الرداء الأحمر، وساندريلا، وبونوكيو، وغيرها من الحكايات العالمية.
كما تناولت المتحدثتان دور الآباء والأمهات في حماية أبنائهم من المحتوى الأدبي العنيف والقاسي، والعلاقة التي تجمع الأديب مع الناشر وأهمية الحوار والتفاوض بينهما لتقديم محتوى يتناسب مع الصغار، وبحث أهمية دمج الأطفال بالواقع من خلال الأدب.
وجمعت الجلسة الثانية كلاً من عليا الشامسي، والدكتورة مارتشيلا تيروسي، وتناولت تاريخ الكتب الصامتة في العالم، المرحلة التي ازداد الاهتمام بها، حيث أكدت المتحدثتان أن الاعتماد على الصورة في نقل الأفكار وتوثيق الأحداث له تاريخ قديم يكاد يتزامن مع وجود الإنسان على الأرض، إلا أن اعتماد الصورة بديلاً عن الكتابة في الأدب والإبداع فبدأ في منتصف القرن العشرين في أوروبا، وجاء استجابة لحاجة الأطفال اللاجئين بعد الحروب إلى القراءة.
وقدمت كل من سلفانا سولا، والفنان رؤوف الكراي خلال الجلسة الثالثة استعراضاً لتجارب الكتّاب والفنانين في ابتكار كتب تتجاوز حاجز اللغة المكتوبة وتعتمد على اللمس، والسمع، والشم، وتتوجه للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين، وضعاف البصر، والصم والبكم، حيث أكدا أن الاعتماد على الحواس في القراءة يشكل إضافة لتجارب القراء الصغار، مشيرَيْن إلى أن هذه الكتب تعتمد في تأليفها ورسمها وتصميمها على علوم ومهارات مدروسة.
وأكد المتحدثان أن الكتب التي تعتمد على الحواس نجحت في تجاوز كل اللغات المكتوبة، ووفرت بدائل تعليمية نافعة للأطفال، من خلال الاعتماد على الصورة، والطباعة بالورق الغائر والبارز، وتوظيف خامات من القماش، والجلد، والمعادن، مشيرين إلى أهمية تعزيز مهارة العاملين في كتب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في تصميم وإصدار هذه الكتب من خلال الورش الفنية المتخصصة، والدروس التعليمية المكثفة.