تامر عبد الحميد (أبوظبي)

عبّر الفنان الإماراتي جاسم الخراز عن سعادته للظهور عبر شاشة شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي من جديد في رمضان هذا العام، من خلال مسلسل «ص.ب 1003» الذي يعرض على شاشة «الإمارات»، معتبراً أنه عمل مميز ومختلف عما قدمه في السابق، خصوصاً أن العمل مقتبس عن رواية الكاتب سلطان العميمي، التي حققت رواجاً كبيراً في الساحة الثقافية، وفازت في مسابقة «أرى روايتي» التي أطلقتها «أبوظبي للإعلام» لدعم المواهب والكتاب الإماراتيين وتشجيعهم على تحول الروايات إلى أعمال درامية ترى النور.

من المكتبات إلى الشاشة
وأكد الخراز أنه يتوقع للعمل، الذي شاركه بطولته ميثاء محمد وأمل محمد وخالد البناي وياسر النيادي وهدى الغانم وريم حمدان، أن يحقق صدى كبيراً، بعد أن انتقل من أرفف المكتبات إلى الشاشات، خصوصاً أن المسلسل تتوافر فيه كل عناصر النجاح، بدءاً من الرواية المميزة، وكتابة السيناريو الذي تولاه محمد حسن أحمد، والإشراف التنفيذي على المسلسل الذي تولته «ظبيان للإنتاج الفني» للمنتج سلطان النيادي، إلى جانب الإنتاج الضخم الذي تولته «أبوظبي للإعلام التي قدمت لنا توليفة غنية من الأعمال الدرامية المتنوعة، والتي ترقى بالمشاهد المحلي والخليجي والعربي.

تحولات اقتصادية
وأوضح الخراز أن العمل يتحدث عن حقبة الثمانينيات في القرن الماضي، وهي حقبة مليئة بالتحولات الاقتصادية والثقافية والفنية، كما تشهد تطور الإمارات اقتصادياً إضافة إلى نهضتها العمرانية وحركتها الثقافية من خلال قصة «يوسف» و«عليا»، حيث تدور أحداثه حول شابة إماراتية تدعى «عليا»، انتقلت إلى لندن لاستكمال دراستها، وبالمصادفة تعثر في صفحة المراسلة والتعارف على صورة شخص اسمه «عيسى» - جار الطفولة -، فيثير فيها الحنين إلى طفولتها، هذا الشعور المفاجئ يوقظ لدى عليا حافزاً لمراسلة عيسى الذي يهوى التعارف والمراسلة وجمع الطوابع البريدية، كما ذكر في إحدى المجلات، وهكذا تنشأ علاقة بين الاثنين، لكنها لا تتجاوز حدود الرسائل المكتوبة، لتبدأ أحداث تحكي قصة صراع فكري تتمازج فيه القيم التي سادت الفترة بين 1986 و1987، في مركز بريد الذيد، حيث يتم تعيين «يوسف» الذي يجسده الخراز، مسؤولاً عن صناديق البريد، وتكون مهمته الأولى إنهاء اشتراك صندوق بريد رقم 1003 للمدعو «عيسى» بسبب الوفاة، وتسليم ما بداخله من رسائل لوالده بطريقة يراعي فيها مشاعره.

طرح مختلف
وحول ما يميز العمل عن غيره من المسلسلات التي تتناول الحقبة نفسها وسلطت الضوء على تطور الإمارات، قال الخراز: الطرح مختلف وقصة غير تقليدية، من خلال شخوص تتناول موضوعات غير متداولة ومكررة، بها الكثير من العمق وتفاصيل أكثر، فمسلسل «ص.ب 1003» أحدث تغييراً في القوالب الدرامية المعتادة، خصوصاً مع وجود التكرار المستمر في الموضوعات والطرح، فجزء كبير من العمل يركز على الرسائل البريدية، التي كانت تمثل قيمة مهمة في السابق، حيث كانت حلقة التواصل الوحيدة بين الناس، لذلك فإن المشاهد الذي عاش هذه الفترة سوف يستمتع بتفاصيل البريد التي تمثل مخزوناً له وتعيده إلى ذكريات قلم الحبر والطابع وصندوق البريد نفسه، ولحظات انتظار الرد أو ترقب إرسال الرسالة، فكل هذه المشاعر ورائحة الحنين، لا يعرفها الجيل الجديد الذي أصبح لديه العديد من منابر التواصل بحكم الإنترنت ومواقع التوصل والسوشيال ميديا، هذا إلى جانب تميز سلطان العميمي في روايته، باختياره ثيمة البريد، والتركيز على التفاصيل من داخل مبنى البريد وموظفيه وحياتهم اليومية المكتبية.

نقلة نوعية
قدم الخراز العام الماضي عملاً تاريخياً وسيرة ذاتية على شاشة «قناة الإمارات» في مسلسل «الماجدي بن ظاهر»، وفي هذا العام يظهر بشخصية مختلفة تماماً، وحول كيفية انتقائه للأدوار، قال: شخصية الماجدي بن ظاهر.. هيبة وحكمة وإنسانية شاعر، أما «يوسف» في «ص.ب 1003» فهو شاب بسيط، متخرج في الجامعة، ومرتبط ببيته وعائلته ارتباطاً وثيقاً، لدرجة أن ذلك يؤثر عليه في حياته العملية والحياتية، فالدوران مختلفان عن بعضهما تماماً، وهذا النهج الذي سرت عليه منذ أن دخلت عالم التمثيل، فأنا أحب التفرد والتنوع والاختلاف إذا امتلكت الاختيار، خصوصاً مع ضعف الأعمال المقدمة للفنان بسبب قلة المسلسلات، لكني اعتبر نفسي محظوظاً لأنني قدمت دورين في عامين متتاليين يمثلان نقلة نوعية في حياتي الفنية.

معاناة درامية
وعن عدم توافر نصوص درامية قوية، والتي أصبحت تمثل مشكلة ليست فقط في الدراما المحلية، بل العربية بشكل عام، والتي على أساسها أطلقت «أبوظبي للإعلام» الفكرة المبتكرة «أرى روايتي»، علق الخراز، قائلاً: الدراما المصرية والسورية واللبنانية، متنوعة وبها منافسة كبيرة وقنوات وشركات إنتاج كثيرة، لذلك فهي لا تعاني نفس معاناة الدراما المحلية والخليجية، التي لديها مشكلة كبيرة في تكرار الموضوعات وتشابه الطرح في المسلسلات.
فقد تميزت «أبوظبي للإعلام» بكل تأكيد بفكرة «أرى روايتي» التي أعتبرها حلاً من الحلول التي تبعدنا عن تشابه الأفكار والنصوص، لكن في مقابل ذلك نريد الكتاب، فأين هم؟! نعلم أن هناك العديد من الكتاب المميزين في الدولة، لكن حلقة التواصل معهم مفقودة والدليل على ذلك أن هناك إبداعات تظهر على موقع «يوتيوب»، وتحقق نسب مشاهدة عالية، لذلك نتمنى مبادرات أخرى لدعم الجيل الجديد وتبني أفكاره، لإثراء الساحة الفنية بأعمال مختلفة في الطرح والفكر.