الثقافة المرورية للأطفال «ألف باء» السلوك المنضبط والمتحضر
تعد عملية غرس واكساب الأطفال والناشئة منذ وقت مبكر التوعية المرورية والسلوك المروري المنضبط، مسألة تربوية وسلوكية غاية في الأهمية، فبغض النظر عن كونها مظهراً سلوكياً متحضراً، فانها تمثل بعداً تنموياً راقياً يستطيع من خلاله الطفل أن يكتسب ويتعلم قواعد السير والمرور، وكيفية التعاون والالتزام والانضباط، ويصبح هذا السلوك الذاتي أمراً طبيعياً في الكبر، ولا يكلفه عناءً أو مشقة لأنه اكتسب كثيرا من ثقافة الالتزام والانضباط المروري منذ وقت مبكر في حياته.
ومما لا شك فيه أن المدرسة بمناهجها وأنشطتها اللاصفية، وتعاونها مع الأسرة، والأجهزة المرورية المعنية كفيلة بتحقيق هذه الغاية الإيجابية. فدور المدرسة ورسالتها التربوية والمجتمعية تتعدى بكثير دورها التعليمي، ولابد للبعدين أن يسيرا في تناسق وتوازٍ وتكامل حتى تنهض المؤسسات الأسرية والتربوية والتعليمية في المجتمع بدورها الطموح في الإسهام الإيجابي في عملية التنشئة الاجتماعية.
.. وفي هذا السياق دأبت مدارس أبوظبي على تقديم فعاليات وأنشطة بالتعاون مع مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي لتعزيز البرامج التوعوية التي تستمر على مدار العام الدراسي لرفع مستوى الثقافة المرورية والوقائية بين الطلاب. فقد نظمت مدارس النهضة للبنات «قسم الروضة» فعاليات احتفالية متنوعة خلال المشاركة في أسبوع المرور، وإقامة مظاهر احتفالية توضح دور رجال الشرطة والمرور وعناصر الدفاع المدني ومكافحة الحريق، وتنظيم فعاليات فنية ومسرحية تحاكي أهمية السلامة المرورية، من خلال «الشرطي الصغير»، وكيفية التعامل مع إشارات وقواعد السير والمرور وعبور الطرق، والأساليب الصحيحة للتعامل مع الحافلة المدرسية، والانتظام والانضباط خلال اليوم المدرسي. وشهدت الاحتفالات التي شارك فيها أولياء الأمور ومديرية المرور توزيع الهدايا التشجيعية.
.. في هذا الصدد توضح أمنية السادات، المشرفة العامة على الأنشطة: «إن المقصود بالتوعية المرورية للأطفال، إكسابهم قواعد وتعاليم وأصول وآداب السير والمرور التي تكفل لهم السلامة، إذا تصرفوا واستعملوا الطريق استعمالاً سليماً، فلا يكفي أن يكون مستعملو الطريق على علم بقواعد وآداب السير والمرور، لكن المهم أن يقتنعوا بها وأن يستعملوا الطريق على أساسها. وهكذا فإن نشر الوعي المروري يتطلب أن يكون الأفراد على علم بقواعد وآداب السير والمرور، وأن يقتنعوا بأن هذه القواعد والتعليمات تكفل لهم السلامة والأمان. ويمكن تحقق ذلك عن طريق المدارس والأسرة وأجهزة الإعلام المختلفة، والقيام بحملات التوعية المرورية التي تقوم بها الشرطة وأجهزة المرور، فالسلامة المرورية بمفهومها الواسع تهدف إلى تبني كافة الخطط والبرامج واللوائح المرورية والإجراءات الوقائية للحد من أو منع وقوع الحوادث المرورية ضمانا لسلامة الإنسان وممتلكاته وحفاظا على أمن البلاد ومقوماته البشرية والاقتصادية. وهذا ما نحاول أن نغرسه في نفوس الأطفال من خلال هذه الأنشطة والفعاليات المدرسية في المناسبات المختلفة».
المصدر: أبوظبي