أوباما: المهمة في ليبيا محددة الأهداف
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح أمس، أن المهمة الدولية في ليبيا واضحة ومحددة الأهداف وفي طريقها إلى النجاح، مؤكداً أنها حالت دون سقوط “عدد لا يحصى” من الأبرياء في “حمام دم” توعد به العقيد معمر القذافي، وشدد على أنه يجب محاسبة الزعيم الليبي على ما قام به من أفعال.
من جهته، أعلن السفير الأميركي لدى ليبيا جين كريتز أن بلاده تثق على نحو متزايد في أن المجلس الوطني الانتقالي المعارض يتبع المسار الصحيح لكنها لا تزال غير مستعدة للاعتراف به رسمياً مثلما فعلت فرنسا. وفيما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أمس، أن واشنطن وحلفاءها يدرسون إمكانية تسليم أسلحة إلى المعارضة الليبية، لكن البرتغال التي ترأس لجنة عقوبات الأمم المتحدة ضد النظام الليبي تشككها الليلة قبل الماضية، بشأن إمكانية تعديل الحظر الدولي على الأسلحة ضد طرابلس، للسماح بتسليح المقاومة المناوئة للنظام الحاكم.
وبالتوازي، أفادت إيطاليا بأنها ستقدم خطة خاصة بليبيا خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الاتصال السياسية في لندن بعد غد الثلاثاء حول العملية العسكرية. وبدوره، أعلن ديمتري روجوزين مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو” أمس، أن الأزمة الليبية ستكون ضمن أجندة اجتماع لمجلس روسيا والحلف يعقد في ألمانيا الشهر المقبل، مشدداً على أن أي تدخل البري في ليبيا سيمثل احتلالاً وخروجاً على قرار مجلس الأمن 1973 الذي قنن التدخل الدولي لفرض الحظر الجوي وحماية المدنيين.
وفي كلمته الإذاعية الأسبوعية، قال أوباما الذي يتعرض لضغوط متزايدة لشرح الاستراتيجية الأميركية في ليبيا “لا تنخدعوا! بتحركنا بسرعة توصلنا إلى تفادي كارثة إنسانية وإنقاذ عدد لا يحصى من المدنيين والأبرياء من رجال ونساء وأطفال”. وأضاف أنه عندما يتوعد زعيم مثل القذافي أن يبطش بأبرياء ويهددهم “بحمام دم” وعندما كانت هناك دول مستعدة للتحرك “كان من مصلحتنا القومية أن نتحرك”.
وتابع “إنها مسؤوليتنا” مؤكداً أنه “يمكن لكل أميركي أن يكون فخوراً بما أنقذناه من أرواح في ليبيا”. وأوضح الرئيس الأميركي أن “مهمتنا في ليبيا واضحة ومحددة الأهداف” مذكراً بأن مجلس الأمن قرر فرض حظر جوي لحماية الليبيين من “مزيد من الفظاعات”. وقال “نحن بصدد النجاح في مهمتنا.سحقنا دفاعات ليبيا المضادة للطيران وتوقفت قوات القذافي عن التقدم”.
وخاطب أوباما الأميركيين القلقين من وقوع بلاده في مغامرة عسكرية أجنبية جديدة مشدداً على الأهداف المحددة للعملية التي سيتم نقل مسؤوليتها. وقال إن “الولايات المتحدة لا يجب ولا يمكن أن تتدخل كلما نشبت أزمة في العالم” مكرراً أنه لا ينوي نشر قوات أميركية على الأراضي الليبية. وخاطب أوباما العقيد القذافي مكرراً “يجب الكف عن مهاجمة المدنيين” ودعاه إلى سحب قواته وطالبه “بفتح المجال أمام المساعدة الإنسانية لمن يحتاج إليها”.
وقال إن “المسؤولين عن العنف سيحاسبون”، مؤكداً أن الزعيم الليبي قد “فقد ثقة شعبه وكل شرعية للبقاء في الحكم”. كما أطلع الرئيس الأميركي في وقت متأخر أمس الأول، قادة الكونجرس على الوضع في ليبيا وأعلن أنه سيوجه كلمة إلى الشعب الأميركي تتعلق بليبيا غداً الاثنين، في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن.
وكانت واشنطن بوست نقلت أمس، عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين لم تكشف أسماءهم، أن إدارة أوباما ترى أن الأمم المتحدة التي سمحت بالتدخل الدولي ضد ليبيا تتمتع “بالليونة” الكافية للسماح بتزويد المعارضة الليبية بالأسلحة.
وصرح السفير الأميركي في طرابلس الذي عاد مؤخراً إلى بلده أن مسؤولي الإدارة يجرون مشاورات حول كل الخيارات المتعلقة “بمساعدة ممكنة يمكننا تقديمها بشكل أسلحة قاتلة وغير قاتلة”. وأضافت أن باريس أكدت تأييدها لتدريب وتسليح المتمردين. وكان مصطفى القرياني أحد الناطقين باسم المعارضة، أعلن أن القوات الثوار تشتري أسلحة، لكنه رفض تحديد مصدرها أو أنواع الأسلحة التي يتم شراؤها.
ويسمح حظر الأسلحة على ليبيا بإمكانية الإعفاء من الحظر شريطة موافقة لجنة عقوبات ليبيا والتي تضم كل الدول الخمسة عشر الأعضاء في مجلس الأمن. وقال جوزيه فيليبي مورايس كابرال سفير البرتغال لدى الأمم المتحدة ورئيس اللجنة أن أحداً لم يثر هذه الفكرة معه سواء بشكل رسمي أو غير رسمي. وأبدى تشككه بشأن فكرة الموافقة على نقل أسلحة إلى المقاومة الليبية.
إسناد قيادة مهمة «الناتو» إلى جنرال كندي
أوتاوا (أ ف ب، د ب ا) - أكد مسؤولون كنديون الليلة قبل الماضية، أن جنرالاً من القوات الجوية الكندية سيتولى قيادة مهمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» في ليبيا. وقال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي إن الليفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد، نائب قائد قيادة القوات المشتركة لحلف الناتو في نابولي، كلف برئاسة العملية العسكرية لحلف الأطلسي في ليبيا. ومن المقرر أن يعمل بوتشارد، وهو طيار مقاتل سابق، بالتعاون مع قياداته البحرية والجوية المشتركة لفرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، والقيام بمهمة حماية المدنيين في الجماهيرية. وقال ماكاي في إيجاز صحفي في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، «أعلم أن الليفتنانت جنرال بوتشارد قائد عظيم.. أثق ثقة كبيرة في خبرته».
والجنرال بوتشارد قائد مروحية محنك ارتقى سلم القيادة في سلاح الجو الكندي قبل أن يعمل مع الأميركيين وفي حلف الناتو. وشغل الجنرال الكندي الذي يتحدر من منطقة ساجيني بمقاطعة كيبيك، منذ أكتوبر 2009، منصب الرجل الثاني في قيادة قوات الأطلسي، المتمركزة في نابولي جنوب إيطاليا. ومع رئيسه الآميرال الأميركي صموئيل لوكلير، قاد بوتشارد خصوصاً قوات الحلف في كوسوفو وعملية «اكتيف انديفر» التي أطلقت بعد 11 سبتمبر 2001 وتقضي بالقيام بدوريات في المتوسط لكشف وإحباط النشاطات الإرهابية المحتملة.
المصدر: عواصم