حسام عبدالنبي (دبي)

شكا عملاء بنوك، استهدافهم عبر ترويج المصارف لبطاقات ائتمانية تحت عنوان إتاحة الاسترداد النقدي بنسبة 10% بخلاف الحقيقة، وفوجئوا بحملة ترويجية مكثفة لتلك البطاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد بأن البطاقة تتيح استرداداً نقدياً 10% على المشتريات من السوبرماركت، والرسوم الدراسية، وفواتير المطاعم، والاتصالات.
كما تلقى عدد كبير من المقيمين في الدولة اتصالات هاتفية من قبل موظفي المصارف للتسويق لتلك البطاقات، حيث تضمنت تلك المكالمات عدداً من الأكاذيب، منها التأكيد أن البطاقة مجانية ومن دون رسوم سنوية مدى الحياة.
وقال محمد إبراهيم هلال، الموظف في إحدى الشركات الحكومية، إنه تلقى اتصالاً من موظفة في أحد المصارف بالدولة، تعرض عليه بطاقة تتيح استرداد نقدي بنسبة 10% ومن دون رسوم سنوية فوافق على العرض للاستفادة من نسبة الاسترداد النقدي المرتفعة خاصة على الرسوم الدراسية والسوبر ماركت.

الرسوم السنوية
وأضاف أن موظف المصرف حضر إلى مقر عمله وطلب منه التوقيع على طلب البطاقة، وعندما طلب منه تسليمه ما يفيد بالشروط والأحكام الخاصة بالبطاقة أخبره الموظف أنه جاء من أجل تسلم المستندات فقط، مشيراً إلى أنه اكتشف بعد أن تم إصدار البطاقة له أن الرسوم السنوية تبلغ 299 درهماً، وأن نسبة الاسترداد (صفر) في حال إنفاق نفقات شهرية تقل عن 2500 درهم، كما أن نسبة الاسترداد تبلغ 3% في حال إنفاق مبلغ يراوح بين 2500 إلى 7499 درهماً، في حين أن نسبة الاسترداد النقدي تكون 10% بشرط إنفاق أكثر من 15 ألف درهم شهرياً.
وعلى نفس النهج تعرض هشام البحيري، عميل مصرفي، لمشكلة بسبب تلك البطاقة حيث اكتشف أنه حتى إذا أنفق العميل 15 ألف درهم شهرياً أو ما يزيد على ذلك فإن المصارف الإسلامية تضع حداً أقصى لمبلغ الاسترداد النقدي شهرياً وبواقع 200 درهم لمشتريات بالبطاقة عبر فئات السوبر ماركت والمطاعم والاتصالات، ومبلغ 400 درهم الحد الأقصى لمبلغ الاسترداد النقدي شهرياً لفئة التعليم، منوهاً بأن ذلك الشرط جعل البطاقة تفقد ميزتها حيث كان يعتقد أنه سيحقق وفراً بنسبة 30% في حال سداد الرسوم الدراسية الخاصة بأبنائه الثلاثة.
وأما نيفين مراد، فقالت «إن التضليل عبر البطاقات الائتمانية وصل مداه حيث اكتشفت بعد إصدار بطاقة استرداد نقدي لها أن المصرف الإسلامي يسجل العملاء (تلقائياً) ومن دون إخطارهم في خدمة تعرف بـ(الدرع الائتماني الإسلامي) وهي خدمة تغطية تكافل شاملة مصممة خصيصاً لتغطية الرصيد المستحق على البطاقة مقابل رسوم شهرية، وذلك عند وقوع أحداث غير متوقعة مثل حالات فقدان العمل غير الطوعي، الوفاة نتيجة حادثة أو أي سبب، وكذا العجز الكلي الدائم».
وأشارت إلى أنها اتصلت بالمصرف للاستفسار فأكد لها الموظف أن العميل يحصل على الخدمة تلقائياً ومجاناً بمجرد تسلم البطاقة، وذلك لمدة شهرين من تاريخ إصدار البطاقة وبعد هذه الفترة يتم احتساب رسوم رمزية لاستمرار هذه الخدمة ويمكن إيقافها في أي وقت.

عميل واهم
وتعقيباً على حالات خداع عملاء البنوك قال مصرفي، طلب عدم ذكر اسمه، «إن عملاء البنوك دائماً ما يعتقدون أن البنوك ستمنحهم مزايا وسيحققون منافع ووفورات هائلة من خدمات البنوك من دون مقابل متجاهلين أن البنوك مؤسسات ربحية في المقام الأول».
وأضاف أن العميل الذي يعتقد أن البنك سيمنحه بطاقة برصيد آلاف الدراهم ويحقق من ورائها استرداداً نقدياً بنسبة 10% على مشترياته وكل ذلك بالمجان، هو عميل واهم، فمن أين تغطي البنوك تكاليفها التشغيلية المرتفعة إذا منحت أموالها ومنتجاتها وخدماتها مجاناً، مؤكداً أهمية أن يعرف العميل تفاصيل البطاقة التي سيقتنيها قبل اتخاذ القرار حيث يمكن أن يتم ذلك بسهولة عبر قراءة الشروط والأحكام ومعرفة الرسوم عبر الموقع الإلكتروني للبنك.