أزهار البياتي (الشارقة)

لهذا الموسم الصيفي وانسجاماً مع شهر رمضان المبارك، أطلقت دار نسيم الأندلس المتخصصة في تصميم موضة الأزياء الشرقية الراقية والقفطان المغاربي بمختلف تصنيفاته، باقتها الجديدة للعام 2019، عاكسة من خلالها خصوصية وأناقة عربية الطابع والطراز، مستوحية لها عناصر حضارية لفنون الهندسة المعمارية والزخارف الإسلامية التي تزيّن أبواب، وقباب، وجدران القصور الأندلسية العتيقة في هذه الرقعة الساحرة من البلاد.
والمتابع لبدايات هذه العلامة المتخصصة في رسم القفطان المغربي الفاخر، سيكتشف بلا شك كيف أنه ومنذ انطلاقة مجموعتها الأولى في عاصمة الضباب لندن في العام 2013 وحتى يومنا هذا، واصلت دار نسيم الأندلس مشوارها التصاعدي الناجح في هذا المجال، مروجة من مقرها الرسمي في منامة البحرين لنمطها المترف وطرازها المتميّز لهذا الزي التقليدي وبامتياز، مبتكرة موسماً بعد آخر باقات مدهشة من القفاطين والأثواب عربية الهوية والهوى، تحت إشراف مباشر من المصممتين نبيلة العساوي وهياء الفاضل، واللتين جمعتهما الصداقة قبل العمل، لتبتدعا معاً إيقونات آسرة من أثواب الرفاهية والدلال، ذاع صيتها وانتشر عبر المحيط والخليج.
في تشكيلتها الصيفية لهذا العام حافظت نسيم الأندلس على هويتها التقليدية وأسلوبها المميّز في رسم خطوط القفطان، لتعيد صياغته وفق رؤية كلاسيكية معاصرة، وقصّات أكثر بساطة وأناقة ورقي، بحيث يمنح المرأة التي تتّزين به مزيداً من الخصوصية والحضور، ويجعلها قبلة الأنظار في مختلف المناسبات، وحيث يبرز بوضوح هذا المزيج البديع الذي يجمع بين تراثيات الخليج العربي وبين فنون المغاربة وزخرفتهم الإسلامية المعروفة في هذا المجال، وكأنه انعكاس جميل لكل ما هو حضاري وأصيل، يحمل عبق حكايات المستشرقين وزمن الحرملك والجواري والقصور، حين كانت النساء آنذاك يغلفن بترف الحرير ونعومة الديباج.
عبر هذه المجموعة اعتمدت المصممتان العساوي والفاضل على ابتكار رؤى وأفكار خلاقة في تصميم زي القفطان المغربي، والذي جاء وفق العديد من الصور والأشكال، مترجماً حساً مختلفاً من التراثيات العربية المصاغة بحرفية ومهارة منقطعتي النظير، منسجماً مع القوام بمنتهى الرشاقة والجمال، تميّزه خطوط وقصّات أكثر انسيابية، أنوثة، وراحة، وخامات وأقمشة غاية في الغنى والثراء، برز من بينها لجة من الشيفونات الفرنسية، الحراير الطبيعية، الأورجنزا الإيطالي، والبروكار المزخرف، بالإضافة إلى شفافية الأتوال وهشاشة الدانتيلات، مشغولة يدوية ومحاكة على الوسط والأطراف بخيوط حريرية من البريسم الفاخر وزري معدني يبرق بأطياف الذهب والفضة.
أما لناحية المسطرة اللونية المعتمدة في هذا الموسم، فقد عكست في مضمونها نفحات البهجة والفرح وروح الاحتفال، استقتها نسيم الأندلس من جماليات الطبيعة وعناصر الحياة، مستشرفة من السماء والأرض وعالم الزهور والأشجار إيحاءات ملهمة مفعمة بالطاقة والحضور، بدأتها أولا بشطحات عاجية ولؤلوية وضاءة، ثم ألحقتها بسماوية ضبابية فاترة، مرتقيّة بموجتها شيئاً فشيئاً إلى ظلال أكثر حميمية وشغف، تألق من بينها نبض الزهري الغض، ورونق البنفسجي اليانع، وحيوية الأخضر العشبي، مع ألق معدني ذهبي وفضي يرنو بأطياف النور والضياء.