نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في إرساء معايير فريدة لتعزيز الأداء الحكومي على النحو الذي جعلها مدرسة قائمة بحد ذاتها في هذا المجال تسعى العديد من دول الجوار والعالم إلى الاستفادة منها.
وتتبوأ دولة الإمارات اليوم مكانة عالمية بارزة في مجال الخدمات الحكومية والتي تؤكدها مؤشرات التنافسية الصادرة عن عدة منظمات دولية، حيث باتت اليوم تحتل المركز الأول إقليمياً والسابع عالمياً ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم وذلك حسب تقرير "الكتاب السنوي للتنافسية العالمية" لعام 2018.
وحرصت دولة الإمارات على إنتاج وتبادل المعرفة وتعزيز الشراكات الهادفة إلى تطوير مسيرة العمل الحكومي على المستوى العربي والاقليمي، وذلك من خلال نقل تجربتها الحكومية الناجحة إلى العديد من الدول الشقيقة والصديقة.
وترجمة للعلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2018 اتفاقية تعاون مع جمهورية مصر العربية لتبادل الخبرات والتجارب المهمة والتعاون في مجالات تطوير الخدمات الحكومية.
ونصت الاتفاقية على تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على تطوير التعاون في المجالات التي تشملها، وتعزيز المهارات الحكومية، وتطوير الأداء، وتشجيع الابتكار، وتحقيق التميز، وتأهيل القيادات وبناء القدرات الحكومية.
ودشن البلدان في أبريل من العام نفسه شراكة استراتيجية لتطوير الأداء الحكومي في مصر، بما يسهم في تحقيق استراتيجية مصر 2030، تشمل الأداء والتميز الحكومي، والقدرات الحكومية، والخدمات الذكية، والمسرّعات الحكومية.
واتفق الطرفان على تدريب 1000 موظف مصري على التميز الحكومي وعقد أكثر من 50 ورشة عمل، للتعريف بمنظومة التميز الحكومي في مختلف المؤسسات الحكومية وتدريب واعتماد مستشارين ومقيمين لدعم جائزة مصر للتميز الحكومي، بالإضافة إلى توفير تدريب أكاديمي تطبيقي للنخبة من موظفي الحكومة في مجال التميز والحصول على دبلوم التميز الحكومي، وكذلك عقد جلسات قيادية، يستعرض فيها متحدثون إماراتيون التوجهات الحكومية المستقبلية.
وبدعم ومشاركة من حكومة دولة الإمارات استضافت القاهرة في 30 يوليو الماضي فعاليات مؤتمر " مصر للتميز الحكومي 2018" الذي مثل الحدث الأول من نوعه في مصر لتحديث الأداء الحكومي وذلك تفعيلاً للشراكة الاستراتيجية وتبادل الخبرات بين دولة الإمارات ومصر بهدف بناء نموذج إداري عربي.
وتناول المؤتمر - الذي جاء في إطار عمل شامل لنقل التجربة الإماراتية الناجحة لمصر - ثلاثة محاور رئيسية في العمل الحكومي هي : الأداء والكفاءة والتميز الحكومي والقدرات الحكومية والخدمات الذكية.
وفي مارس الماضي، اختتمت وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل ووزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري في جمهورية مصر العربية، البرنامج التدريبي لبناء قدرات الموظفين الحكوميين، الذي تم تنظيمه في القاهرة، واستقطب 500 منتسب من موظفي الوزارات والجهات الحكومية المصرية.
وعلى الصعيد العربي أيضا، شهد شهر يونيو من عام 2018 توقيع اتفاقية تعاون بين حكومتي الإمارات والمملكة الأردنية الشقيقة، لتحديث الأداء الحكومي في المملكة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وتهدف الاتفاقية إلى بناء شراكة دائمة مع الحكومة الأردنية قائمة على تقديم خلاصة التجربة الإماراتية الرائدة والمتميزة في العمل الحكومي المؤسسي؛ بما يسهم في الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي وتفعيلها في الأردن، وبما يعمل على تحقيق قفزة نوعية في الأداء ويسهم في تسريع الإنتاج وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض وفقاً للمؤشرات المحددة.
وتشمل الاتفاقية الموقعة عدة محاور تركز على تبادل المعرفة والاستفادة من الخبرات المتبادلة والأدلة والنماذج التطويرية في العمل الحكومي، إلى جانب تطبيق أفضل الممارسات في الخدمات الحكومية والخدمات الذكية والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء القيادات والقدرات.
دولياً.. وقعت حكومة الإمارات اتفاقية تهدف إلى تطوير العمل الحكومي في أوزبكستان ، نظمت بموجبها سلسلة من ورش العمل التدريبية التي شملت المسرعات الحكومية، والجودة الحكومية، والخدمات الحكومية، والتطبيقات الحكومية الذكية، والاستراتيجية والخطط الوطنية، وجودة الأداء الحكومي، والابتكار الحكومي، وبرامج القيادات، والبرمجة، ومستقبل التعليم والاقتصاد، والتنافسية العالمية وسهولة ممارسة الأعمال، وغيرها من المجالات.
وفي 7 مايو الماضي عقدت فرق العمل المشتركة بين حكومتي الدولتين سلسلة من الاجتماعات لمناقشة 17 مجالاً للشراكة في تحديث وتطوير العمل الحكومي، والإعداد لإطلاق 57 مبادرة للتعاون المشترك خلال العام الحالي، بما يدعم ترسيخ نموذج عمل يسهم في إيجاد حلول للتحديات المستقبلية التي تواجه منظومة العمل الحكومي في أوزبكستان.