تحرير الأمير (دبي)

قال اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي: «إن حملة «كافح التسول» تستهدف وأد هذه الظاهرة عبر تنمية الثقافة الأمنية لدى أفراد الجمهور، وتنويرهم بخطورة التجاوب مع المتسولين، والتصدي لها من الأجهزة المختصة بكل حزم باعتبارها مظهراً غير حضاري للدولة، كما أن بعض عمليات التسول تقترن بجرائم، كالسرقة والاعتداء وغيرها.
وأضاف لـ (الاتحاد): أن حملة «كافح التسول» التي تنظمها شرطة دبي سنوياً قبيل شهر رمضان الفضيل، وتستمر حتى نهاية عيد الفطر، ساهمت في خفض مؤشر أعداد المتسولين نظراً للإجراءات الحازمة بحق المتسولين المضبوطين وترحيلهم، مؤكداً أن الإمارات من الدول السباقة لفعل الخير ومساعدة المعوزين في شتى بقاع الأرض، وأن الجمعيات الخيرية لا تتوانى عن مد يد العون للمحتاجين، وبإمكان أي (محتاج) اللجوء إلى تلك الجمعيات للحصول على المساعدات رافضا بشكل قطعي التسول في الأماكن العامة، حيث إن هذا الفعل يعرض صاحبه للمساءلة القانونية التي تصل للحبس شهرا والإبعاد الإداري مع بصمة عين ومصادرة الأموال التي بحوزته.
ووفق إحصاءات شرطة دبي، نجحت الحملة في شهر رمضان الماضي بضبط 243 متسولاً ومتسولة من جنسيات مختلفة، من بينهم 136 رجلاً و107 إناث، ومنهم 195 قدموا إلى الدولة بتأشيرات زيارة أي ما نسبته 80%، فيما ضبطت حملة كافح التسول خلال العام الماضي 2018 (781 ) شخصاً في عدة أماكن متفرقة في دبي بالأخص في المراكز التجارية والأسواق والمساجد، بينما اختفت ظاهرة التسول في الشقق والأماكن السكنية في دبي بشكل كامل.
وضبطت الحملة على مدار العام خلال العام 2017 الأسبق 653 متسولاً و1021 متسولاً في 2016، مقابل 1405 متسولين عام 2015، مرجعاً الانخفاض في المؤشر إلى جهود مشتركة من شرطة دبي وبلدية دبي، والإدارة العامة للإقامة، وهيئة تنمية المجتمع، ودائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف.
وذكر أن شرطة دبي اتبعت منذ العام الماضي استراتيجية لتحليل أماكن تجمع المتسولين أسبوعياً، من خلال خريطة ضوئية بالألوان الأخضر والبرتقالي والأحمر، فإذا كانت المنطقة خضراء فهذا يعني ندرتهم فيها، لكن إذا كانت برتقالية فهذا يعني أنها منطقة على وشك أن تصبح ساخنة فتنشر بها دوريتا شرطة تابعتان للحملة، وإذا كانت المنطقة حمراء فهذا يعني أنها ساخنة، وتنشر بها خمس دوريات على الأقل موضحا أن تواصل أفراد المجتمع على الرقم المجاني 901 وأيضا عبر أرقام مراكز الشرطة أو تطبيق الشرطة هو (الحل الأفضل والأمثل) للقضاء التام على هذه الظاهرة الموسمية التي تحاول تشويه الشهر الفضيل ولكن شرطة دبي لها بالمرصاد لتحقيق صفر متسول في دبي.
وأكد أن ملاحقة المتسولين تتواصل طوال العام، لكنها تنشط في شهر رمضان، وأن المتسولين المضبوطين معظمهم قدموا بتأشيرات زيارة أو تسلل، وينتمون إلى جنسيات دول آسيوية، إضافة إلى متسولين من جنسيات عربية، فضلاً عن وجود أسر بأكملها تمتهن التسول مقروناً باستغلال محزن للأطفال.
وفي حالة القبض على أي متسول قال: يتم تسجيل بلاغ، وإذا تبين أن الحالة إنسانية يتم توجيهه مباشرة إلى الجمعيات الخيرية وفي حال ثبوت عكس ذلك يتم إحالة المقيمين إلى النيابة العامة مباشرة، وإبعاد المتسللين والمخالفين والزائرين عن الدولة.
وعن آلية مكافحة التسول التي تتبعها شرطة دبي أفاد المنصوري بأنه يتم تقسيم المدينة إلى قطاعات يشرف عليها ضباط يتم ربطهم مع (مركز الاتصال)، ليتم ضبط المتهمين فضلاً عن وجود دوريات تجوب الأماكن وعناصر من الشرطة النسائية يتواجدن داخل المراكز التجارية بالزي المدني، لضبط أي حالة تسول على الفور، إلى جانب استغلال منظومة (عيون) أيضا بكاميراتها التي ستضبط أي حالات مشبوهة.