توقع خبراء في التمويل الإسلامي تضاعف أصول المصارف الإسلامية بحلول عام 2015 لتصل الى تريليوني دولار مقارنة مع أصول حالية تديرها هذه المصارف تقدر بنحو تريليون دولار. ورجح مشاركون في جلسات اليوم الثاني من منتدى التمويل الإسلامي العالمي المنعقد حاليا في دبي أن تواصل أسوق التمويل الإسلامي نموها بمعدلات تتراوح بين 15 و20% سنويا نتيجة تزايد الاقبال على منتجات التمويل المتوافقة مع احكام الشريعة الإسلامية. واعتبر هؤلاء أن انخفاض مستوى المخاطرة في التمويل الإسلامي مقارنة بالتمويل التقليدي إضافة الى اقبال العديد من العملاء غير المسلمين على الخدمات التي تطرحها المصارف الإسلامية لتوافقها مع متطلباتهم، من شأنه ان يعزز نمو الصناعة خلال السنوات المقبلة. وقال رشيدي صديقي المدير العالمي للتمويل الإسلامي طومسون رويترز والذي ترأس الجلسة الأولى للمنتدى بعنوان “ آفاق المناخ الاستثماري في منطقة الخليج في عام 2010 “ إن المصارف الإسلامية مرشحة لتدير أصولا تقدر بنحو تريليوني دولار خلال الثلاث الى خمس سنوات المقبلة. الصيرفية الإسلامية وأكد أن ادوات الصيرفية الإسلامية ستكون أكثر نشاطا خلال الفترة القادمة خاصة ادوات التمويل الإسلامي والتي برهنت تداعيات الأزمة المالية على انخفاض مستوى المخاطرة فيها مقارنة مع مثيلاتها التقليدية نظرا لاستنادها على مبادئ الشريعة الاسلامية على الرغم من تجنيب المصارف الاسلامية خلال الاشهر الستة الماضية لمخصصات نتيجة الانكشاف على العقار ولكنها تظل اقل بكثير من المخصصات التي جنبتها المصارف التقليدية . ومن جانبه استعرض نجوجونا ندونجو محافظ البنك المركزي الكيني تجربة الصيرفية الإسلامية في كينيا مؤكدا أن الصيرفية الاسلامية في كينيا لا تقتصر على المسلمين فقط بل وجدت طريقها الى الفئات غير المسلمة ايضا، مشيرا الى أن سوق الصيرفية الاسلامية في كينيا في تزايد مستمر. وأوضح أن المنتجات الإسلامية والتي تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية تجد رواجاً كبيراً كالصكوك مثلا حيث اتجهت المؤسسات المالية الإسلامية أو غير الإسلامية الى تفضيل طرح الصكوك للحصول على السيولة بدلا من السندات. ومن جانبه قال رائد شرف الدين النائب الأول لمحافظ مصرف لبنان ان تجربة الصيرفية الإسلامية في لبنان تختلف عن مثيلاتها في أي دولة اخرى نظرا لطبيعة المجتمع اللبناني. واوضح ان تجربة الصيرفية الإسلامية في لبنان بدأت خلال عام 2004 ووجدت اقبالا كبيرا، مشيرا الى انه ووفقا لميزانيات البنوك اللبنانية خلال الربع من العام الجاري فان حجم الأصول بلغ 120 مليار دولار منها 1.5 مليار دولار أصول أربعة مصارف اسلامية. توافر السيولة ولفت الى ان النظام المصرفي اللبناني ليس لديه أي اهتمام حاليا بطرح صكوك نظرا لتوافر السيولة في النظام المصرفي اللبناني حيث نمت الودائع البنكية في 2009 بنسبة 24 % في الوقت الذي عانت منه المصارف العالمية من شح في السيولة وذلك لسببين رئيسيين اولهما زيادة الثقة في الليرة اللبنانية اضافة الى زيادة معدل الفائدة عليها والتي تبلغ 6 % مقارنة مع الفائدة على الدولار والتي تبلغ 4%. ولفت ان المصرف المركزي اللبناني سعى لجمع هذه السيولة عبر طرق عده منها اصدار شهادات الايداع وغيرها وذلك للحفاظ على نسبة التضخم والبالغة 4%. ولفت الى ان المصارف الإسلامية يجب ان تتحرك بفاعلية اكثر لتصل الى شريحة اوسع من المستهلكين بابتكار سلع وخدمات وسلع مصرفية جديدة كليا. واوضح ان الصيرفية الإسلامية في لبنان تسعى الى الاستفادة من الخبرات المصرفية العريقة في منطقة الخليج، مشيرا الى ان انكشاف المصارف اللبنانية على منطقة الخليج في حدود ضيقة جدا، مضيفا ان المصارف اللبنانية تفضل التوسع داخليا وليس خارجيا. وبدوره قال محمد رازيف عبد القادر نائب محافظ البنك المركزي في ماليزيا ان تجربة ماليزيا في الصيرفية الاسلامية هي تجربة فريدة من نوعها مؤكدا ان ماليزيا تجتهد لنشر تجربتها المصرفية الى أي دولة تطلب ذلك سواء في افريقيا او أي مكان آخر لاننا معتقدين انه كلما اتسع السوق عمت الفائدة على الجميع وزادت الخبرات والمنتجات التي تصب بشكل او بآخر في مصلحة الجميع.