أحمد مراد (القاهرة)
أُمامة بنت أبي العاص بن ربيع بن عبد مناف، ابنة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدتها لأمها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
ولدت أمامة بعد هجرة النبي إلى المدينة المنورة، قبل وفاة أمها في سنة 8 هجرية بفترة قصيرة، فتربت في بيت النبوة، وتعلَّمت من النبي وأمهات المؤمنين تعاليم ومبادئ الإسلام منذ طفولتها المبكرة، وقد وعت كتاب الله وحفظته، نهلت من علم جدها صلى الله عليه وسلم، وحرص النبي على أن يعوضها فقدان أمها بالحب والحنان.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب «أُمامة» ويحنو عليها كثيراً، يرى فيها ابنته الراحلة زينب، يقربها منه، ويخصها بالهدايا، روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جزع - خرز - ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات كلهن في بيت، وأُمامة بنت زينب بنت رسول الله جارية صغيرة تلعب في جانب البيت بالتراب، فقال صلى الله عليه وسلم: كيف ترين هذه؟، فنظرن إليها فقلن: يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب، فقال النبي: أرددنها إليَّ، فلما أخذها قال: والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إليَّ، قالت عائشة: فأظلمت على الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن، فأقبل حتى وضعها في رقبة أمامة بنت العاص.
وروت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النجاشي أهدى النبي صلى عليه وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشي فأعطاه أُمامة بنت العاص، كما كان النبي لا يطيق فراق أمامة، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى ذات مرة وهو يحملها، فإذا سجد وضعها، قال أبو قتادة رضي الله عنه: بينما نحن ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر وقد دعاه بلال للصلاة إذ خرج علينا وأُمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عنقه، فقام رسول الله في مصلاه، وقمنا خلفه وهي في مكانه الذي هو فيه، فكبر فكبرنا، حتى إذا أراد رسول الله أن يركع فوضعها ثم ركع وسجد، حتى إذا فرغ من سجوده، ثم قام أخذها فردها في مكانها، فما زال رسول الله يصنع بها ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صلاته.
في سنة 12 هجرية مات أبوها أبو العاص بن الربيع، فأوصى بابنته الزبير بن العوام وكان ابن خاله، فزوجها عليا بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها التي كانت أوصت عليا بأن يتزوجها فتزوجها علي، وكان رضي الله عنه قال لها لما حضرته الوفاة: إن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيراً، فلما انقضت عدتها خطبها معاوية بن أبي سفيان لنفسه، فأرسلت أمامة إلى المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب: إن كان لك بنا حاجة فأقبل، فتقدم المغيرة وخطبها من الحسن بن علي، فتزوجها، وأقامت معه حتى توفيت.