هناء الحمادي (الشارقة)

رمضان في حياة أصحاب الهمم له طابع مختلف، فهم يعيشون الشهر بكل جمالياته الروحانية من العبادة والصوم وأداء الفرائض والمشاركة في المبادرات الخيرية، ومنهم مريم الزرعوني، التي تعاني «إعاقة بصرية»، وهي طالبة تدرس علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة.
وتقول: «رغم انشغالنا طوال العام بأمور الحياة من إنجاز متطلبات الدراسة الأكاديمية في الجامعة والكثير من المهام والواجبات الأسرية، إلا أنني أنظم وقتي بين المذاكرة، استعداداً للامتحانات النهائية وبين قراءة القرآن الذي له رونق مختلف في حياتي،، وقد استطعت خلال شهر رمضان في مسابقات عدة، منها مركز نور بنت سلطان لتحفيظ القرآن، فرغم إعاقتي البصرية، فإن التحدي والإصرار هما الدافع نحو التميز وحصد الجوائز في المسابقات الماضية التي شاركت بها.
وتضيف «الجانب الإيماني وتهافت الكثير من النساء لأداء صلاة التراويح من أجل الثواب والأجر، يشعرني بأهمية هذا التجمع الإيماني من أجل التقرب إلى الله بالعبادة، في أجمل ليالي رمضان خاصة خلال العشر الأواخر، مشيرة إلى أن التجمع على المائدة كفيل بتجسيد نصيب وافر من الإيجابيات والسمات الأسرية الحميدة، فشهر رمضان يجسد في كل طقوسه، فرصة كبيرة لتعزيز التواصل وتعميق العلاقات الأسرية والعائلية، لذا يجب الحفاظ على نسق الإفطار الجماعي بين الأسر، وذلك من أجل تعزيز ملامح التواصل وصلة الرحم، وهذا ما أطبقة طوال الثلاثين يوماً في رمضان مع أفراد أسرتي.
بعد الانتهاء من الجامعة غالباً ما أخصص وقتي لمساعدة والدتي في إعداد الكثير من الأطباق الرمضانية التي تتعدد بالأصناف والمذاقات على المائدة الإماراتية من الهريس، واللقيمات، والثريد، والسقو، والشوربة، والعصائر، مؤكدة «كم هو جميل حين يجتمع الجميع على تلك المائدة الرمضانية التي تفوح منها رائحة الأكلات الشعبية التي لا نراها إلا في شهر الخير رمضان».
وتخصص مريم بعض وقتها للمساهمة في مبادرات إنسانية، وتحفيز الآخرين على المشاركة في العمل التطوعي، واستثمار شهر رمضان في الأعمال الخيرية، التي ترسم البسمة على الوجوه وتصفي فالجميل في هذا العمل التطوعي هو رسم الابتسامة على وجوه الناس، وزرع روح التعاون وفريق العمل، وحسن استغلال وقت الفراغ في خدمة الوطن والمجتمع.