البندقية (وام)

افتتحت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أمس، الجناح الوطني لدولة الإمارات المُقام ضمن فعاليات الدورة الـ58 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية. ويستضيف هذا المعرض العمل الفني التجهيزي «عبور»، وهو تجربة جديدة غامرة ومصوّرة تعرض قصتين منفصلتين في آنٍ واحد على قناتي فيديو وعلى 12 قناة صوتية، مدته 26 دقيقة، من إبداع الشاعرة والمخرجة السينمائية والفنانة نجوم الغانم.
وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في كلمتها الرئيسية بمناسبة افتتاح جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية أن مشاركة الدولة في البينالي بدأت في عام 2009، ومنذ ذلك نمت وازدهرت مشاركة الإمارات طوال الأعوام السابقة بما يؤكد التزام دولة الإمارات بدعم التبادل الثقافي والإبداعي على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن جناح الإمارات يبرز التراث الثقافي الغني الذي تطور بشكل مطرد في الدولة، ويعد بينالي البندقية منصة مثالية لنسرد قصتنا للعالم.
وقالت نورة الكعبي: إن التفكير المبتكر والدبلوماسية الثقافية هي قيم متجذرة في دولة الإمارات رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجتمع الإمارات، إذ جعل الابتكار والتسامح أسساً قام عليها اتحاد دولتنا. ففي عام 1970 وخلال السنوات الأولى لحكم الشيخ زايد، وجه بمشاركة إمارة أبوظبي في إكسبو اليابان إلى جانب عدد من الدول العالمية الأخرى، وهو تفكير سابق لعصره، ينبع من من قناعته بأهمية عرض الثقافة المحلية الغنية أمام العالم».

وأشارت إلى أن هذه القناعة قادت إلى تأسيس متحف العين، أقدم متحف في الإمارات، والذي يعد رمزاً تاريخياً للثقافة الإماراتية. لقد أُنشئت دولتنا على فلسفة بأهمية الحفاظ على التاريخ والتراث والثقافة باعتبارها حقا للأجيال القادمة، ونسعى جاهدين لمواصلة الحفاظ على هذا الإرث.
وأضافت الكعبي: تعتبر هذه المشاركة التاسعة على التوالي لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية والنسخة السادسة من الجناح الوطني لدولة الإمارات في المعرض الدولي للفنون. يجمع بينالي البندقية هذا العام أكثر من 90 جناحًا وطنيًا تحت عنوان «قد تعيش في أوقات مثيرة للاهتمام» ليمثل هذا المحفل الإبداعي منارة إلهام تبرز إنسانيتنا المشتركة، خصوصاً أن موضوع الدورة الحالي يرتبط مباشرة بعام التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة ويدعم مد جسور التواصل لتجاوز الحدود حيث يمكننا العمل معًا بشكل تعاوني لدعم تحقيق تنمية مستدامة.
وأوضحت نورة الكعبي أن الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام يعكس رسالة الثقافات المشتركة، معبرة عن فخرها بالعمل الفني «عبور» الذي أعدته الشاعرة والفنانة نجوم الغانم للجناح الوطني والذي تم تصويره في دولة الإمارات والبندقية بالتعاون مع القيمين الفنيين للجناح الوطني: سام بردويل وتيل فلرات.
وختمت نورة الكعبي تصريحها بالتأكيد على أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تحرص على تقديم القصص المتميزة من خلال إمدادهم بمنصة للتعبير، وتهتم بتوثيق تلك القصص في إصداراتها المتنوعة.
بدورها، قالت أنجيلا مجلي، المدير التنفيذي لدى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان: «تتمتع نجوم الغانم بحس فني عالٍ وقوّة إبداعية مثيرة للاهتمام في سرد القصص عبر مزيج من الكلمات والصور، وهو ما يتجسّد جلياً في أعمالها الفنية عبر مختلف التخصصات الإبداعية. وتقدم الغانم في معرض الجناح الوطني تجربة مصوّرة غامرة تنسجم تماماً مع مفهوم التقييم الفني الذي يتناوله بينالي البندقية هذا العام تحت شعار «لتحيوا في أزمنة مثيرة للاهتمام»، حيث تظهر الغانم الظروف الإنسانية من خلال قصّة موضوعية متباينة تحمل بعداً عاماً وطابعاً شخصياً عميقاً».
ويُعد المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية أحد أبرز الفعاليات العالمية في الأجندة الثقافية ويشارك به أكثر من 90 دولةً، وقد شهد خلال دورته السابقة حضور ما يزيد على 600 ألف زائر.
يشار إلى أن الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية يهدف إلى دعم ممارسات الفنون والعمارة في دولة الإمارات، من خلال المشاركة في بينالي البندقية وخلق حوار ثقافي بنّاء بين دولة الإمارات والمجتمع الدولي.
وتتولى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان مهام المفوّض الرسمي للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية بدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.
وتسعى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان إلى «الاستثمار في مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الاستثمار في العنصر البشري». ولتحقيق هذا الهدف تعمل المؤسسة لتطوير ودعم المبادرات المميزة في مجالات التعليم والفنون والثقافة والتراث والصحة.

زايد بن سلطان بن خليفة: «عبور» يعكس ثراء الثقافة المحلية
عبر الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، عن اعتزازه بمشاركة الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في «بينالي البندقية» للمرة العاشرة على التوالي، من خلال العمل الفني «عبور» بما يعكس المحتوى الغني الذي تزخر به الثقافة المحلية في الدولة، ويسهم في إطلاع الجمهور العالمي على إبداعات الكوادر الوطنية وأهم الأعمال والمبادرات المميزة في مجالات التعليم والفنون والثقافة والتراث والصحة.

وزير الثقافة السعودي.. شكراً
في تغريدة لها، عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: نشكر سمو الأمير بندر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي، على زيارته الجناح الوطني لدولة الإمارات.. شرفتنا ونورتنا.