صوت مجلس محافظة التأميم وكبرى مدنها كركوك أمس على قبول استقالة المحافظ عبدالرحمن مصطفى ورئيس مجلس المحافظة رزكار علي اللذين تقدما باستقالتيهما الأسبوع الماضي، في خطوة وصفها معارضون سياسيون بأنها محاولة لتهدئة الاستياء العام تجاه الحزبين الكرديين. في حين حمل محافظ نينوى أثيل النجيفي، رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية عدم تلبية مطالب المتظاهرين في المحافظات العراقية عامة ومحافظة نينوى بشكل خاص، ونفت المقاومة العراقية إلقاء 5 من فصائلها السلاح والانضمام للعملية السياسية. وأبلغ محافظ كركوك عبدالرحمن مصطفى رويترز إنه قدم استقالته لأسباب شخصية ولأن سلطاته كانت أضعف من أن تكون ذات فاعلية، مضيفا أنه لم يكن هناك ضغط سياسي عليه من أي حزب. غير أن نائبه راكان سعيد وهو عربي قال إن رحيله جاء نتيجة للخلافات السياسية داخل الأحزاب الكردية. وأضاف أنه يعتقد أن الاستقالة جاءت نتيجة ضغوط سياسية داخلية وليس نتيجة مطالب شعبية. وقال محمد خليل وهو عضو عربي في مجلس المحافظة إن المحافظ سيستبدل على الأرجح بآخر كردي، لكن رئيس مجلس المحافظة سيستبدل بأحد أفراد الأقلية التركمانية. وقال إن الهدف من وراء استقالة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة هو كسر حدة الانتقادات التي توجه لسلطة الزعماء الأكراد. وأضاف أن سبب الاستقالتين سياسي ومدبر من جانب الأحزاب الكردية من أجل تهدئة الوضع. وفي نينوى قال محافظها أثيل النجيفي، إن المالكي لم يستجب لأي مطلب من المطالب التي قدمت إليه من المجالس المحلية وتحديدا مجلس نينوى. وأضاف أن هناك مطالب بسيطة كان المتظاهرون طالبوا بها وطرحت على طاولة المالكي، وهي ليست من ضمن المطالب التي ستنفذ في 100 يوم المهلة التي وعد بها المالكي، لأنها مطالب تكررت منذ أكثر من عام. ويتوقع أن يشهد اليوم الجمعة تظاهرات دعت إليها منظمات إنسانية وحقوقية ومجموعات من الشباب على موقع فيس بوك، كما دعت للتظاهر بمناسبة ذكرى اجتياح القوات الأجنبية العراق عام 2003، فيما طالب المعتصمون في ساحة السراي بمحافظة السليمانية بالتحقيق في الاعتداءات التي تعرضوا لها الثلاثاء على يد قوات الأمن الكردية (الأسايش). من جانبها نفت “جبهة الجهاد والتغيير” وهي إحدى فصائل المقاومة العراقية مانسب لخمسة من فصائلها تخليها عن السلاح والانضمام للعملية السياسية. وأكدت الجبهة في بيانها “أن هذا الإعلان هو دليل على إفلاس حكومة المالكي وتخبطها، ونعلن بأن هذا الموضوع لا يعنينا من قريب ولا من بعيد”.