9811 قتيلاً و17541 مفقوداً في كارثة اليابان
بلغت حصيلة ضحايا الزلزال والتسونامي المدمرين اللذين ضربا اليابان في 11 مارس أكثر من 27 ألف قتيل ومفقود في شمال شرق البلاد، وفقا لآخر حصيلة وضعت أمس بعد نحو أسبوعين من هذه الكارثة. فيما تستمر مهمة تبريد مفاعلات محطة فوكوشيما الحساسة والخطيرة، في الوقت الذي أعيد فيه التيار الكهربائي جزئيا الى قاعة مراقبة المفاعل رقم 1 لكن نظام التبريد فيها لم يشتغل بعد.
وأعلنت الشرطة اليابانية مساء أمس أنه تم إحصاء 9811 قتيلا وإعلان 17541 رسميا في عداد المفقودين مشيرة إلى ان هذه الحصيلة يمكن أن ترتفع أكثر. من جهة أخرى أصيب 2779 شخصا في حين أصبح مئات الآلاف بلا مأوى.
في هذه الأثناء، انضمت أستراليا وكندا وروسيا إلى لائحة الدول التي ترفض استيراد منتجات طازجة من منطقة محطة فوكوشيما النووية، حيث أعيد التيار الكهربائي جزئيا وهو شرط لا بد من توافره لاستئناف عمل أنظمة تبريد المفاعلات.
وبعد حوالي أسبوعين من وقوع أسوأ كارثة طبيعية تضرب اليابان، تثير آثار الإشعاعات على السلسلة الغذائية والمياه القلق في اليابان والعالم على حد سواء. وحظرت الحكومة اليابانية بيع بعض الخضراوات والحليب الطازج في أربع مناطق على الأقل قريبة من فوكوشيما بعد رصد مستوى غير طبيعي من المواد الإشعاعية، كما ستعزز المراقبة في ست مناطق أخرى قريبة من طوكيو. وكثفت وزارة الصحة عمليات مراقبة الأسماك والرخويات التي يتم صيدها على طول السواحل بعد رصد مواد مشعة في مياه البحر قرب المحطة.
وتراجعت أسعار ثمار البحر في تسوكيجي أكبر سوق أسماك في العالم في خليج طوكيو، إلا أن أسعار الأعشاب البحرية التي تستخدم خصوصاً في إعداد الحساء والسلطة سترتفع، إذ إن بائعي الجملة سيشترونها من مناطق أخرى.
وقال تاجر الأعشاب البحرية كنيشيرو سايتو “نعلم أننا لن نستطيع تناولها في المناطق المنكوبة قبل عامين أو ثلاثة أعوام”، وأضاف “نشتريها من هوكايدو (اقصى الشمال) بأسعار مرتفعة”. إلا أن المستهلكين يتوخون الحذر.
وقال كيوكو توبيتا (65 عاما) “عندما نتسوق بأنفسنا يمكننا الاختيار، لكن عندما نقصد مطعما لا نعلم من أين أتوا بالمنتجات”، معتبرا التصريحات الرسمية المطمئنة “شديدة التفاؤل نظرا إلى خطورة الوضع”.
وبعد الولايات المتحدة وفرنسا جاء دور هونج كونج وأستراليا وكندا وروسيا وسنغافورة للإعلان اتخاذ تدابير حظر أو فرض قيود على استيراد المنتجات اليابانية الطازجة من مناطق قربية من محطة فوكوشيما.
من جهتها، أعلنت السلطات السويدية المكلفة بمراقبة الإشعاعات أن المستوى الإشعاعي الذي رصد في السويد بعد وصول سحابة دخان انبعثت من محطة فوكوشيما “ضئيل جدا ولا يشكل أي خطر على الإنسان والبيئة”، كما تبين أن المياه أيضا ملوثة.
وأمس تراجع مستوى اليود ورفعت السلطات توصياتها، إلا أن بلدية المدينة استمرت في توزيع 1,5 لتر من المياه المعدنية لكل رضيع لم يبلغ عامه الأول على 80 ألف أسرة. كما نصحت 12 منطقة في شيبا وايباراكي قرب العاصمة بعدم تقديم مياه الصنابير للرضع. وخصصت شبكات التلفزيون برامجها صباح أمس للإجابة على أسئلة الأهالي القلقين من استخدام المياه للاستحمام أو لغسل ملابس الرضع، وقالت كازوكو هارا (39 سنة) التي أتت الى مقر بلدية بونكيو للحصول على زجاجات مياه لطفلتها وهي في شهرها الثالث “لم أعد أعلم ما علي فعله”. وأضافت “بدأ الخبراء يقولون ألا سبب للهلع، وهدأ ذلك من روعي، لكن عندما أرى الناس يتهافتون إلى المحال ويشترون كميات كبيرة من المنتجات أصاب مجددا بالذعر”.
وفي موازاة ذلك تستمر مهمة تبريد مفاعلات محطة فوكوشيما الحساسة والخطيرة، واستأنف الموظفون عمليات رش المياه على المفاعل رقم 3 حيث أعيد التيار الكهربائي إلى قاعة المراقبة، وأعيد التيار الكهربائي جزئيا أمس الى قاعة مراقبة المفاعل رقم 1 لكن نظام التبريد فيها لم يشتغل بعد. وأصيب ثلاثة تقنيين بالإشعاعات نقل اثنان منهم إلى المستشفى بعد تعرضهما لمستوى اشعاعات مرتفع، وفي محطة فوكوشيما رقم 1 ستة مفاعلات انقطع عنها التيار الكهربائي بسبب الزلزال الذي أعقبه تسونامي وأدى ذلك إلى تعطيل نظام تبريد الوقود، وفي شمال شرق اليابان الذي تضربه موجة برد مع تساقط الثلوج لا يزال المسعفون يدفنون مئات الجثث بعد تعرف الأسر عليها دون التمكن من احراقها لعدم توافر الوقود.
المصدر: طوكيو