أحمد مراد (القاهرة)

هو وجيه صبحي باقي سليمان، المعروف بـ «البابا تواضروس الثاني» بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ولد بالمنصورة - في دلتا مصر - في الرابع من شهر نوفمبر العام 1952، ونشأ في أسرة متوسطة، حيث كان والده مهندسا في هيئة المساحة المصرية.
التحق البابا تواضروس الثاني بكلية الصيدلة في جامعة الإسكندرية، وحصل على بكالوريوس الصيدلة العام 1975، بعدها التحق بالكلية الإكليركية، وتدرج في المواقع القيادية داخل الكنيسة المصرية، حتى تم ترشيحه ليكون خليفة البابا شنودة الثالث هو وأربعة آخرون من كبار القساوسة في مصر، وفاز بمنصب البابا عن طريق القرعة الهيكلية في الرابع من شهر نوفمبر العام 2012.
عُرف البابا تواضروس الثاني بحديثه الطيب عن الإسلام والمسلمين، ولا يفوت مناسبة دينية أو غير دينية إلا ويشيد فيها بسماحة الإسلام واعتداله، وبعده عن العنف والتطرف، ودوره العظيم في التاريخ الإنساني، وفي الوقت نفسه أعرب في أكثر من مناسبة عن رفضه القاطع لما يروج ضد الدين الحنيف من افتراءات وأباطيل في الدول الغربية.
وجاءت أبرز وأهم شهادات البابا تواضروس الثاني المنصفة للدين الإسلامي خلال حديثه لإحدى الفضائيات المصرية، وفيه قال: «إن الدين الإسلامي دين معتدل مثل نهر النيل العظيم، وطبيعته ليس لها علاقة بالعنف أو الشر، نحن نأخذ من نهر النيل المياه والاعتدالية، والإسلام أخذ منه الاعتدالية».
ومع توالي العمليات الإرهابية التي شنها تنظيم «داعش» الإرهابي في السنوات الماضية، خرج البابا تواضروس الثاني، في أكثر من مناسبة ليدافع عن الدين الإسلامي الحنيف، ويدحض الدعاوى الباطلة التي ترددها بعض القوى الغربية، حيث قال في أحد لقاءاته: «الإسلام بريء من تنظيم «داعش».
وخلال زياراته الخارجية، اعتاد البابا تواضروس الحديث عن العلاقة الطيبة التي تجمع بين الإسلام والمسيحية، وفي إحدى هذه الزيارات قال خلال مؤتمر صحافي: «إن الإسلام دين تسامح، على عكس ما تروج بعض دول الغرب، والمؤسف أن هناك محاولات من البعض، وبخاصة في الدول الغربية تحاول تشويه صورة الإسلام بنسب الأحداث الإرهابية دائماً للمسلمين، وذلك دون تمييز بين الوسطيين والجماعات المتشددة، وهذا مؤشر خطير يجب الانتباه والالتفات إليه من المؤسسات الإسلامية.
وأضاف البابا تواضروس قائلاً: «إن الأقباط المصريين يعيشون في سلام مع إخوانهم المسلمين، بينما هناك بعض المتطرفين يفسرون آيات القرآن الكريم بشكل خاطئ، ولذا من الضروري تصدى المؤسسات الإسلامية لهذا الأمر، حتى نحد من الأفكار المتطرفة التي يتبناها البعض، وينسبها للإسلام وهو بريء منها».